كيف تستقطب موظفين جدد لشركتك؟

كيف تستقطب موظفين جدد لشركتك؟
(اخر تعديل 2024-04-07 06:00:21 )
بواسطة

ليبني بذلك شركته الناجحة التي يحلم بها، ولكن لماذا تعد عملية التوظيف عملية مستمرة؟ ولماذا تحتاج جميع الشركات إلى توظيف موظفين جدد؟

يصبح وجود موظف في وظيفته خاطئاً - حتى إن كان هو الشخص المناسب للوظيفة في البداية - عندما تتطور الاحتياجات نتيجة تطور التقنيات، وهذا ما نشهده عندما دخلت التكنولوجيا إلى مختلف مجالات حياتنا، فالموظف الذي لا يطوِّر نفسه باستمرار، يصبح مكانه الصحيح غير مناسب له بمرور الزمن، ونتيجة المنافسة بين الشركات ستسعى كل شركة إلى الحصول على المواهب والخبرات الجديدة، فتستفاد منها في تحقيق أهداف الشركة، ولكن كيف يمكن جذب الموظفين الجدد للشركة؟

جذب المواهب هو مسؤولية الشركة، فلا يمكن الإعلان عن حاجة الشركة إلى موظفين جدد فحسب؛ لأنَّ نتيجة ذلك يتقدم كثير من الأفراد غير المؤهلين للعمل؛ لذلك يجب أن تفهم الإدارة المتطلبات والكفاءات والمهارات اللازمة والمتماشية مع تطلعات الشركة، وسيساعد مقالنا اليوم على توضيح كيفية جذب الموظفين الجدد المناسبين، فتابع قراءته.

ما هو استقطاب الكفاءات البشرية وما هي أنواعه؟

تشبه عملية الاستقطاب البشري الجذب بواسطة المغناطيس، فيحتاج الطرفان إلى بعضهما بعضاً، فأحدهما يمتلك الوظيفة الشاغرة الملائمة والآخر يمتلك الخبرات العملية المناسبة للوظيفة، وعملية الاستقطاب هي من تعرِّف الطرفين إلى بعضهما بعضاً، وعمليات جذب الكفاءات البشرية لها أكثر من نوع، وهي كما يأتي:

1. الاستقطاب الداخلي للكفاءات البشرية:

هو النوع الضيق من الاستقطاب، الذي يتم فيه عرض الوظائف الشاغرة الناتجة عن ترك أحد الموظفين لمنصبه أو الانتقال إلى منصب أعلى، فيتم عرض الوظيفة على الموظفين العاملين ضمن المنشأة، ففي حال رغب أحدهم بالمكان، عليه ترشيح نفسه، ويمكن في هذه الحالة أيضاً لأحد الموظفين أن يرشح شخصاً من الخارج يمتلك مؤهلات مناسبة.

2. الاستقطاب الخارجي للكفاءات البشرية:

تعلن المنشأة في هذه الحالة عن حاجتها إلى عدد معين من الكفاءات البشرية مع شرح المنصب وعدد ساعات العمل، ويتم عادة نشر إعلان بواسطة الجرائد أو التلفاز أو مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر مكاتب العمل الحكومية أو النقابات المهنية والعمالية المتنوعة.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتوظيف أفضل موظف ممكن

كيف تستقطب موظفين جدد لشركتك؟

يعتمد نجاح المنشآت المختلفة على جذب المواهب باستمرار واستقطاب الموظفين ذوي الأداء رفيع المستوى، وفيما يأتي توضيح لكيفية جذبهم:

أولاً: التركيز على بيئة العمل

هي إحدى النقاط الهامة التي يجب على جميع الشركات والمنشآت على اختلافها أن تعتمدها؛ وذلك بهدف تمييز الشركة عن غيرها من الشركات المنافسة، ويتم ذلك من خلال وجود ميزات تجعل العمل في الشركة حلماً للجميع أهمها ما يأتي:

1. سياسة الشركة المتبعة:

سياسة الشركة لها دور كبير في التأثير في قرار صاحب المواهب والكفاءات المناسبة ليتقدم للعمل في الشركة أو يرفض، فمثلاً بعض الشركات تفرض لباساً محدداً يجب على العاملين الالتزام به، وهو بنطال وقميص للرجال أما للنساء فهو تنورة وقميص؛ وذلك اللباس لا يناسب المحجبات؛ لذلك تمتنع عن التقدم للعمل.

أيضاً تقيد بعض الشركات حركة الموظفين، وتحدد أماكن وجودهم، وقد تمنع وجود استراحة ضمن أوقات العمل أو قد تفرض على العاملين طريقة تعامل محدد في خارج أوقات الدوام، ولا يمكن للجميع قبول تدخل الشركة بالحياة الخاصة؛ لذلك يجب أن تتوفر المرونة في مواعيد العمل، ويُخصَّص وقت للاستراحة، وعدم تقييد الموظفين بلباس لا يراعي الملتزمين دينياً.

2. بناء علاقات طيبة مع الموظفين:

تعطي الشركة ذات السمعة الجيدة في تعاملها مع الموظفين فكرة عن وجود بيئة عمل مريحة ومثالية؛ لذلك حاول توطيد العلاقات والاهتمام بالموظفين بشكل شخصي؛ بحيث يتمكن الموظف من التعبير عن أفكاره وطرح وجهات نظره، إضافة إلى إمكانية الاستعانة بمن هو أقدم منه للحصول على الإرشادات والتوجيهات الضرورية ليطور نفسه، فالحفاظ على راحة الموظف وسعادته في العمل الناتجة عن التوازن بين الحياة الشخصية والعملية تعزز مناخاً مثالياً للعمل.

ثانياً: تحديد المعايير الأساسية للموظفين

يبدأ جذب الخبرات المناسبة من تحديد المعايير التي يجب أن يتحلى بها الموظف؛ لذلك اسأل نفسك ما هي المهارات التي تطلبها تلك الوظيفة وما هي الشهادات الأكاديمية والمهنية التي تساعد الموظف على القيام بالمهام المطلوبة منه، إضافة إلى التفكير النقدي ومهارات القيادة والقدرة على العمل ضمن فريق وغيرها من المعايير المشابهة.

1. كتابة وصف وظيفي جيد:

يؤدي الوصف الوظيفي دوراً هاماً في جذب الفرد للتقدم للوظيفة المعروضة، فيُحدِث ذلك فرقاً كبيراً في اتخاذ القرار، فالأسلوب المتبع في كتابة الإعلان يجب أن يعبر عن ثقافة الشركة، ففي حال شعر الفرد بأنَّ الشركة تحفزه على التطور والتحفيز وتقدم بيئة مريحة للعمل، سيشعر بالرغبة بالانضمام إلى تلك الشركة.

توجد نقطة هامة يجب الانتباه لها وهي التنسيق، فمن الضروري الكتابة بطريقة سهلة ومرتبة في آن معاً، كأن يتم استخدام التعداد النقطي عند كتابة المهام المطلوبة من الموظف، أو كتابة المهارات والكفاءات المطلوبة، وكذلك ذكر طريقة التقديم بأسلوب واضح، وترك رقم هاتف أو إيميل أو أي وسيلة أخرى مستخدمة للتقدم، فلا يجد المتقدم صعوبة في إيجاد وسيلة التقدم.

2. تحديد مزايا الوظائف:

المنافسة بين الشركات كبيرة، وفي حال أتيح لصاحب الكفاءة عدة فرص عمل فإنَّه سيرغب في التقدم للوظيفة ذات المزايا الأكثر؛ لذلك في حال توفر مزايا، يُفضَّل التحدث عنها، فمثلاً ينجذب المتقدم للوظيفة التي يتاح فيها خيار العمل عن بُعد، فالآن معظم الوظائف تعتمد هذا الأسلوب، أو مثلاً الإعلان عن توفر جداول عمل مرنة تساعد الموظف على القيام بمهامه في العديد من الأوقات دون وجود ساعة محددة لبدء الدوام أو ساعة لانتهائه، فهذه المزايا محببة لمعظم أصحاب المواهب ممن لديهم عدة مهام يجب القيام بها يومياً.

3. تقديم رواتب مجزية:

تجذب الناحية المادية الكثيرين، فهي العنصر الأهم في عملية استقطاب الموظفين الجدد المناسبين، حتى إنَّ بعضهم يتقدم للوظيفة لمجرد الراتب المرتفع حتى في حال عدم توفر مزايا فريدة، وأنت بصفتك مدير شركة تريد أن تستخدم أصحاب الكفاءات المميزة لرفع مستوى شركتك وتحسين العمل؛ عليك تقديم راتب مجزٍ بالمقابل؛ لذلك عليك دراسة الوضع الراهن في شركتك بحيث تقارن المهام والمسؤوليات الواقعة على عاتق الموظف مع الراتب الممنوح له، إضافة إلى دراسة متوسط الرواتب بشكل عام، وتقدير قيمة ما يمكن أن يضيفه الموظف للشركة من فائدة وخاصة للعملية الإنتاجية.

4. اعتماد نظام الحوافز:

قد تمنح الموظفين لديك رواتب مجزية إضافة إلى توفير مناخ ملائم للعمل، لكن يتراجع معظم الموظفين عن التقدم للوظيفة نتيجة الأخبار التي تنتشر عن الشركة بأنَّها لا تقدم مكافآت عندما يقوم الموظف بعمل إضافي أو يحقق نجاحاً باهراً في مهمة ما، أو لا تقدم حوافز للموظفين الملتزمين بشروط العمل وممن لم يقعوا في الأخطاء، بوصفه نوعاً من التحفيز على الاستمرار في الالتزام، فالموظف الذي لا يرى تقديراً يميزه عن غيره من الموظفين المهملين سيدفعه ذلك ليصبح مهملاً كغيره.

5. النظر في نظام الإجازات:

ادرس نظام الإجازات جيداً ولا تكن ظالماً، فمعظم الشركات تتجاهل مثلاً العطل الرسمية التي تمنحها الدولة للموظفين الحكوميين، حتى إنَّ بعضها يتجاهل العطل الأسبوعية الرسمية، وقد تمنع الموظف عن أخذ إجازات عندما يضطر إلى ذلك أو قد يخصم من راتبه مقابل الإجازة، وهذا الأمر ظالم للموظف.

6. تسهيل عملية التقديم للوظيفة:

يبتعد معظم الموظفين عن التقدم للوظيفة في حال كان صعباً، ونلاحظ أنَّ بعض الشركات تفرض على المتقدم ملء العديد من النماذج عبر الإنترنت، ويتم بعدها إعطاء المتقدم موعد ليزور الشركة وأيضاً يقوم بملء كثير من النماذج لتتم دراستها فيما بعد، وقد ينتظر المرشح وقتاً طويلاً، ومن ثم يتم رفضه، فينقل تلك التجربة لغيره من أصحاب الكفاءات والمهارات، فيتراجع الفرد عن التقدم حتى إن كانت الوظيفة مغرية له.

في الختام:

فريق العمل هو أثمن ما تمتلكه أي شركة؛ لذلك عليك اختيار الموظفين المناسبين لشركتك، فتضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وتشغل عملية استقطاب الموظفين الجدد بال معظم المديرين، فتعد من أكبر التحديات التي تواجه مسؤولي الموارد البشرية في مختلف المنشآت والشركات؛ لذلك يجب عليك بصفتك مدير شركة توفير بيئة عمل مناسبة؛ فلا تفرض زياً غير مناسب أو شروطاً تقيد حرية الموظف، وحاول أن تنشئ مناخاً مريحاً يمكِّن الموظف من التعبير عن أفكاره دون تعقيد.

إن أردت جذب أفضل المهارات والكفاءات، فيجب عليك بالمقابل تقديم رواتب مجزية تدفع الجميع للتقدم للوظيفة، وكذلك عليك اعتماد نظام الحوافز، فيجد الموظف تقديراً لعمله، وكذلك يجب النظر في نظام الإجازات، فلا يحرم الموظف من العطل الرسمية التي تفرضها الحكومة في مناسبات معينة.

عندما يتم الإعلان عن وجود وظائف يجب أن تتم صياغة الإعلان بطريقة تدل على ثقافة الشركة وتوضح وجود مزايا تميزها عن منافسيها، وكذلك طريقة التقدم للوظيفة يجب أن تكون مريحة وبسيطة.