12 عقلية سلبية تسلبك سعادتك

12 عقلية سلبية تسلبك سعادتك
(اخر تعديل 2024-03-02 05:14:13 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كِرنوف (Marc Chernoff)، ويُحدِّثنا فيه عن بعض العقليات السامة التي تُدمِّر سعادة الإنسان.

إنَّها تضحك وتلعب مع أصدقائها وعائلتها كل يوم، وقد سمحت لها نظرتها الإيجابية بتكوين صداقات جديدة عديدة في المستشفى، وعندما أرى طفلةً مثلها تمر بكل ما مرت به وتبقى مبتسمةً، أُدرِك أنَّ عقليتي سلبيةٌ جداً دون مبررٍ على الإطلاق".

هذا مقتطف من رسالةٍ تلقيتها من أحد قرائنا، وبالصدفة بمجرد انتهائي من الرد عليها، تلقيتُ رسالةً أُخرى من أحد عملائنا، والتي افتتحها بموضوع مشابه للغاية؛ إذ كتب: "أدركت اليوم أنَّ صديقي المفضل، والذي فقد والدته العام الماضي بعد صراعٍ مع السرطان، يتحلى بعقليةٍ أكثر سعادةً وتفاؤلاً وامتناناً تجاه الحياة مني".

في مجال عملي، أتلقى يومياً عشرات الرسائل من القراء والمتدربين، ومن خلال هذه التجربة، أرى كثيراً كيف تدمِّر العقلية السلبية حياة الأفراد، والأذى الذي تسببه هذه العقلية لعلاقاتهم ونموهم الشخصي والمهني.

لدينا جميعاً تصرفاتٌ سلبية ومؤذية، ونعاني تقلباتٍ مزاجيةٍ سيئة من حينٍ إلى آخر، لكن هذا لا يعني أنَّنا يجب أن نستسلم لها، سواء كانت تصرفاتك السلبية متكررةً أم نادرة، فمن الضروري أن تعي تفكيرك وتصرفاتك السيئة، وتغيِّرهما بطريقةٍ واعية، حتى تضمن نجاحك وسعادتك على الأمد الطويل.

12 عقليةً سلبية مختلفة يتحلى بها الناس:

فيما يأتي 12 عقليةً سلبية مختلفة يتحلى بها الناس، وبعض النصائح لتغييرها:

1. عدم الامتنان:

بدلاً من الشعور بالامتنان لامتلاك جسد يقوى على الجري والقفز والرقص، يشتكي معظم الناس من وزنهم ومظهرهم، وبدلاً من تقدير العيش في بلدٍ يحمي حقوق الإنسان الأساسية والحريات المدنية، يشتكي معظم الناس من القوانين والضرائب والسياسيين.

بدلاً من الشعور بالامتنان؛ لأنَّهم يعيشون حياةً آمنة في منازلهم، يحلم معظم الناسِ بمنازل أكبر وسياراتٍ أفخم؛ لذا لا تكن واحداً من هؤلاء الناس، فقد لا تمتلك كل شيء، لكن لديك الكثير، ولكي تنعم بالسعادة في حياتك اليومية، كن ممتناً لما لديك، فبعض الناس لم يحالفهم الحظ.

2. الإيمان بحتمية السعادة:

أن تسعى وراء السعادة وأن تكون سعيداً هما أمران مختلفان تماماً؛ لأنَّ الأخير هو شعور عابر يعتمد على ظروف اللحظة الحالية، فإذا كانت الشمس مشرقة، استمتع بها؛ فالأوقات السعيدة رائعة ومليئةٌ بالمرح؛ لكنَّها ستمر؛ لأنَّ الوقت بأكمله يمر، وغالباً ما نرفض تقبُّل هذه الحقيقة، مما يسبب العزلة لنا ولكل من حولنا.

بمعنى آخر، نتوقع أن نكون سعداء طوال الوقت، كما نتوقع أن نصل إلى السعادة بسهولة، ونتصور أنَّ حياتنا ستكون سهلةً وسوف نحصل على ما نريده دائماً، مما يسبب خيبة أمل وتقلبات مزاجية سيئة.

إنَّ عيش حياةٍ سعيدة لا يعتمد على التشويق والإنجازات السريعة؛ بل يتطلب عيش حياة ذات معنى، وهذا السعي نحو المعنى يتطلب أولاً معرفة الهدف الذي تعمل من أجله كل يوم، فعندما تسعى نحو هدفٍ ذي معنى، فإنَّك تسعى وراء السعادة.

سوف تمرُّ بأوقاتٍ صعبةٍ جداً حتى تشعر بأنَّك بالكاد على قيد الحياة؛ لكنَّك ستدرك أنَّ العيش بهذا الشكل لكن بشروطك الخاصة، أفضل من عيش حياة بلا معنى بشروط الآخرين؛ لذا عليك أن تتقبل الحياة بكل ما فيها من تقلبات ودروس.

3. الحاجة إلى إيجاد مسوغات منطقية:

إذا حاولنا تفسير كل خطوةٍ تفسيراً منطقياً، فلن نعيش علاقات عاطفية، ولن نبني صداقات طويلة الأمد أبداً، وقد نتجنب العمل لأنَّنا دائماً متشائمون، وسوف نخاف الفشل وتفكك العلاقات ونتوقع الأسوأ دائماً حتى نهدر حياتنا بأكملها.

إذا انتظرت أن يبدو كل شيء منطقياً تماماً بالنسبة إليك ولجميع من حولك، وأن تصبح مستعداً تماماً، فسوف تنتظر بقية حياتك، وفي بعض الأحيان عليك فقط أن تستغل الفرصة، وتنهض من مكانك وتنطلق وتخاطر بكل شيء.

4. الاعتقاد بأنَّك لست جيداً بما يكفي:

عندما تتملكك مشاعر كره النفس، يجب أن تتذكر أنَّ هذه المشاعر لم تولد معك، وفي وقت ما في الماضي، جعلك شخصٌ ما أو تجربة ما تعتقد أنَّ ثمة عيبٌ فيك، فصدقت هذه الكذبة؛ لكنَّ هذه الكذبة ليست كذبتك، وهذه الأحكام ليست عنك، وبالطريقة نفسها التي تعلمت بها التفكير في نفسك تفكيراً سلبياً، يمكنك تعلم التفكير في نفسك تفكيراً إيجابياً.

عليك أن تتحدى هذه المعتقدات الخاطئة، وتمنعها من السيطرة عليك، وتستعيد احترامك لذاتك، ولن يكون الأمر سهلاً، ولن يحدث بين عشية وضحاها؛ لكنَّه ممكن، والخطوة الأولى هي أن تقرر أنَّك تستحق أن تعيش حياةً أفضل.

شاهد بالفديو: كيفية تقدير الذات

5. الحاجة إلى محبة الجميع:

إنَّ الأشخاص الذين يسعون باستمرار إلى نيل إعجاب الآخرين مُتعَبون حقاً، هؤلاء الناس الذين يحتاجون إلى إثبات قيمتهم مراراً وتكراراً، ويريدون كسب محبة جميع من حولهم، هم أشخاصٌ سلبيون ويستنزفوننا عن غير قصد، ويجب أن تدرك ذلك؛ فالاهتمام المفرط بتوقعات الآخرين سوف يستزف طاقتك ويُحبط كل من حولك.

هناك معنىً أعمق لحياتك، لا يتعلق بنظرة الناس إلى إنجازاتك؛ بل يتعلق برحلتك والطريق الذي تسلكه، وبالأشياء الجديدة التي تتعلمها كل يوم والمساعدة التي تقدمها للآخرين، وبمقدار التطور الشخصي الذي تحققه.

6. معرفة كل شيء:

بصرف النظر عن مدى معرفتك، بالتأكيد يوجد الكثير مما لا تعرفه، إنَّ الاعتراف بأنَّك لا تعرف كل شيء عن موقفٍ ما قد يُغيِّر كل شيء، فاذهب إلى مكان جديد، وستظهر فجأةً فرص لا حصر لها؛ لذا تصرف بطريقةٍ مختلفة، وستظهر احتمالات عديدة جديدة ورائعة، وحافظ على ذهن منفتح دائماً؛ لأنَّ تعلم شيء جديد هو ما يهم حقاً في النهاية.

7. الحاجة إلى فرض السيطرة:

تخيل أنَّك عالقٌ في الازدحام المروري، والذي يُعدُّ أمراً خارجاً عن إرادتك، ويتطلب منك الصبر، ومع ذلك تحاول تبديل المسارات أو تجاوز السيارات الأخرى، أو حتى مغادرة الطريق الذي تسلكه لتجربة طرق بديلة وغيرها من الجهود اليائسة للتحكم بالموقف، وللأسف، تسبب هذه المحاولات مزيداً من التوتر والاستياء عندما تفشل وتفقد السيطرة مرة أخرى، وعندما تصل أخيراً إلى المنزل، فإنَّك تصب غضبك كلَّه على أفراد أسرتك.

تقبَّل حقيقة أنَّك يجب أن تعيش الحياة كما هي، دون أن تحاول التحكم بكل شيء، بصرف النظر عما يحدث وعن النتيجة، ستكون على ما يرام؛ لذا دع الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها تسير سيراً طبيعياً.

استثمر أفكارك وجهودك في جوانب حياتك التي يمكنك التحكم بها، بدلاً من إزعاج نفسك فيما لا يمكنك السيطرة عليه.

8. التعلق بالماضي:

إنَّ تذكر آلام الماضي سيمنع شفاءها، مما يدمر علاقاتك وحياتك كاملةً، ومن أصعب الدروس في الحياة هي التخلي عن الماضي بما فيه من مشاعر الذنب أو الغضب أو الحب أو الخسارة، والتغيير ليس سهلاً أبداً؛ لأنَّك تكافح من أجل التمسك بالماضي والتخلي عنه في الوقت نفسه، لكن في كثير من الأحيان، فإنَّ تجاوز الماضي هو الخيار الأسلم الذي يمحو الأفكار السلبية، وعليك أن تتحرر من الأشياء التي كانت تعني لك كثيراً في السابق، حتى تتمكن من تجاوز الماضي والألم الذي يسببه لك.

يتطلب الأمر مرةً أخرى جهداً كبيراً للتخلي عن الماضي وإعادة تركيز أفكارك، لكنَّه يستحق كل هذا الجهد، وقد حان الوقت لتكون جريئاً، وحان الوقت لتنسى ماضي حياتك وتبداً مرحلةً جديدة؛ لذا تعلَّم من أخطائك القديمة وتقدم بثقة، ومن المؤكد أنَّك سترتكب أخطاء جديدة، لكن هذا هو بيت القصيد، فعليك التعلم من الأخطاء الجديدة، بدلاً من أذية نفسك في تذكر الأخطاء القديمة.

تتطلب الحياة اغتنام الفرص وارتكاب الأخطاء، والحاضر ما هو إلا فرصة جديدة يجب أن تغتنمها، لكن عليك أن تنسى الماضي أولاً.

9. أخذ الأمور على محملٍ شخصي:

يسيء الناس لأنفسهم وللآخرين عندما يعتقدون أنَّ كل ما يحدث حولهم هو إساءة مباشرة لهم أو يتعلق بهم بطريقة ما، بالطبع من البديهي أن تشعر بأنَّك غير محبوب أو غير مرغوب بك عندما لا يتواصل الناس معك كما تتوقع منهم، ومن السهل جداً أن تفسر سوء التواصل هذا بوصفه محاولة منهم للحطِّ من قيمتك؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ تصرفات الناس لا علاقة لها بك أبداً.

ينشغل معظم الناس بمشكلاتهم ومسؤولياتهم ومعاناتهم الخاصة لدرجة أنَّهم ينسون السؤال عن أحوالك، وليسوا لئيمين أو غير مبالين، إنَّهم مشغولون فقط أو أنانيون قليلاً في بعض الأحيان، إنَّه أمرٌ طبيعي ولا حاجة إلى الاستياء، وليس دليلاً على عيب ما فيك، ولا يجعلك غير محبوب أو بلا قيمة؛ بل يعني فقط أنَّ بعض الناس أنانيون فقط، ولا يستطيعون تجاوز غرورهم؛ لكنَّ قدرتك على مشاركة حبك مع الآخرين على الرَّغم من الاستياء الذي تشعر به هي قوة مذهلة بحد ذاتها.

10. الانشغال الدائم عن العائلة والأصدقاء:

إنَّ اللامبالاة وعدم الاهتمام يضرَّان بالعلاقات كثيراً، أكثر من الإساءة المباشرة حتى، وعلى الرَّغم من أنَّك قد تستلقي يوماً على فراش الموت وتتأسف؛ لأنَّك لم تعمل بجد أكبر، ولم تحقق كل أهدافك، فمن المؤكد أنَّك لن تندم على أمور العمل بالدرجة الأولى؛ بل على الأرجح سوف تتمنى لو أنَّك قضيت وقتاً أطول مع أصدقائك وعائلتك وأحبائك وأبديت مزيداً من المحبة والاهتمام؛ فحياة الإنسان قصيرةٌ للغاية، فلا تنشغل كثيراً عن الناس الذين تحبهم.

11. الكذب والخداع:

إنَّ تحريف الحقيقة هو أمرٌ غير مقبول أبداً، وسوف يجلب لك كثيراً من التوتر على الأمد الطويل، ومن المحبط جداً أنَّ معظم الناس ينصدمون عند سماع الصدق؛ لأنَّهم اعتادوا على سماع الأكاذيب دائماً؛ لذا تمسك بالحقيقة، ولا تكن واحداً منهم، واحرص على التحلي بالصدق في أقوالك وأفعالك كل يوم، وخلاصة القول هنا هي إنَّ القلب الصادق والمحب هو السبيل لتحقيق الخير في هذا العالم، إنَّه يجمعنا معاً ويبقينا معاً في السراء والضراء.

شاهد بالفديو: 6 طرق لكشف الكاذبين من حولك

12. التكبُّر على الآخرين:

يجب عليك أن تتحكم بكبريائك، وأن تعتذر وتعترف أنَّك ارتكبت بعض الأخطاء، وعليك أن تدرك أنَّك لا تعرف كل شيء في الحياة وتعترف أنَّك مدين بجزءٍ من نجاحك للآخرين.

احلم أحلاماً كبيرة واسخر من نفسك من وقت لآخر، واطلب المساعدة عندما تحتاج إليها؛ لذا يجب أن ترتكب الأخطاء وتفشل ثم تحاول مرةً أخرى بكل طواعية؛ فلا يوجد شيءٌ ثابت في هذا الوجود؛ إنَّنا جميعاً نتعلم ونستكشف هذه الحياة، فتعلَّم من الجميع، وكن متواضعاً، ولا تنسَ أن تحظى ببعض المرح أيضاً، هكذا يعيش السعداء والناجحون.

في الختام:

إن كان لديك أيٌّ من هذه السمات السلبية، فتذكر أنَّك لست وحيداً؛ فلدينا جميعاً مشاعر سلبية مدفونة في أعماقنا، والتي نفقد السيطرة عليها في بعض الأحيان، وهنا تكمن أهمية التحلي بالوعي الذي يسمح لنا بإدراك هذه العقليات السامة ومنعها من التحكم بحياتنا.