6 نصائح تساعدك على تعزيز تركيزك وزيادة إنتاجيتك

6 نصائح تساعدك على تعزيز تركيزك وزيادة إنتاجيتك
(اخر تعديل 2024-04-17 06:14:13 )
بواسطة

ستقرأ في هذا المقال نصائح مستمدة من حياة الناس في العصور الوسطى الذين سعوا إلى تحسين تركيزهم، وعثروا على وسائل فعَّالة أثبتها العلم في عصرنا الحالي.

نتفق جميعاً على أنَّنا نواجه أحياناً أياماً يصعب علينا فيها التركيز ولا نعرف السبب في ذلك، وبصرف النظر عن السبب الذي يدفعك لتصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً إلا أنَّ النصائح التي نستعرضها يمكن أن تساعدنا جميعاً على زيادة إنتاجنا من خلال تحسين تركيزنا وإنجاز مزيد من المهام.

إليك 6 نصائح مستمدة من حياة الناس في العصور الوسطى تساعدك على تعزيز تركيزك وزيادة إنتاجيتك.

6 نصائح تساعدك على تعزيز تركيزك وزيادة إنتاجيتك:

1. اشعر بأهمية ما تقوم به:

إنَّ قضاء 5 دقائق في المكتب كفيلٌ بأن يبدأ ذهنك بالشرود، وقد تشعر بأنَّ كثيراً مما يجب عليك فعله لا طائل من ورائه، وإذا لم تحصل على دفعة من الأدرينالين بسبب اقتراب الموعد النهائي فلن تنجز شيئاً على الأغلب، ولكن عندما تشعر أنَّ الآخرين يعتمدون على عملك، فإنَّك تتعامل مع قائمة المهام بسهولة مهما كانت طويلة، لذا يجب أن تفكِّر قليلاً في أهمية عملك، والمغزى منه، ومن هم الأشخاص الذين تساعدهم من خلال عملك.

أجرى الأستاذ في كلية "وارتون" (Wharton) "آدم جرانت" (Adam Grant) دراسة تناولت موظفي مركز الاتصال في الجامعة، وقد رأى هؤلاء الموظفين تأثير عملهم في طلاب الجامعة، والأمر الذي أدى إلى زيادة حافزهم، وفي كل مرة تشعر فيها أنَّه لا أهمية لعملك تذكَّر أنَّ ثمة أشخاصاً يعتمدون عليك، وحتى أبسط المهام تصبح ذات مغزى عندما تفكِّر في تأثير عملك في الآخرين.

2. انعزل فكرياً:

يمكنك التعاطف مع الآخرين، وتبادل الطرائق التي تساعد على تحسين التركيز معهم، لذا يمكن أن يساعدك العثور على مجموعة من الأشخاص الداعمين والذين يشاركونك قيمك على تحسين تركيزك كثيراً، ولكنَّنا نشعر غالباً أنَّ وجود أشخاص آخرين في المكتب يؤدي إلى تشتت تركيزنا، ونحن نعلم ضرورة التوازن، وأهمية قضاء بعض الوقت وحدنا بين الحين والآخر لنحقق نتائج إيجابية؛ لذلك خصص لنفسك بعض الوقت للعزلة وركِّز خلاله على مهامك بعيداً عن الضوضاء والعلاقات مع الآخرين، لذا تُظهر دراسة قام بها أستاذ الأعمال في جامعة "ستانفورد" (Stanford University)، "بوب ساتون" (Bob Sutton)، أنَّه يمكن للعزلة أن تعزز الإنتاجية، والإبداع، ولكن الأهم هو تجنُّب الثرثرة في العمل.

من الممكن أن يكون المرء منعزلاً ذهنياً على الرغم من أنَّه يعيش وسط حشد من الناس، لذا يمكن أن يعيش الإنسان المنعزل كما لو كان محاطاً بكثير من الناس؛ بسبب تشتت أفكاره، وعندما نسمع عبارة "الهروب من العالم"، فإنَّها لا تعني بالضرورة أن يكون الإنسان ناسكاً، وتعبير "العالم" هنا هو إشارة إلى مشاغل الحياة اليومية بمعنى عدم الانشغال بالنميمة، والمشاحنات، والمناقشات في آخر المستجدات.

حصِّن ذهنك ضد مصادر التشتيت في مكان العمل، ووسائل التواصل الاجتماعي، واستفد من إيجابيات أن تكون مع الآخرين، ولكن لا تدع عقلك ينشغل بالسلبيات التي من شأنها أن تستنزف طاقتك.

شاهد بالفديو: 8 طرق للعمل بشكلٍ أذكى وزيادة الإنتاجية

3. التزم بروتين يومي:

جد لنفسك روتيناً معيَّناً والتزم به قدر الإمكان، ويصبح تحفيز نفسك أمراً سهلاً بمجرد أن تبدأ بتطبيق هذا الروتين، فالأمر أشبه ببرنامج حاسوبي قمت بتصميمه لغاية معيَّنة، ويعمل بكفاءة بمجرد تشغيله.

قد يكون الهدف الأساسي من هذه النصيحة تحصين التركيز في وجه مصادر التشتيت، ولكنَّ من يطبقها سيدرك أنَّ ذلك يتطلب الاهتمام بالصحة الجسدية أيضاً؛ لذلك احرص على ممارسة بعض التمرينات الرياضية.

4. مارس التمرينات الرياضية:

بالكاد يمارس أي منا نشاطاً بدنياً في عصر التكنولوجيا، وليس مستغرباً ما نُصاب به من أمراض بسبب قلة النشاط البدني، ولكن يمكن في الواقع التغلُّب على كثير من الاضطرابات الذهنية التي نتعامل معها، مثل تشتت التركيز من خلال جعل أجسادنا تسترخي.

يتفق الجميع وعلى اختلاف فلسفاتهم في هذا الموضوع على أنَّ للجسد تأثيراً هاماً في العقل، لذا يجب أن نعتني بأجسادنا مثلما نعتني بعقولنا وإلا ستُصاب بالضعف؛ لذلك كان الناس قديماً يمارسون الرياضة لتعزيز الاستقرار الذهني، وكانوا يؤمنون بأنَّه يجب أن يكونوا أقوياء بدنياً إذا أرادوا التغلب على الشر.

لدينا اليوم كثير من الأبحاث التي تُثبت أنَّ التمرينات الرياضية تعزز من قدراتك العقلية، وتجعل عقلك يسترخي، وليس من الضروري أن تكون الرياضة التي تمارسها من النوع المُجهد، لذا يمكن أن تحقق نفس الفوائد من خلال المشي لمسافة طويلة.

5. قنِّن استخدامك للتكنولوجيا:

لم يُعان الناس قديماً من عوامل تشتيت الانتباه بسبب الإنترنت، ولكنَّهم قضوا كثيراً من الوقت في محاولة التحكم في الأفكار التي تراودهم، ويعاني معظمنا اليوم من عدم القدرة على مقاومة إغراء تصفُّح الإنترنت، وإضاعة الوقت على صفحات الويب، أو المنشورات التي تبدو ممتعة، أو التي تثير الفضول، ولكن ما يزال بإمكاننا القيام بشيء بهذا الخصوص، وهو أن نكون أكثر انتقاءً فيما يتعلق بما نقرأه، وما نوليه اهتمامنا.

لقد واجه الناس قديماً أيضاً مشكلات من هذا القبيل، وفكَّروا بطريقة تساعدهم على انتقاء معلومات متوافقة مع أهدافهم حتى لا تتشتت أذهانهم في مسائل لا تنفعهم، وفكِّر في الوسائل، والطريقة التي تحصل من خلالها على المعلومات، وتستفيد منها، ومن ثمَّ قم بتكريس عادات جديدة للتعامل مع التكنولوجيا، وبما يتوافق مع الأهداف التي تريد تحقيقها.

تخلَّص من تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، أو أي مصادر تشتيت أخرى على الجهاز الذي تستخدمه للعمل، ويمكنك إيقاف تشغيل الإشعارات على جهازك، واستخدام إصدارات معيَّنة من المتصفحات مثل "فايرفوكس فوكس" (Firefox Focus) الذي يمنعك من فتح أكثر من علامة تبويب واحدة، لذا اختر الجهاز الذي تستخدمه للوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، ومن ثمَّ قم بما يلزم لجعله جهازاً خالياً من مصادر التشتيت.

نصل أخيراً إلى آخر وأهم النصائح، وهي النصيحة التي تتعلق بعقلك نفسه، وكيف يمكن أن تتخلص من الشرود، وتشتت الأفكار إلى الأبد؟

6. مارس اليقظة الذهنية:

قد تعاني من كثرة الأفكار، والمشاعر التي تحد من إنتاجيتك، ومع ذلك يوجد حل لهذه المشكلة، وقد اكتشفه الناس الذين عاشوا في العصور الوسطى، فلم يكن الناس قديماً يمارسون التأمل دائماً، ولكن توصَّل معظمهم إلى أهم وسائل اليقظة الذهنية.

الوسيلة الأولى؛ هي ما نسميه اليوم في "الوعي اللحظوي"؛ وهو مصطلح يعني ملاحظة الشخص لأفكاره وتقييمها أولاً بأول، وأما الوسيلة الثانية فهي "الفطنة"، لذا يجب أن نعرف ما هو مصدر الأفكار التي تجول في أذهاننا؟ وهل تنبُع من عقولنا فعلاً؟ أم من مصادر أخرى لا علاقة لنا بها؟

من الصعب أحياناً التمييز بين النوعين، ولم تعد معرفة مصدر الأفكار أمراً غيبياً في أيامنا هذه، ولكنَّه ما يزال هاماً للغاية، وكل ما تحتاج إليه هو أن تسأل نفسك: هل هذه الفكرة مفيدة؟ وهل تستحق هذه الفكرة وقتي؟

توصَّل الناس قديماً إلى ما أثبته علم الأعصاب في عصرنا هذا، فقد آمنوا بأنَّ التعرُّف إلى الأفكار الشريرة يمكن أن يجردها من قوتها، ويثبت علم الأعصاب اليوم بأنَّه يمكننا من خلال التعرُّف إلى الأفكار، وتصنيفها حسب قيمتها إلى رفض الأفكار غير المفيدة.

إنَّ بعض الأساليب القديمة كانت أكثر فاعلية من أساليب عصرنا الحالي، ويُطلب منا في ممارسة اليقظة الذهنية عدم الحكم على الأفكار، والاكتفاء بملاحظتها، ولكن يمكن أن تنطوي هذه التقنية على بعض المشكلات، أما في العصور الوسطى، فقد آمن الناس بأنَّ مصدر الأفكار السيئة هو الشيطان، وبذلك استطاعوا التخلُّص منها بسهولة؛ لأنَّهم آمنوا بأنَّ كل فكرة غير مفيدة تأتي من الشيطان، وليس من عقولهم نفسها.

شاهد بالفديو: 6 خطوات لممارسة تأملات اليقظة الذهنية

قد تبدو الفكرة غريبة، ولكنَّها فعَّالة، لذا أَطلِق اسماً على مصدر الأفكار غير المفيدة، وتذكَّر في كل مرة تراودك فيها هذه الأفكار بأنَّ هذا هو مصدرها، قد تعتقد أنَّ الأمر سخيف، ولكن علم الأعصاب أثبت كفاءته، وبهذا نكون قد غطينا كافة النصائح التي تساعدك على تعزيز إنتاجيتك من خلال تحسين تركيزك، والآن سنلخِّص هذه النصائح:

1. اشعر بأهمية ما تقوم به:

ستصبح أكثر حماسةً عندما تشعر بأنَّك تقوم بمهمة سامية، وذكِّر نفسك بهدفك، أو الأشخاص الذين تساعدهم من خلال عملك.

2. انعزل فكرياً:

لن تحقق تحسناً في تركيزك من خلال الجلوس في غرفة ما وحدك؛ لذا أحط نفسك بمجموعة من الأشخاص الذين يشاركونك الهدف، والقيم التي تؤمن بها، ويمكن لذلك أن يمنحك الدعم العاطفي، ومع ذلك يجب أن تنعزل بين فترة وأخرى من أجل إنجاز مهامك، ولكن الأهم من ذلك أن تتجنب الثرثرة والتشتت بسبب الإنترنت في مكان العمل.

3. التزم بروتين يومي:

اختر لنفسك روتيناً يومياً، بحيث يصبح التحفيز تلقائياً بمجرد البدء بتطبيق هذا الروتين، وابنِ عادات ثابتة، وسيصبح إنجاز المهام أسهل بكثير.

4. مارس التمرينات الرياضية:

نسعى جميعاً إلى تحقيق الانضباط الذاتي، ولكن عندما تجلس طوال اليوم وراء مكتبك، فإنَّك تشعر رغماً عنك في انعدام التركيز؛ لذا مارس الرياضة، أو قم بنشاط بدني، وسينعكس ذلك إيجاباً على تركيزك وإنتاجيتك.

5. قنِّن استخدام التكنولوجيا:

سيطر على أجهزتك الذكية، ولا تسمح لها بالسيطرة عليك، وابحث عن أفضل الطرائق للاستفادة من الأجهزة الرقمية للوصول إلى أهدافك.

6. مارس اليقظة الذهنية:

تعدُّ كل فكرة غير مفيدة إذا كان مصدرها شيئاً آخر غيرك أنت، لذا لاحظ هذه الأفكار، وأطلق اسماً على مصدرها، وستتمكن من التغلُّب عليها.

في الختام:

طبِّق هذه النصائح وستجد أنَّ التركيز يصبح أمراً سهلاً، وستصبح بعدها أكثر إنتاجية، فلا يتطلب منك الأمر امتلاك قدرات خارقة حتى تصبح أكثر إنتاجية، ولا أن تنعزل عن الناس، ويتعلق الأمر بالسيطرة على عقلك، وليس بالانعزال الكلي، ولا يؤثر المكان الذي تعيش فيه في تركيزك، وإنَّما قدرتك على التحكم بأفكارك وتصفية ذهنك هي التي تعزز تركيزك وترفع مستوى إنتاجيتك.