10 طرائق لإسعاد نفسك

10 طرائق لإسعاد نفسك
(اخر تعديل 2024-02-29 06:28:16 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "ميليسا موريسون" (Melissa Morrison)، وتُحدِّثنا فيه عن 10 طرائق لتحقيق السعادة.

لم أعرف الإجابة عن السؤال هذا في ذلك الوقت؛ فقد كان لدي عمل رائع وأصدقاء وعائلة، وكنت مستقلة ويافعة وأتمتع بصحة جيدة، ومع ذلك لم أتمكن من معرفة ما الذي جعلني سعيدة؛ لذا قطعتُ على نفسي وعداً في ذلك اليوم بأن أتعمد إسعاد نفسي؛ لأنَّني سئمتُ من انتظارها.

لم يكن طريقي إلى السعادة سهلاً، لكنَّه كان مغامرة منحتني الرضى، وأرغب الآن بمشاركة ما تعلمته مع الآخرين.

10 طرائق لإسعاد نفسك:

السعادة هي حالة من وهي هدف يسعى للكثيرين للوصول إليها، ولكن يمكن أن يكون من الصعب تحقيقها. فيما يلي 10 طرق لإسعاد نفسك:

1. معرفة نفسك:

يقول "الدكتور سوس" (Dr. Seuss): "أنت اليوم ما أنت عليه، ولا حقيقة أصدق من ذلك، فأنت متفرِّد بشخصيتك".

كم مرة سمعنا أنَّه "لن يحبَّنا أحد حتى نتعلم أن نحبَّ أنفسنا"، أو "لا أحد يعرفنا كما نعرف أنفسنا"؟

لذا تعرَّف إلى شخصيتك الحقيقية الآن؛ الجانب الجيد منها والسيئ، وتقبَّل نفسك كما هي، واكتب صفاتك وخصائصك وقيمك ونقاط قوتك، وما الذي يجعلك سعيداً، وما الذي يثير غضبك، ولحسن الحظ إذا كنت لا تحبُّ جوانب معينة من شخصيتك الآن فيمكنك تغييرها، ولكن عليك أولاً معرفة ما تتعامل معه؛ لذا ابحث في أعماق نفسك واكتشف ذلك.

2. اكتشاف ذاتك المثالية ثم السعي إلى تحقيقها:

يقول المغنِّي "بوب مارلي" (Bob Marley): "افتح عينيك وانظر في أعماق نفسك؛ هل أنت راضٍ عن الحياة التي تعيشها؟".

جميعنا تلقينا السؤال الآتي عندما كنا صغاراً: "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟"، وأما الآن فيجب أن يكون السؤال: "من تريد أن تصبح عندما تكبر؟"، فبعد أن ألقيتَ نظرة فاحصة على شخصيتك حالياً، حان الوقت الآن لاكتشاف الأمر الآتي:

فكِّر في "شخصيتك المثالية"، وافعل الأشياء التي كانت لتفعلها ذاتك المثالية؛ أي تخيَّل الصفات التي تتمتع بها نفسك المثالية، وابدأ في ممارستها وتطبيقها.

يقول "الدكتور سوس": "لديك عقل لتفكر به، وقدمان لتنقلاك أينما تريد، فتستطيع بذلك إرشاد نفسك نحو أي اتجاه تختاره، أنت وحدك على طريقك، وتعرف كل ما يلزم أن تعرفه، وأنت مَن يقرر إلى أين ستتجه".

3. الصدق مع نفسك:

يقول الممثل الأمريكي "بروس لي" (Bruce Lee): "أنا لم أخلق لأُلبي مستوى توقعاتك، ولا أنت خُلقت لترقى إلى مستوى توقعاتي".

كن صادقاً مع نفسك دوماً؛ فعندما تعمل نحو تحقيق ذاتك المثالية، من الهام ألا تغفل عن شخصيتك سعياً وراء مَن تعتقد أنَّك يجب أن تكون عليه؛ فلا تتنازل عن قيمك أو أخلاقك أو شخصيتك الحقيقية؛ لأنَّ تفرُّدك هام جداً، فيعيش بعض الناس حياتهم وهم يحاولون أن يكونوا مثل الآخرين، ولكن اسمح لي أن أسألك هنا:

إذا كنت تحاول أن تكون شخصاً آخر، فمن ستكون؟

قد تكون هناك أشياء معينة ترغب في تغييرها أو تحسينها في نفسك، ولكن احرص على أن تُجري التحسينات هذه لنفسك ولصالحك، أما إذا غيَّرتَ أي شيء في حياتك من أجل شخص آخر، ولم يكن هذا ما تريده حقاً، فستظل مستاء ولن تعرف معنى السعادة.

التحلِّي بالصدق بحق؛ على المرء أن يرتقي بنفسه، وأن يكون فرداً نزيهاً؛ لذا ابحث عن حقيقتك؛ فهي السبب الذي ستحيا من أجله أو تموت.

يقول العالم "ألبرت أينشتاين" (Albert Einstein): "قلة هم من لا يتأثرون بآراء الآخرين وعواطفهم".

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتعيش حياة مفعمة بالسعادة

4. فَهم أنَّك لا تستطيع التحكم سوى بنفسك:

يقول المثل الإفريقي: "عندما لا يوجد عدو بداخلك، ليس بإمكان أي عدو خارجي أن يؤذيك".

عندما انطلقتُ في رحلة إسعاد نفسي، أدركتُ بسرعة كبيرة مدى قلة الأمور التي استطعت التحكم بها في حياتي؛ إذ لم يكن لدي أي سلطة على الآخرين، وكان لهم حريَّة أن يفعلوا ويفكروا ويشعروا كما يشاؤون، دون أن أتمكن من فعل شيء لتغيير ذلك أو حتى التأثير فيه، فلم أتمكن سوى من التحكم ببيئتي والأمور التي تحدث معي إلى حد ما، وبدأتُ أتساءل عما إذا كان بإمكاني التحكم في أي شيء في حياتي على الإطلاق، وأدركتُ أنَّني لا أستطيع التحكم إلا في نفسي، أو بالأحرى كنت أتحكم في موقفي وردود فعلي على المحن التي أواجهها في حياتي، وعلى سبيل المثال:

إذا فقدتَ أحد أحبائك، فسينتابك الحزن وحتى اليأس أو الغضب، لكنَّ الإنسان بحاجة إلى خوض مرحلة الحزن هذه، والصدق مع العواطف جزء لا يتجزأ من الصدق مع نفسك؛ وإلا فستعيش حالة إنكار لما تشعر به وتريده، ومع ذلك يمكنك اختيار إما المضي قدماً في حياتك وتجاوز تلك المرحلة، أو البقاء أسيراً فيها؛ إذ يمكنك إما صب جام غضبك على من حولك والانزواء في غرفتك دون رفيق سوى الحزن والغضب، أو يمكنك اختيار قضاء الوقت مع الأشخاص الذين سيجعلونك تشعر بتحسن، أو الانشغال في مشروع ما، أو العمل لإبعاد ذهنك عن التفكير حتى تبدأ في التعافي.

قد تكون فكرة أنَّه ليس لديك تحكُّم كبير في الحياة مخيفة بالنسبة إلى بعض الأشخاص، ولكن يمكنك أيضاً أن تعدَّ الأمر تحرُّراً من القلق؛ فإذا لم يكن لديك أي سيطرة على أمر ما، فلا داعي للقلق بشأنه لأنَّك لن تستطيع تغييره على أية حال، أما إذا كنت تتحكم بالأمر، فيمكنك العمل لتحسينه، ومن ثم لا داعي للقلق بشأنه أيضاً.

تقول الكاتبة الأمريكية "مايا أنجيلو" (Maya Angelou): "إذا كان لا يروق لك أمر ما، فغيِّره؛ وإن لم تستطع ذلك، فغيِّر موقفك تجاهه".

5. تحقيق التوازن في كل شيء:

لكل شيء نقيضه، والمفتاح هو تحقيق الانسجام بينهما؛ إذ عليك أن توازن بين الأنانية والإيثار، فأي منهما لن يحقق لك السعادة؛ فإذا كنت تعطي الآخرين دوماً دون أن تأخذ أي شيء، فستكون معدوم الفائدة لأنَّ لا أحد يعتني بك، وإن اخترتَ عدم تقديم أي شيء للآخرين، فستعيش حياتك وحيداً ولن تشعر بالرضى، وينطبق الأمر ذاته على تحقيق التوازن بين عواطفك وعقلك؛ فهل أنت صادق مع عواطفك (أي تتقبلها وتقدِّرها)، أم أنَّك تدعها لتُسيطر عليك تماماً؟

يجب أن توازن بين عقلك وعواطفك لتعيش حياة متوازنة وصحية.

6. تعلُّم التخلي:

تعلَّم أن تتخلى عن الأمور التي لا يمكنك التحكم بها، أو التي حدثتْ في الماضي، وتقبَّل نفسك واعمل على تعزيز مهارة ضبط النفس واحترام الذات، فهذا سيمنحك السلام مع نفسك، ويمكنك بعد ذلك الاستمتاع بالحياة مهما قستْ عليك.

اسأل نفسك: "كيف يؤثر هذا الأمر في ذاتي؟ وهل يساعدك على الشعور بالحزن أو الغضب طوال الوقت؟ وهل من المفيد أن تستشيط غضباً عندما يزعجك شخص أو شيء ما؟ وهل من الصِّحي أن تصبح مهووساً بقضيةٍ أو شخص أو حدث لا تتحكم به في المقام الأول؟".

يعني التَّخلي قلة الخوف وملء حياتك بمزيد من الحب، ومعرفة أنَّك لا تستطيع فعل أمر نيابة عن شخص آخر، وأنَّك لا تتحكم بالآخرين، وأنَّ لا حيلة لك بالنتيجة، فالتخلي هو تحقيق أقصى استفادة من نفسك، وتجنَّب إلقاء اللوم على شخص آخر أو محاولة تغييره؛ بل السماح له بارتكاب الأخطاء وعيش إنسانيته، والتخلي هنا ليس للشعور بالندم على الماضي؛ بل للنمو والعيش من أجل المستقبل.

"إذا تغيَّرت الأمور، فلا تقلق ولا تغضب وامضِ قدماً حتى تحقق التغيير والنجاح أنت أيضاً" - الدكتور سوس (Dr. Seuss).

شاهد بالفديو: أنت لا تجد السعادة بل تبنيها كاتارينا بلوم Katarina Blom

7. منح حياتك هدفاً والبحث عن الإلهام:

يقول "بوب مارلي": "أحبَّ حياتك التي تعيشها، وعش الحياة التي تحبها".

يبحثُ كثيرون منا عن هدف لحياتهم أو ينتظرون الإلهام في الوقت الذي يكون فيه الأمر بأيدينا وعائد إلينا، فلن يمنحك أحد هدفاً نيابة عنك.

في أثناء وجودي في مؤتمر القيادة النسائية، شاركتْ اللاعبة الأولمبية الكندية الحائزة على الميدالية الذهبية، "كلارا هيوز" (Clara Hughes)، أنَّها تعاني من الاكتئاب السريري، وأنَّ درجة اكتئابها تشتد أحياناً لدرجة أنَّها تُجبر نفسها على السعي بنشاط للحصول على الإلهام، وصرَّحتْ "كلارا" أنَّ الإلهام نادراً ما يأتيك من تلقاء نفسه، وأنَّ عليك السعي لتجده بنفسك إذا كنت بحاجة إليه.

لا تبحث عن معنى للحياة؛ بل أعطِ معنى لحياتك؛ فإحدى الطرائق التي مَنحتُ من خلالها معنى لحياتي هي عبر تبنِّي كلب، والذي كان بمنزلة نعمة بالنسبة إلي؛ فمن خلال تقديم ما يفيده مثل: (تعليمه تنفيذ الأوامر وعادات المشي والعناية به وإعطائه كثيراً من الحب وتقديم أعمال لينجزها)، أصبحتُ شخصاً أفضل؛ فتعلَّمتُ أن أكون أكثر صبراً وحزماً ونشاطاً.

لذا ابحث عن هدف ترغبه في حياتك ودع حماستك تتقد، ثم قم بتجربةِ الانضمام إلى مجموعة غير ربحيَّة كالتطوع، أو تبنَّ حيواناً أليفاً، أو شارك في ورشة عمل عن تحسين الذات والتوعية، واستمر في تحسين نفسك، وسرعان ما ستجني ثمار ذلك من خلال الرضى الذي ستشعر به لزيادة إنتاجيتك.

8. التركيز على الأمور الإيجابية:

يقول "ألبرت أينشتاين": "توجد طريقتان للعيش: فإما أن تعيش كما لو لم يكن هناك أي معجزات، أو يمكنك العيش وكأنَّ كل شيء معجزة".

ينزعج بعض الأشخاص من عبارة "كل شيء يحدث لسبب ما"؛ لأنَّها تعني أنَّ طريقك محدودة ومقدَّرة مسبقاً، لكنَّ الحقيقة هي أنَّه ليس لديك أي سيطرة على العالم الخارجي؛ لذا بدلاً من أن تتساءل: "لماذا حدث هذا لي؟"، فكِّر في سبب يخُصُّك واسأل نفسك: "ما هو الأمر الإيجابي الذي يمكنني أن أجده في الحدث هذا؟"، فمن خلال التركيز على الإيجابية في أي موقف، أحافظ على إيجابيتي وسعادتي.

لن نُقدِّر طيب العيش ما لم نكابد قسوة الحياة ونتذوق مرارتها؛ فنحن نمرُّ بأوقاتٍ عصيبة لنكتسب القوة اللازمة لمواجهة ما سيأتي من الأوقات المؤلمة، ومن خلال الأوقات الصعبة هذه سنتمكن حقاً من الشعور بالامتنان لما نملكه في حياتنا.

يقول "بوب مارلي": "بعض الناس يشعرون بالمطر وآخرون يتبللون فقط".

9. إحاطة نفسك بأشخاص يماثلون تفكيرك:

يقول المثل الصيني: "على المرء أن يختار صديقاً أفضل منه؛ فلدينا كثير من المعارف في العالم؛ لكن قلة قليلة من الأصدقاء الحقيقيين".

التغيير ليس بالأمر السهل أبداً، وسيكون الأمر أكثر صعوبة إذا كان الأشخاص الذين تختار قضاء الوقت معهم ليسوا "الأشخاص المناسبين" لك؛ فما عليك سوى أن تسأل شخصاً تخلَّص من عادةٍ سيئة - كالتدخين أو تناول الوجبات السريعة - عن صعوبة رفقة أشخاص لم يقلعوا عن هذه العادة بعد، فمن السهل العودة إلى عاداتك القديمة؛ لأنَّها تشعرك بالراحة.

ينطبق الأمر ذاته على محاولة التحلي بالإيجابية والسعادة، في الوقت الذي تحيط نفسك فيه بأشخاص سلبيين وبائسين؛ لذا أحط نفسك بأشخاص تَشعر برفقتهم بالتفاؤل والسعادة والحيوية؛ فإذا كنتَ لا تستطيع تذكُّر أشخاص كهؤلاء في حياتك، فلعلَّها علامة على أنَّك بحاجة إلى العثور على أشخاص جدد.

كان عليَّ "التخلص" من الأشخاص الذين اعتقدتُ أنَّهم أصدقائي؛ لقد كانوا من النوع الذي يتكلم بسوء عن الآخرين، ويتحدَّث عن الأمور السلبية، ويركز على الجانب السلبي لكل موقف، ولقد تعلمتُ أن أنتقي الأشخاص الذين أقضي وقتي معهم، وأحُدَّ من مضيعةِ مقدار الوقت والطاقة مع أولئك الذين تأثيرهم كتأثير السُّم في سلامتي، بالطَّبع لم يكنْ القيام بذلك أمراً ممتعاً أو سهلاً، لكنَّه كان مفيداً؛ لأنَّهم لم يقدموا لي أي شيء سوى الإحباط.

أنشئ قائمتين، ثم اكتبْ على إحداهما أسماء الأشخاص الذين يمنحونك طاقة إيجابية، وعلى الأخرى أسماء أولئك الذين غالباً ما يستنزفون طاقتك، ثم حاول الابتعاد عن الأشخاص في القائمة الثانية، وابذل جهداً لقضاء مزيد من الوقت مع أولئك الذين يحفزونك ويتَّسمون بالإيجابية.

يقول "الدكتور سوس": "كن على طبيعتك، وقل ما تشعر به؛ لأنَّ الأشخاص الذين يمانعون ذلك ليسوا هامين، والذين يهمون لن يمانعوا بذلك".

10. الاستمرار في المضي قدماً:

يقول الزعيم "مارتن لوثر كينغ الابن" (Martin Luther King Jr): "إذا كنتَ لا تستطيع الطيران فاركض، وإذا لم تتمكن من الجري فامشِ، وإن كنتَ لا تستطيع المشي فازحف، ولكن مهما كان ما تفعله، عليك أن تستمر في المضي قدماً"، وسأُكمِل المقولة كما يأتي: "وإن لم تستطع الزحف، فابحث عن شخص يحملك".

أحياناً لا تستطيع مواجهة مشكلة وحدك لكن لا يمكنك الاستسلام أيضاً، وعندما اشتد اكتئابي لدرجة أنَّ لا شيء مما فعلته أحدثَ فرقاً، تحدثتُ مع طبيبي، كما تكلَّمتُ عن الأمر مع أصدقائي وعائلتي، وحصلتُ على دعمهم وحبهم؛ فقد حصلت على المساعدة التي احتجتُ إليها عندما لم يعد بإمكاني القيام بذلك وحدي، وهذا أدى إلى تحسُّن كبير في صحتي.

في الختام:

أنا فخورة بأنَّني على أفضل حال الآن، وأعرف ما يسعدني وأفعله من أجل نفسي، وأنا أُسعِدُ نفسي كل يوم، حتى عندما تسوء الأمور ولا تسير على ما يرام، يقول "ألبرت أينشتاين": "الحياة مثل ركوب الدراجة؛ عليك أن تواصل التحرك لتحافظ على توازنك".