4 نصائح للتغلب على الشك

من المؤكد أنَّك أقنعت نفسك بكلمات لطيفة، لكن لدى عقلك الباطن خيارات أخرى تحاول ثنيك عن الوفاء بالتزاماتك الحالية، فإذا كان هذا يحدث في كل مرة تحاول فيها إنجاز مهامك، فربما يجب عليك أن تعيد النظر في أفكارك.

هل الشك حقيقي؟

في بعض الأحيان عندما يصعب عليك القيام بعمل ما، يبدأ عقلك بتبرير ضرورة تجنُّب القيام بهذا العمل، فإذا تلاشى الشك في اللحظة التي تهم بها بإنجاز هذا العمل، فهذا يعني أنَّ شكك هو مجرد رغبة في تجنب الجزء الصعب من العمل، لكن إذا كان يلازمك في كل مرة تحاول فيها إنجاز العمل، وبدأ يحرمك النوم موهماً إياك بأنَّك تسير في المسار الخطأ، فهذا يعني أنَّ لديك مشكلة تحتاج إلى حل.

4 نصائح للتغلب على الشك:

إليك 4 نصائح للتغلب على الشك:

1. تجاهَل توقعاتك وتذكَّر الغاية من هدفك:

ما يثير هذا الشك في الغالب هو الفجوة بين نظرتك إلى الهدف الذي تحاول تحقيقه وحقيقة هذا الهدف في الواقع؛ إذ يحدث هذا عادةً عندما تشرع بتحقيق هدف كبير ورائع، لتتفاجأ فيما بعد أنَّ هدفك عادي ولا يوجد شيء يميزه عن غيره، وإنَّه مجرد عمل؛ لذا دعك من هذه التوقعات، فعندما تقول لنفسك ليس هذا ما كنت أتوقعه، ركز على المهمة التي بين يديك ولا تفكر بأي شيء آخر.

الحفاظ على حماستك ليس بالأمر السهل؛ لذا عليك تذكير نفسك بالسبب الذي دفعك إلى اختيار هذا الهدف بالتحديد، فلماذا بدأت بالجري، وتعلُّم البرمجة، والرسم، وأي شيء شرعت بتحقيقه؟ ذكِّر نفسك بالسبب واكتبه على ورقة والصقها على باب منزلك لتراها كلما غادرته للجري، أو الصقها على شاشة الحاسوب لتراها كلما جلست لتعلُّم البرمجة.

شاهد بالفيديو: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

2. تجاهَل الخيارات الأخرى:

كشفت دراسة حديثة عن عادات الناس في اتخاذ القرار عن إشكالية معينة، فكلما حصل الناس على معلومات أكثر، وأمعنوا النظر في كل خيار، كانوا أكثر ميلاً إلى اتخاذ قرار غير صائب، فقد يبدو هذا غير منطقي للوهلة الأولى، لكن في الواقع، عندما تقضي وقتاً أطول في دراسة كل خيار، فإنَّك تبذل مجهوداً أكبر، وهذا ما يدفعك في النهاية إلى اتخاذ الخيار الأسهل.

كلما زادت المعلومات المتوفرة لديك، احترت أكثر في اختيار القرار المناسب، فإذا ركزت فقط على الأشياء التي أعجبتك في شيء ما، فلن تواجه أيَّة مشكلة، لكن عندما تنظر إلى مجموعة متنوعة من الخيارات - ومنها تلك التي لا تعجبك، وتتفاجأ فيما بعد بخيار آخر يعجبك - فإنَّك تزداد حيرة وشكَّاً.

ما يزيد الطين بلة أنَّك كلما أمعنت النظر في خياراتك، أصبحت أكثر ميلاً إلى الشعور بالندم بعد اتخاذ قرارك النهائي، وزادت شكوكك في صحة القرار الذي اتخذته، فإذا كنت تطلق العنان لخيالك وتنظر في خياراتك الأخرى بين الحين والآخر، فأنت تزيد من حدة شكك وتجعل منه عقبة يصعب تذليلها؛ لذا حتى لا تقع في هذا الخطأ، عليك تجاهل أي خيارات أخرى منذ البداية.

3. أعد كتابة الطريقة التي تفكر بها في نفسك:

يتحدث الكاتب "جيمس كلير" (James Clear) عن مفهوم يسمى العادات القائمة على الهوية؛ إذ إنَّه تجديد لطريقة قديمة لتحسين الذات مفادها أنَّ البدء بخطوات صغيرة والالتزام بها، أفضل بكثير من البدء بخطوات كبيرة والاستسلام بسرعة، كما يقول الممثل "بروس لي" (Bruce Lee): "العمل باستمرار وببطء أفضل من العمل المكثف مدة قصيرة".

الفكرة هي أنَّك تخطو خطوات صغيرة لإعادة كتابة تصورك عن نفسك مع مرور الوقت، فأنت تغيِّر تدريجياً الطريقة التي ترى بها نفسك؛ إذ يجب أن تكون خطواتك صغيرة لتتمكن من متابعتها باستمرار كل يوم، لكن يجب عليها في الوقت نفسه أن تكون ذات مغزى لتؤثر في تفكيرك بالفعل.

4. التزم بالخيار الصحيح:

من السهل أن تظن أنَّك اخترت المسار الخطأ وأن تستسلم بحجة أنَّك عندما تجد المسار الصحيح، ستسير فيه حتى النهاية، لكن ثمة طريقة أخرى؛ فكرة تتناقض تماماً مع فكرة أنَّه يجب عليك الاستمرار في التنقل من اهتمام إلى آخر، ومن ثم ستجد هدفك بأعجوبة.

تقوم الفكرة على إتقان مهارة تؤدي إلى الشغف والرضى والسعادة في عملك، وهي مستمدة من كتاب "كن موهوباً بحيث لا يستطيع أحد تجاهلك" (So Good They Can t Ignore You) للكاتب "كال نيوبورت" (Cal Newport).

جوهرياً، يعني هذا أنَّ الخيار الصحيح هو الخيار الذي تتمسك به، فما دمت تلتزم بخيار ما، فسوف تتحسن في فعل ما اخترت القيام به، ومع إتقانه، يزداد شغفك ومتعتك، فتذكُّر هذه الفكرة طريقة رائعة لإسكات أصواتك المعارضة، والحفاظ على مسار ثابت نحو هدفك الحالي.

في الختام:

بمجرد أن تبدأ بالتغلب على الشك وتشكيل قناعتك، ستقل مقاومة الشروع بالعمل لديك، وتصبح مجرد عقبة صغيرة يمكنك تجاوزها بسهولة، فلديك كل يوم فرصة لإحراز تقدُّم بسيط عن طريق اتخاذ إجراء؛ لذلك باختيار القيام بالحد الأدنى من العمل عوضاً عن عدم القيام بأي شيء، فإنَّك تجعل يومك أفضل بكثير.