3 أسئلة مهمة عليك طرحها على نفسك لتغير مسار

كيف تجد هدفك وتبني شخصيتك من خلال طرح الأسئلة على نفسك:

لقد عشت حياتي خائفةً من طرح الأسئلة؛ خشية أن يتطلَّب مني ذلك أن أكون واقعيةً وصادقةً مع نفسي، وكنت أعلم في أعماقي أنَّني لم أكن كذلك، كما لم تكن بداية حياتي رائعة؛ لذا لم تخطر في بالي الأسئلة التي تتطلب مني معرفة نفسي، وماذا أريد، وإلى أين أنتمي، واستمررت في تجاهلها في كلِّ مرة تراودني، ودائماً ما كان الناس يسألونني عمَّا أريد أن أكون، واعتدت أن أجيب بما أظنُّ أنَّهم يريدون سماعه لإرضائهم؛ ومن ثمَّ أغيِّر الحديث سريعاً خشية أن يطرحوا عليَّ أسئلة شخصية؛ لأنَّ معظم الأسئلة التي تخصُّني لم تكن مريحة بالنسبة إلي، وحين أختلي بنفسي كنت أجد ما يشغلني بما لا يترك لي وقتاً للتركيز على أيَّة أفكار ترتبط بي وبحياتي، ولم أسمح لنفسي أبداً بأن أطالب نفسي بأيِّ شيء؛ لأنَّني بداخلي لم أكن أشعر بأنَّني هامة أو أستحق أيَّ شيء.

ذهبت إلى المدرسة، ثمَّ إلى الكلية، وتخرجت من الجامعة بمعدل عالٍ، ولكن في نهاية الأمر كان كل ذلك لأجل المظاهر والمسمى الوظيفي المرموق، ولم أولي نفسي أيَّ اهتمام، والأسوأ من ذلك أنَّني لم أشعر بشيء تجاه نفسي.

هل كنت أحبُّ نفسي؟ لم تكن لدي أيَّة فكرة؛ لأنَّني لم أسأل نفسي، ولم أعتقد بأنَّه أمر هام، ولكن فقط حين قررت أن أكون صادقة مع نفسي تمكنت من فهم الألم الذي يرافق هذه التساؤلات؛ من أنا؟ ماذا أريد من الحياة؟ إلى أين أنتمي؟ هل أحب نفسي؟ كانت هذه بعض الأسئلة التي تحتم عليَّ أن أطرحها على نفسي وكانت الأكثر إيلاماً، وحتى الآن لم أصل إلى إجابات جازمة، ولم أنتهِ من هذه التساؤلات؛ لكنَّني ما زلت أعمل على ذلك.

إنَّ الأسئلة الصعبة والمؤلمة هي ما يساعد على بناء شخصيتك حقاً؛ إذ تساعدك على فهم نفسك والعثور على هدفك في الحياة، هذه هي الأسئلة التي تساعدك على اتخاذ القرارات، ليس من خلال التخمين؛ بل عن قناعة، كما أنَّ طرح الأسئلة الصحيحة على نفسك لا يساعدك فقط على اختيار المسار الصحيح لحياتك؛ وإنَّما يغنيك أيضاً عن كثير من الألم وخيبات الأمل طوال الطريق.

شاهد بالفيديو: 8 صفات للشخصية القيادية الناجحة

ابدأ بطرح الأسئلة التي تهم حقاً على نفسك، وفيما يأتي بعض الأسئلة:

1. هل كنت لطيفاً مع نفسي اليوم؟

قد يبدو هذا السؤال بسيطاً للغاية، ولكن إن فكرت في الأمر ستدرك مدى أهمية ذلك، هل انتهزت الفرصة اليوم لتكون لطيفاً مع نفسك؟ كم مرة وبَّخت نفسك اليوم لأنَّك أخفقت؟ كم مرة قلت أشياء لئيمة لنفسك؟

تذكَّر أنَّ الطريقة التي تعامل بها نفسك هي بالضبط الطريقة التي يعاملك بها الآخرون، وعليك أن تحب نفسك؛ فلا أحد يستطيع أن يحبك بما يكفي للتعويض عن حبك لنفسك، وتوقف عن انتقاد نفسك لأبسط الأشياء، ولا تركز على كلِّش ما تحسبُ أنَّك تفتقر إليه، وعوضاً عن ذلك ابدأ بمنح نفسك الفضل فيما وصلت إليه الآن وما ستصبح عليه لاحقاً.

انتبه إلى المحادثات التي تجريها مع نفسك في ذهنك، هل تسمح لأيِّ شخص بالتحدث إليك بهذه الطريقة؟ إن كانت الإجابة لا؛ فتوقف عن فعل ذلك، فنادراً ما تسمح لأيِّ شخص بالإساءة إليك والإفلات من العقاب؛ لكنَّك تفعل ذلك بنفسك يومياً، وتظنُّ أنَّه لا بأس في ذلك.

إنَّ الإساءات التي تقبلها من الآخرين في علاقاتك هي بالضبط الإساءات التي تنهال بها على نفسك؛ فإن كنت تدعو نفسك فاشلاً باستمرار فلا تتفاجأ حين تفشل؛ لأنَّ هذه هي الطريقة التي ترى بها نفسك؛ لذا من الآن فصاعداً أوقف حديثك السلبي عن نفسك، وابدأ بمعاملة نفسك بلطفٍ ومحبة؛ فأنت تستحق ذلك.

اشحذ عزيمتك بالكلام المشجِّع، ولا تنصت إلى الآراء السلبية التي سمعتها عن نفسك ولا ترضح لها، وانتبه لحديثك حين تختلي بنفسك؛ فقد تظنُّ أنَّ لا أحد يسمع حديثك الداخلي، ولكن لا تنسَ أنَّك أنت من يسمعه، كما أنَّه دائماً ما ستكون العلاقة التي تربطك بنفسك أهمَّ علاقة تنعم بها على الإطلاق.

2. ماذا سأفعل اليوم؟

قد يبدو من السهل الإجابة عن هذا السؤال، ولكن ماذا لو أخبرتك أنَّك يجب أن تعدَّ هذا اليوم آخر يوم في حياتك؟ هل سترغب بعد ذلك في فعل الأشياء التي كنت على وشك القيام بها اليوم؟ إذا أجبتَ بـ "لا"؛ فأنت بحاجة إلى إجراء تغييرات في حياتك؛ لذا حاول أن تعيش كلَّ يوم كما لو كان آخر يوم لك؛ فلسوء الحظ يوماً ما سيكون حقَّاً آخر يوم لك.

لا تخف من اتخاذ الإجراءات التي تعلم أنَّها ستوصلك إلى الحياة التي تريد أن تعيشها، فقد لا تتمكن من القيام بذلك على نحو كامل، ولكن اتخذ الخطوات الصحيحة نحو ذلك، وكن جريئاً وشجاعاً، واعلم أنَّه يتحتم عليك بذل الجهد الكافي لفعل ما هو أفضل بالنسبة إليك.

اعثر على شغفك وعلى ما يسعدك حقَّاً واسعَ خلفه، ولا تسمح للآخرين بتشتيتك أو تثبيطك عن السعي وراء حلمك، واجعل حياتك تماماً كما تريدها لنفسك.

3. ما الذي سأتركه اليوم؟

نحن في كثير من الأحيان نتمسك بأشياء وأشخاص وعلاقات مدة أطول ممَّا ينبغي؛ لذا قرر اليوم عمَّ ستتخلى في حياتك؛ فأنت الآن أكبر سناً وأكثر حكمة، وبعض الأشياء التي تمسكت بها سابقاً لم تعد جزءاً هاماً من حياتك.

أنت الآن تمضي في اتجاه مختلف في حياتك وعليك التخلي عن الأشياء التي لم تعد تناسب نمط حياتك، والأشخاص الذين لم تعد ترغب بأن تكون معهم، ولا يعني المضي قدماً أنَّك ستنسى ما تعلمته من تلك التجارب؛ وإنَّما ستأخذ الحكمة منها وتمضي إلى تجارب جديدة، لقد مررنا جميعاً بأوقات صعبة في حياتنا غيرتنا إلى الأبد.

تذكَّر أنَّ كلَّ شيء من حولك فانٍ؛ جسدك، وأملاكك، وعلاقاتك، ولا يمكن لأحد التحكم بكلِّ بمجريات حياتك، ولكن يمكنك حتماً التحكم بكيفية تأثيرها فيك.

ركِّز على الإيجابيات واستثمرها في تنمية شخصيتك، ودعك من الأحداث المؤسفة ولا تسمح لها بالسيطرة عليك، وتذكَّر أنَّه حين يغلق أحد الأبواب يفتح باب آخر؛ فلا تقضِ حياتك في ندم، ضع الماضي خلفك ورحِّب بالحاضر بأذرع مفتوحة.

في الختام:

لا يتطلَّب تغيير حياتك سوى اتخاذ قرار القيام بذلك، وبمجرد أن تتخذ قرارك ما عليك سوى التحلِّي بالشجاعة والتصميم على المضي قدماً، ويمكنك الحصول على كلِّ ما تريد ما دمت على استعداد للعمل من أجله. صحيح أنَّك ستواجه عقبات في طريقك؛ لكنَّها ليست سوى تدريب لتعود أقوى من أيِّ وقت مضى، ابدأ اليوم وأجرِ التغيير الذي طالما أردته لحياتك.