نصيحتان لتطوير الذكاء العاطفي في العمل

نصيحتان لتطوير الذكاء العاطفي في العمل
(اخر تعديل 2024-04-17 05:42:13 )
بواسطة

إنَّ تعلُّم إدارة المشاعر السلبية المرتبطة بالعمل والاستجابة لها بشكل مناسب، هو نوع من الذكاء العاطفي يساعدك على أن تؤدي عملك بشكل أفضل وتحقق نجاحاً مهنياً وليس مجرد وسيلة لتجنُّب محادثات الزملاء السرية وعلامات الارتباك.

فيما يأتي بعض النصائح والأساليب المفيدة لإدارة المشاعر بذكاء عاطفي تساعدك على تقديم أداء أفضل وتطوير نفسك وبيئة العمل، وهذا ينعكس إيجاباً على جميع العاملين، ويقول "آرون ليفا" (Aaron Leiva)، عالم النفس الصناعي والتنظيمي: "الإنسان الانفعالي بطبيعته يكون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات متسرعة؛ وهذا قد يؤدي إلى الإضرار بعلاقات العمل وأداء الشركة بشكل عام، كما أنَّ هذه الصفة تشير إلى إنسان تقوده عواطفه والصحيح أن يكون نقيض ذلك".

يشير الذكاء العاطفي إلى فهم المشاعر والتعامل معها بطريقة سليمة، وكذلك القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتأثير فيها، واضطراب المشاعر هو أمر خارج عن إرادة الإنسان، ولكنَّه إما أن يختار التعامل معها بوعي أو أن يتعمد قمعها، ولكن يُفضَّل الانتباه لتلك المشاعر وإعطائها الأهمية؛ لأنَّها بمنزلة دلائل تساعدك على عملية اتخاذ القرار، فعندما تتعرض لموقف مزعج يشعرك بالغضب لا تتسرع برد فعلك وانتظر.

في حال تكرر الأمر بإمكانك إخبار الشخص المزعج بحزم ولكن دون غضب، فاطلب منه أن يتوقف عما يفعله ويتركك وشأنك بهذه البساطة، وهذا المثال يوضح لك كيفية التصرف بحكمة وذكاء في الوقت الذي يكون فيه من الأسهل أن تبدي رد فعل متهوراً، ومن سمات الشخص الذكي عاطفياً طريقته الحكيمة في التعامل مع الصعوبات والخلافات، وقدرته على تشجيع ورفع معنويات الآخرين عندما يشعرون بالإحباط، وامتلاكه مهارة التفاوض، وكذلك القدرة على إنجاز العمل بفاعلية أكبر؛ وهذا يعزز كفاءته ويؤهله للحصول على الترقيات.

نصيحتان لتطوير الذكاء العاطفي في العمل:

تساعدك هاتان النصيحتان على تقوية الذكاء العاطفي، ولتكون أكثر حكمة في تصرفاتك وردود فعلك:

1. تعامَل مع المشاعر السلبية والإحباط من خلال تحديدها وتقييمها بشكل صحيح:

يوصي "ليفا" أولاً بالاعتراف أنَّ مشاعر الغضب أو الإحباط ما هي إلا نتيجة لسبب أساسي أدى إلى نشوئها، مثل الشعور بالإرهاق والتعب أو الذنب أو القلق أو الإهانة أو الأذى، وبعد ذلك يوصي بتحديد هذه المشاعر بدقة، ومن ثم التعبير عن الغضب بوضوح أمام أنفسنا أو الآخرين كأن تقول: "أشعر بالقلق بشأن الموعد النهائي للمشروع هذا الأسبوع"؛ إذ سيعطيك هذا شعوراً بالهدوء والارتياح، ثم عليك أن تدرك أنَّ حقيقة الإنسان منفصلة عن مشاعره؛ فهي مجرد أحاسيس يشعر بها، ويساعدك هذا الإدراك على التعامل مع مشاعر الإحباط بموضوعية.

يقول "ليفا": "تساعد هذه الطريقة على اختبار المشاعر بحكمة دون المساس في هوياتنا الذاتية، إضافة إلى زيادة الذكاء العاطفي والقدرة على حل المشكلات وابتكار حلول لكل موقف واختيار ما يجب فعله لاحقاً بحكمة بدلاً من البقاء أسيراً للمشاعر السلبية".

شاهد بالفديو: أركان الذكاء العاطفي الستة (طرق رفع الذكاء العاطفي)

2. استخدم تمرينات التنفس لتنظيم ردود أفعال الجهاز العصبي:

يوصي "ليفا" بضرورة تعلُّم التنفس الصحيح؛ لأهميته في الحفاظ على الهدوء في بيئة العمل المتوترة.

يتنفس الشخص الهادئ بشكل عميق وبطيء بعكس حالة الغاضب حيث يكون التنفس سطحياً وسريعاً، لذا استفد من أوقات الراحة والهدوء لتتعلم تقنيات التنفس الصحيح حتى تتمكن من استخدامها بسرعة لتهدِّئك وتحرِّرك من المشاعر السلبية في الأوقات الحرجة.

وفقاً لمدونة "هارفارد" الصحية (Harvard Health Blog) فإنَّ التنفس من البطن يمكن أن يغير طريقة التعامل مع التوتر والغضب إلى حد كبير؛ لأنَّ التنفس من البطن يحفز العصب المبهم الذي يمتد من الرأس إلى الرقبة مروراً بالصدر وحتى القولون، وهذا يساعد على الشعور بالهدوء والاسترخاء ويقلل معدل ضربات القلب وضغط الدم ويخفض مستويات التوتر.

في الختام:

إنَّ توجيه التركيز نحو الأفكار الإيجابية بدلاً من الأفكار والمشاعر السلبية له دور كبير في تحسين الحالة النفسية، وعلى سبيل المثال، إذا كنت تشعر بالإحباط بعد الفشل في شيء ما، فذكِّر نفسك بنقاط قوتك ونجاحاتك بدلاً من الإسهاب في التفكير السلبي وتذكُّر العيوب، وفي كلا الحالتين يجب أن تتعامل مع مشاعرك بطريقة صحية بعيداً عن قمعها أو إخفائها لما لذلك من آثار سلبية، وتذكَّر أنَّ البيئة الآمنة نفسياً؛ هي أساس سعادة الإنسان ولها دور أساسي في تقليل التوتر على الصعيد الشخصي والمهني.