كيف تتخذ من التأمل اليومي عادة؟

كيف تتخذ من التأمل اليومي عادة؟
(اخر تعديل 2024-04-06 06:14:15 )
بواسطة

سنُجيب عن هذا السؤال في مقالنا، ولكن قبل ذلك سنبدأ بتعريف "التأمل"، ثم سنشرح فوائد ممارسة التأمل يومياً، وكيف يمكنك بسهولة تكوين هذه العادة الهامة جداً.

ما هو التأمل؟

التأمل: هو الانغماس في "التفكير" أو "التفكُّر"، ولا سيما بصورة هادئة ومدروسة، كما يُعرَّف بأنَّه التخطيط في الذهن أو أن تنوي نية؛ أي وضع مخطط في خيالك.

فوائد التأمل:

يُقال: "يجلب التأمل الحكمة، وتؤدي قِلَّته إلى الجهل؛ لذا فلتدرك ما يقودك إلى الأمام وما يعوقك، واختر المسار الذي يمنحك الحكمة".

التأمل هو وسيلة لتصفية ذهنك؛ فهو يمنحك القدرة على بلوغ مستويات جديدة من الاسترخاء، كما أنَّه أسلوب يمكن أن يساعدك على تصور أفكار جديدة؛ لذا على الجميع ممارسة التأمل يومياً لإعادة شحن طاقتهم وتنشيط تركيزهم، والتأمل هو وسيلة ليتضح أمامك ما تريده من الحياة بحق، فإذا تأملتَ في رغباتك لما يكفي من الوقت، فسوف تكتشف طريقة لتحقيقها.

إذاً، للتأمل أربعة أهداف رئيسة سنتطرق لكل منها بالتفصيل:

  • تصفية ذهنك.
  • استرخاء الجسد.
  • توليد أفكار جديدة.
  • إظهار رغباتك.

1. تصفية الذهن:

بعد يوم طويل في العمل من الضروري أن تخِّصص وقتاً لتهدِئة ذهنك وتقليل التوتر، فالرياحة أفضل من الإرهاق؛ إذ يمنحك التأمل القدرة على تقليل مستويات التوتر بصورة كبيرة؛ ذلك لأنَّه يمنحك استراحة أنت بأمسِّ الحاجة إليها من صخب الحياة.

2. منح الاسترخاء لجسدك:

يأخذك التأمل في رحلة ذهنية من المنطقة والشقة التي تقطنها إلى شواطئ وتضاريس ساحرة، فمجرد القيام بذلك لبضع دقائق في اليوم سيعزز جودة حياتك من خلال إرخاء جسدك وتغيير حالتك المزاجية.

شاهد بالفديو: 7 فوائد للمشي التأملي

3. توليد أفكار جديدة:

إذا كنت تواجه مشكلة معينة، فالتأمل طريقة رائعة للوصول إلى أفكار جديدة لحلها؛ لذا ببساطة فكر في مشكلتك لبضعة ثوان، ثم ابدأ في توليد أفكار في عقلك لحلها، ودع عقلك يسرح حتى يجد حلاً للمشكلة.

4. تحقيق رغباتك:

حين تتمكن من تصديق ما تراه في ذهنك سيعطيك عقلك أيضاً إرشادات عن كيفية تحقيق رؤيتك؛ فالتأمل طريقة رائعة لتحقيق الحياة التي تنوي أن تعيشها.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: كيف تتأمل يومياً وتجعل من يقظة عقلك عادة يومية

تخصيص الوقت للتأمل:

لا تحتاج إلى التأمل لساعات، على الرغم من أنَّ ذلك سيكون لطيفاً؛ بل يمكنك إنجاز كل ما ذكرناه آنفاً خلال 15 دقيقة فقط من التأمل اليومي، والتي نستطيع توفيرها جميعاً؛ لذا بعد عودتك إلى المنزل من العمل غداً، وما إن تنتهي من أي نشاط تفعله بعد العودة مباشرة (مثل تناول العشاء وما إلى ذلك) خصص خمس عشرة دقيقة للتأمل في مكان هادئ، فيمكنك:

  • إزالة جميع الأفكار المشتتة من ذهنك والانطلاق إلى جزيرة جميلة في عقلك.
  • تخيل مستقبلك بالطريقة التي تريدها.
  • تركيز عقلك على مشكلة ترغب في حلها.

تخصيص خمسة عشر دقيقة في اليوم للتأمل هو التزام بسيط بما يكفي لإقناع نفسك بأنَّك تملك الوقت لممارسته؛ فإذا كان لديك وقت للذهاب إلى الحمام، يمكنك إيجاد الوقت للتأمل أيضاً.

كما ذكرنا عليك التأمل فور وصولك إلى المنزل بعد أول نشاط رئيس تقوم به، وذلك لسببين:

  • كي لا تؤجل المهمة أكثر من ذلك.
  • كي تتمكن من ربط هذه العادة الجديدة بعادة تتبعها مسبقاً.

تشكيل العادة اليومية:

يجب عليك اتخاذ التأمل اليومي عادة؛ لتجربة فوائد التأمل اليومي، فقد يصعب أن تبدأ بها في البداية، لذا إليك ما نقترحه:

أجبر نفسك على ممارسة عادة التأمل في الأسبوع الأول، من ثم التزم به لمدة 15 دقيقة يومياً بمجرد عودتك إلى المنزل من العمل، أو في أي وقت يناسبك (تأكد من وضع تذكير بذلك).

في كثير من الأحيان يكون لدينا الوقت للتأمل، ولكن لأنَّنا لسنا معتادين على القيام بذلك، فلا نفعله؛ لذا عليك ممارسته فحسب والانتهاء من هذه المهمة.

إذا كان بإمكانك قضاء خمس عشرة دقيقة فقط في اليوم في التأمل، فستجد بسرعة أنَّك ترغب بقضاء مزيد من الوقت في الحالة هذه، ومع ذلك ابدأ بخمس عشرة دقيقة فهو التزام سهل، ومن شأنه أن يساعدك على تكوين هذه العادة.

يقترح بعض علماء النفس أنَّ أكثر من 90% مما نقوم به كل يوم مستمد من عاداتنا، من الطريقة التي ننظف بها أسناننا إلى الطريقة التي نتناول بها العشاء، ومن ذلك النشاطات التي نؤديها بعد الانتهاء من العشاء، فإذا بدأتَ في قضاء خمس عشرة دقيقة يومياً في التأمل بعد العشاء، فسيصبح التأمل اليومي تلقائياً بالنسبة إليك، لتحيا بعدها حياة أكثر استرخاءً واكتمالاً.

في الختام:

التأمل، رحلة ذهنية غنية تصقل حياتك وتُعيد شحن طاقتك. خصص خمس عشرة دقيقة فقط من يومك لتحقيق فوائده المذهلة: تصفية الذهن، استرخاء الجسد، توليد أفكار جديدة، وإظهار رغباتك.