فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل

فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل
(اخر تعديل 2024-04-24 05:42:13 )
بواسطة

5 مكونات للذكاء العاطفي في مكان العمل:

يُعرَف النفساني "دانييل جولمان" بتطويره لخمسة مكونات للذكاء العاطفي في مكان العمل في التسعينيات، وفيما يأتي تلك المكونات، إضافة إلى أمثلة عن كيفية استخدامها في محيط العمل:

1. الوعي الذاتي:

الوعي الذاتي هو القدرة على تحديد مشاعرك ومشغلات عواطفك؛ إذ يساعد الوعي بمشاعرك على فهم كيف يمكن للآخرين أن ينظروا إلى عواطفك، ويمكنك استخدام الوعي الذاتي في العمل لفهم كيف ينظر زملاؤك في العمل أو عملاؤك أو مديروك إليك.

2. ضبط النفس:

ضبط النفس هو القدرة على السيطرة وضبط عواطفك لإنشاء تأثير إيجابي أكبر، فالسيطرة على مشاعرك ضرورية في أي موقف؛ لأنَّ عواطفك تؤثر بشدة في الآخرين، فيمكنك ضبط عواطفك في العمل عن طريق تعديل مشاعرك للحفاظ على مظهر احترافي أمام العملاء.

3. الدافع:

الدافع هو الرغبة في فعل شيء، ويتعلق بالذكاء العاطفي؛ لأنَّ رغباتك قد تشجعك نحو فعل شيء، على سبيل المثال، قد تظهر رغبتك في إكمال جميع مهامك اليومية بنجاح بوصفها دافعاً داخلياً لصاحب العمل، ووسيلة لتحقيق احتياجاتك وأهدافك الداخلية.

4. التعاطف:

التعاطف هو القدرة على تحديد وفهم مشاعر شخص آخر؛ إذ إنَّ فهم مشاعر الآخرين يتيح لك التعامل بفاعلية مع الوضع في مكان العمل، على سبيل المثال، عندما يُظهِر زميل العمل علامات الاستياء، يمكنك التفاعل بالتعاطف لتخفيف الوضع الذي يمر به.

5. المهارات الاجتماعية:

المهارات الاجتماعية هي الأدوات المستخدَمة للتواصل والتفاعل مع الآخرين، وبوجود مهارات اجتماعية أقوى - مثل التواصل الفعال والاحترام - يمكنك الاستماع والتحدث وحل النزاعات بشكل أكثر فاعلية، ويمكن استخدام المهارات الاجتماعية في مكان العمل لتطوير مسارك المهني وتكون أداة أساسية للقادة.

فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل:

فيما يلي فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل:

1. تعزيز التفاعلات الإيجابية:

يُعَدُّ تعزيز التفاعلات الإيجابية أحد أهم جوانب تطبيق الذكاء العاطفي في مكان العمل، فمن خلال الفهم العميق للعواطف، يمكن تشجيع الموظفين على التفاعل بشكل إيجابي مع بعضهم بعضاً، وهذا يسهم في بناء جو عمل إيجابي ومرن، كما يتيح الذكاء العاطفي للفرد أدوات فعالة للتعبير عن مشاعره بطريقة بنَّاءة، ومن ثمَّ يسهم في تعزيز التواصل الإيجابي والتعاون بين الزملاء.

2. تحسين القيادة:

تحسين القيادة هو أحد الجوانب الرئيسة لتطبيق الذكاء العاطفي في مكان العمل، فالقادة الذين يمتلكون تلك المهارات يُظهِرون قدرة استثنائية على فهم مشاعر فِرقهم وتحفيزهم، فيمكن للذكاء العاطفي أن يعزز تأثير القادة من خلال تعزيز التواصل الفعال، وتقديم الدعم في اللحظات الصعبة، وتوجيه الفريق نحو أهداف مشتركة، وبمعنى آخر، يُعزِّز الذكاء العاطفي القيادة الفعالة ويساهم في بناء بيئة قيادية تشجع على التفوق والتطور.

3. تعزيز التواصل:

يُعَدُّ تعزيز التواصل نتيجة طبيعية لتطبيق مهارات الذكاء العاطفي في مكان العمل، فقد يساهم الذكاء العاطفي في تعزيز فهم أعمق للعواطف والاحتياجات الشخصية، وهذا يقوي التواصل بين أفراد الفريق، ويمكن للأفراد الذين يتقنون الذكاء العاطفي التعبير بشكل فعال عن أفكارهم ومشاعرهم، وهذا ينشئ بيئة مفتوحة للتفاوض وحل النزاعات، ومن ثمَّ يؤدي تعزيز الاتصال إلى تعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز التنسيق الفعال بين أفراد الفريق.

شاهد بالفديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

4. زيادة الإنتاجية:

تُعَدُّ زيادة الإنتاجية نتيجة طبيعية لتنمية مهارات الذكاء العاطفي في مكان العمل، فالأفراد الذين يتمتعون بهذه المهارات يُظهِرون تحسناً في الأداء والإنتاجية، وبوسعهم التعامل بفاعلية مع ضغوطات العمل وتحفيز أنفسهم وزملائهم.

بفضل فهمهم العميق للعواطف، يتمكنون من تحديد الأولويات بشكل أفضل والعمل بتكامل داخل الفريق، وبهذا يساهم الذكاء العاطفي في إنشاء بيئة تشجع على التفوق وتحفيز الأفراد لتحقيق أقصى إمكاناتهم الإبداعية والإنتاجية.

5. تقوية فِرق العمل:

تُعَدُّ تقوية فِرق العمل نتيجة فعالة لتطبيق الذكاء العاطفي في مكان العمل؛ إذ يساعد الذكاء العاطفي على تعزيز التواصل الإيجابي وبناء روابط قوية بين أفراد الفريق، وعبر الفهم العميق للعواطف واحترام الاختلافات الشخصية، يصبح الفريق أكثر تلاحماً.

يمكن للأفراد الذين يتقنون الذكاء العاطفي تحفيز روح الفريق، والتفاعل بشكل فعال في المواقف الصعبة، وهذا يعزز التعاون والأداء الجماعي، وببساطة، تقوية فِرق العمل تعكس قوة العمل الجماعي المغذاة بالفهم والتفهم العاطفي.

6. تقليل التوتر والصراعات:

يُعَدُّ تقليل التوتر والصراعات نتيجة إيجابية لتطبيق الذكاء العاطفي في محيط العمل، فمن خلال فهم العواطف، يمكن للأفراد التعامل بفاعلية مع المواقف المحفوفة بالتوتر وتفادي الصراعات غير الضرورية.

تعزز القدرة على التفاوض بشكل بنَّاء وحل النزاعات بطرائق هادئة وفعالة السلامة النفسية في مكان العمل وتحفز على التعاون، وبفضل الذكاء العاطفي، يتسنى للأفراد تحسين جودة التفاعلات البينية، وهذا يقلل من حدة التوتر ويؤدي إلى بيئة عمل أكثر استقراراً وسلامة.

7. تقدُّم الموظفين في مسارهم الوظيفي:

يساعد الذكاء العاطفي الموظفين على التقدم في مساراتهم المهنية؛ إذ يتمتع الموظفون الذين يمتلكون الذكاء العاطفي بقدرة قوية على التعاطف وتنظيم أنفسهم، وهذا يمكِّنهم من تحقيق أداء متفوق، ومن ثمَّ يمكنهم أن يكونوا قادة فاعلين، ففي استطلاع أجرته (Lee Hecht Harrison Penna)، استخدم 75% من المستجيبين مستوى الذكاء العاطفي لتحديد الترقيات وزيادات الأجور.

مع ذلك، لا تمتلك 68% من الشركات أدوات فعلية لتحديد أو تطوير مستوى الذكاء العاطفي، وعلى الرغم من ذلك، يقول معظم أرباب العمل إنَّ المهارات الشخصية والذكاء العاطفي ضروريان للنمو والنجاح؛ لذا فإنَّ دمج تدريب الذكاء العاطفي والقيم في خطة تطوير الموظف أمر حيوي.

فيما يأتي بعض الأمثلة عن استراتيجيات لضمان تطوير هذه المهارة:

  • تسجيل الموظفين في دورات تدريب الذكاء العاطفي والتأمل وإدارة الضغوطات.
  • إقامة تمرينات لتعزيز روح الفريق وفهم الموظفين لبعضهم خارج بيئة العمل.
  • تشجيع ثقافة التواصل المفتوح مع إتاحة فرص منتظمة للموظفين للتعبير عن مشاعرهم وتقديم ملاحظات.

كيفية تحسين الذكاء العاطفي في مكان العمل:

قد يكون الذكاء العاطفي مساهماً كبيراً في النجاح في مكان العمل؛ إذ إنَّ تحسين الذكاء العاطفي في مكان العمل يلهم فريقك ويعزز بيئة عمل إيجابية للجميع.

فيما يأتي خمس خطوات لتحسين الذكاء العاطفي في مكان العمل:

1. تحديد نقاط الضعف الخاصة بك:

قبل أن تبدأ بتحسين ذكائك العاطفي، من المفيد تحديد نقاط ضعفك؛ إذ يسمح لك تقييم نفسك من النواحي العاطفية بتوجيه نفسك لتصبح متواصلاً أكثر تفهُّماً.

على سبيل المثال، قد تكون جيداً في مساعدة الأشخاص الذين يخبرونك كلامياً عن مشاعرهم، لكن قد لا تكون جديراً بالتعرف إلى طرائق التواصل غير اللفظي؛ لذا كن صادقاً عند كتابة نقاط الضعف الخاصة بك، وانظر بتواتر إلى قائمتك لتحديد التحسينات.

2. مراجعة تاريخك في الذكاء العاطفي:

بعد التقييم الذاتي لنقاط الضعف الخاصة بك، استمر في تقييمك عن طريق استعراض تاريخك في الذكاء العاطفي، فالنظر إلى رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية الخاصة بك يمنحك القدرة على التأمل في كيفية التعامل مع المواقف المختلفة.

على سبيل المثال، قد تدرك حالات يمكنك فيها الرد بتعاطف أكبر، فالتأمل في تواصلك يساعدك على فهم كيفية التعامل مع مواقف مماثلة بشكل أكثر فاعلية في المستقبل.

شاهد بالفديو: الذكاء العاطفي في العمل مفتاح النجاح المهني

3. تلقِّي التغذية الراجعة:

لفهم سلوكك العاطفي، قد يكون تلقِّي التغذية الراجعة من أولئك الذين تثق بهم مفيداً جداً، وسيكون هؤلاء الأشخاص صادقين بشأن كيفية تواصلك بصفتك متحدثاً، وقد تكون التغذية التي تتلقاها مفيدة جداً، فيمكنك التفكير في طلب تقييم من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء لمعرفة مدى فاعلية تواصلك مع الآخرين، واستخدم هذه النصائح لفهم كيفية رؤية الآخرين لك وما يمكنك فعله لجعل التغيير إيجابياً.

4. طلب المساعدة:

لتحسين الذكاء العاطفي في مكان العمل، فكِّر في طلب المساعدة من مديرك أو مشرفك، واشرح رغبتك في تحسين مهارات التواصل أو القيادة واسأل عما يقترحون لمساعدتك في ذلك، على سبيل المثال، يمكنك التفكير في حضور دورة تدريبية أو المشاركة في نشاط في مكان العمل يكون له فائدة للفريق بأكمله.

5. تمرينات الذكاء العاطفي اليومية:

طبِّق كل ما تتعلمه عن الذكاء العاطفي مع نفسك ومع الآخرين يومياً، فقد يوفر لك تحديد نقاط الضعف الخاصة بك وطلب المساعدة والتغذية الراجعة قائمة بالمجالات التي يمكنك تحسينها.

قد تتضمن بعض المهام العمل وحدك، مثل النظر في المرآة لتقييم لغة الجسم وتعابير الوجه، وقد تشمل مهام أخرى التفاعل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص لممارسة ذكائك العاطفي في العالم الحقيقي؛ إذ إنَّ بذل الجهد لتحسين ذكائك العاطفي يساعدك على التقدم في حياتك المهنية، بينما يلهم الآخرين للقيام بالشيء نفسه.

في الختام:

في ختام هذا المقال عن فوائد الذكاء العاطفي في مكان العمل، يظهر بوضوح كيف تكون تلك المهارات الحياتية ليست مجرد إضافة؛ وإنَّما ركيزة أساسية لتعزيز أداء الأفراد وديناميات الفرق.

من خلال تعزيز التفاعلات الإيجابية، وتحسين القيادة، وتعزيز الاتصال، وزيادة الإنتاجية، وتقوية فِرق العمل، وتقليل التوتر والصراعات، يثبت الذكاء العاطفي جدواه في بناء بيئة عمل صحية ومثمرة.

إنَّ فهم العواطف والتعامل معها بحكمة يشكل تحولاً في الأسلوب الحديث لإدارة الموارد البشرية؛ لذا دعونا نستثمر في تطوير هذه المهارات لتحقيق مستقبل العمل الأكثر تطوراً ورفاهيةً.