تعبير عن الآفات الاجتماعية للسنة الثالثة متوسط

تعبير عن الآفات الاجتماعية للسنة الثالثة متوسط
(اخر تعديل 2023-06-08 01:09:13 )
بواسطة

تنتشر الآفات المجتمعية بشكلٍ كبير في المجتمعات وتسبب تغيرًا كبيرًا في طباع الناس، إذ تُسبب تراجعه وعدم تطوره، كما تُسبب هذه الآفات الكثير من الفتن التي تنتشر بين الناس، وتجعل من أبناء المجتمع أشخاصًا لا يميزون بين الخير والشر.

خاصة إذا اختلطت عليهم الأمور وانغمسوا في الكثير من الأفعال التي يظنونها صحيحة وهي خاطئة، وآفات المجتمع كثيرة ومتعددة وتختلف في خطورتها حسب تأثيرها على المجتمع، ومنها ما يُسبب دمارًا كبيرًا يهدم الأسر والأفراد، ويُسبب الوقوع في الكثير من المشكلات.

تكمن المشكلة الكبرى أنّ الآفات الاجتماعية لا تتوقف عن التكاثر، فهي في ازدياد في كلّ يوم، حتى إن بعضها أصبح في صلب العادات اليومية بالنسبة للكثير من الناس، وبعض الآفات الاجتماعية أصبحت ظاهرة بارزة لدى البعض؛ لهذا لا بدّ من إيجاد حلول جذرية لها للتخلص منها، وعلينا أن نقف جميعًا صفًا في مواجهتها.

ربما كان البعد عن الله وضعف الوازع الديني من أبرز الأسباب التي جعلت من الآفات الاجتماعية ظاهرة منتشرة بين الناس، وهي ليست آفة واحدة وإنما آفات كثيرة، ومن أبرزها: الكذب، وقول الزور، والغدر بالآخرين، إضافة إلى السرقة، والنصب، والاحتيال، والغيبة، والنميمة، فهذه كلها جزءٌ من الآفات الاجتماعية التي تهدم البيوت، وتجعل الناس يكرهون بعضهم بعضًا، وتوقع بينهم.

من الآفات الاجتماعية التي نحتاج إلى الوقوف عندها وإيجاد حل جذري لها تلك الآفات التي يكون تأثيرها جسديًا ونفسيًا واقتصاديًا، ومن الممكن أن تُسبّب إنهاء حياة الفرد، ومن الأمثلة عليها التدخين والمخدرات، وخاصة تعاطي المخدرات، حيث أصبحت هذه الظاهرة الخطيرة تهدد أمن المجتمعات واستقرارها؛ لأنها سبب في وقوع الكثير من المشكلات، كما أنها تلقي بالأفراد على حافة الهاوية.

من الآفات الاجتماعية الخطيرة أيضًا ظاهرة الغش بمختلف أنواعه، وهي ظاهرة تؤثر علينا جميعًا، فالغش من الآفات التي تلقي بظلالها السيئة على جميع أفراد المجتمع، لأنها تتسبب في خداعهم وتضليلهم فليقعوا في أمورٍ كانوا في غنى عنها، لهذا يمنع الاستهانة بأي آفة مجتمعية مهما كانت صغيرة، يوجد أسباب كثيرة لانتشار الآفات الاجتماعية وتكاثرها بيننا، ومنها: ضعف التربية والتعليم، سواء أكان من قبل الأهل أم من قبل المعلمين.

مما يتسبب في نشوء جيل مستهتر لا يعرف المسؤولية ولا يميز بين الصح والخطأ، ولا يُدرك أهمية محاربة الآفات الاجتماعية، لأنها سبب الفتنة في المجتمعات وتُسبب دمارها وتحولها إلى بؤر للفساد، خاصة إن لم يكن هناك سيطرة على انتشار هذه الآفات.

في بعض الأوقات من الممكن السيطرة على الآفات الاجتماعية وتحجيمها ومحاربتها حتى يتم الانتهاء منها تمامًا، لكن في بعض الأحيان تنتشر بشكلٍ كبير، ممّا يجعلها من الآفات المزمنة التي تنخر في جسد المجتمع دون توقف، وهذا يُسبب في دمار الدولة وانهدام أركانها الأساسية.

لو فكّرنا في الأثر السلبي الذي تتركه الآفات الاجتماعية على جميع مناحي الحياة لحاربناها بكلّ ما نملك من قوة ومال، لأنّ تطور المجتمعات وتقدمها نحو الأفضل يرتبط دومًا بالقدرة على السيطرة على الآفات الاجتماعية التي تنتشر فيها، وهذا في حدّ ذاته يحتاج إلى الإرادة، والتصميم، والقوة، والتركيز.

والحرص على أن تنقرض جميع الآفات الاجتماعية وإيقاف تطورها، وتوعية الناس بأضرارها وآثارها السيئة، ومساندة الأشخاص الذين يقعون في فخ هذه الآفات، كي يستطيعوا التخلص منها بكلّ ما يملكون من قوة وقدرة على التغيير، كي يصبح المجتمع نقيًا منها تمامًا، كي ينشأ الجيل في بيئة مسالمة لا تعرف أيًا من الآفات المجتمعية وينكرها بشكلٍ مباشر بمجرد السماع فيها.

يوجد آفات اجتماعية كثيرة لم تكن في السابق بيننا لكنها اليوم أصبحت دخيلة على مجتمعاتنا، خاصة تلك الآفات التي تدخل إلى المجتمعات العربية بقوة وتزيد من الانفتاح الذي يصل إلى حدود غير مقبولة.

ومن أكثر الآفات الاجتماعية التي تنتشر حاليًا في الوقت الحاضر نشر الكثير من الكلام، والمحتوى غير اللائق، على وسائل التواصل الاجتماعية مثل: إطلاق الشائعات، فالشائعة في معظم الأحيان تؤثر على حياة بعض الأشخاص وتجرح قلوبهم.

لهذا لا بدّ من التنبيه على الجميع بألّا يستهينوا بأي آفة اجتماعية أبدًا، وأن يعملوا على وأدها قبل أن تنمو وتكبر، وهذا أبسط ما يمكن أن يقدمه أبناء المجتمع لمجتمعاتهم لتربية جيل واعي يعرف ما يُريد.

يستطيع الناس مواجهة الآفات الاجتماعية بطرقٍ كثيرة، وأفضل الطرق وأسلمها ألّا يسمحوا لهذه الآفات أن تنمو وتتطور من الأساس، لأنها في بعض الأحيان تتأصل بين الناس وتصبح عادات ثابتة بينهم، لهذا يجب تحصين المجتمع ضدها وزيادة التوعية التي تجعل أبناء المجتمع قادرين على التمييز بين الصح والخطأ.

يكون هذا أيضًا بتعزيز منظومة الأخلاق الفاضلة، كي تتركز في شخصيات الناس، وتصبح جزءًا أساسيًا من حياتهم، لأنّ الآفات المجتمعية تدمر المجتمع وتنزل به إلى الحضيض وتجعل منه مجتمعًا فاسدًا لا يواكب التطور أو التقدم، ولا يعرف ما يريد لأنه مجتمع ضائع، فالآفات المجتمعية بمثابة المرض الذي ينخر في الجسد، واستئصالها منه هي الحل الأمثل والأفضل على الإطلاق.

في الختام، لا بدّ من الإشارة إلى أهمية محاربة الفتن والآفات الاجتماعية منذ ولادتها وحتى نهايتها، كي تندثر وتنتهي ويصبح وجودها منعدمًا، فتنظيف المجتمع من جميع الآفات الاجتماعية ضرورة وليس مجرد رفاهية.

لأنّ أول خطوة في جعل المجتمع نظيفًا وراقيًا ومتطورًا هي إقامة منظومة الأخلاق الفاضلة ونشرها بين الجميع، كي يتعلموا جيدًا التمييز بين ما يجب أن يكون وما لا يجب، فالأخلاق الفاضلة تعمل عملًا معاكسّا للآفات الاجتماعية، وهذا يجعلها أفضل وسيلة لمحاربتها والتخلص من شرورها وإطفاء نورها.