قصة سورة المسد

قصة سورة المسد
(اخر تعديل 2023-06-21 13:12:18 )
بواسطة

عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة يدعو إلى الله -تعالى-، ابتُلي بعددٍ من المؤذين والمكذّبين، وكان منهم عم النبي -صلى الله عليه وسلم- أبو لهب، وزوجته العوراء أم جميل، وكان أذاهم يفوق أذى الكثير من المشركين، فأنزل الله في حقهما (سورة المسد)، وتوعدهما بالعذاب الأليم.

وأبو لهب هو عبد العزى بن عبدالمطلب، ولقبه أبو لهب لجمال وجهه، فقد كان أحمر الوجه مشرقًا كأنما يشع من وجنتيه اللهب، وقد اقترن لقبه بما سيؤول حاله يوم القيامة عندما يصيبه لهب جهنم، ومن تكذيبه للنبي -صلى الله عليه وسلم- ومظاهر إيذائه ما يأتي:

  • لما نزل قول الله -تعالى-: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)

صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- جبل الصفا، ونادى بأعلى صوته في بطون قريش، فأسرع الناس لاستطلاع الأمر، ومن لم يستطع أن يذهب أرسل شخصًا مكانه، ولما اجتمعوا قال -صلى الله عليه وسلم-: (أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟).

(قالوا: نعم، ما جربنا عليك كذبًا قط، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فقال أبو لهب: تبًا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا؟، فنزلت السورة: "تبت يدا أبي لهب وتب").

  • تطليق أبنائه لبنات الرسول

كان عتبة بن أبي لهب قد تزوج رقية، وعتيبة بن أبي لهب تزوج أم كلثوم بنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما نزلت سورة المسد أمرهما أبوهما وأمهما أن يطلقا بنات النبي صلى الله عليه وسلم-، فطلقاهما.

  • شتمه وتكذيبه

كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يأتي القبائل في منى ويدعوهم إلى الدين، وخلفه أبو لهب يكذبه ويشتمه.

أهلك الله -تعالى- أبا لهب بمرض شنيع يسمى: (العدسة)؛ وهي بثور تخرج في الجسم كالطاعون، فلم يقربه أحد من أقاربه، وإنما غسلوه بالماء قذفاً من بعيد، ورجموه حتى دفنوه؛ فاستحق ذلك نتيجة أفعاله.

هي العوراء أم جميل، أروى بنت حرب، أخت أبي سفيان بن حرب، وقد توعد الله -تعالى- حمالة الحطب بحبل من ليف يلف على عنقها في نار جهنم، ومن صور إيذائها للنبي -صلى الله عليه وسلم-:

  • كانت تضع الأشواك والحطب في طريق النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لتؤذيه بشوكها.
  • لما سمعت ما نزل في زوجها وفيها من القرآن الكريم حملت حجراً كبيرًا؛ لتضرب به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس عند الكعبة، ومعه أبو بكر-رضي الله عنه-، فأخذ الله بصرها فلم تر إلا أبا بكر.
وقالت: "يا أبا بكر، بلغني أن صاحبك هجاني، والله لو وجدته لضربته بهذا الحجر، فقال لها أبو بكر: والله ما هجاك، فانصرفت، فقال أبو بكر: يا رسول الله، أما رأتك"؟ قال: (ما رأتني، لقد أخذ الله بصرها عني).
  • في الحديث الصحيح: (اشْتَكَى رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثًا-، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَقالَتْ: يا مُحَمَّدُ، إنِّي لَأَرْجُو أنْ يَكونَ شيطَانُكَ قدْ تَرَكَكَ، لَمْ أرَهُ قَرِبَكَ مُنْذُ لَيْلَتَيْنِ -أوْ ثَلَاثَةٍ-؛ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: "وَالضُّحَى* وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى* مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى"). وكانت تلك المرأة هي العوراء زوجة أبي لهب.