5 أسباب تمنع تحقيق السعادة

5 أسباب تمنع تحقيق السعادة
(اخر تعديل 2024-03-25 04:42:14 )
بواسطة

يستكشف المقال الأسباب الحقيقية للشعور بالتعاسة، وهي عقبات داخلية خاضعة لسيطرة الفرد وبوسعه تغييرها؛ ما يعني أنَّه قادر على التحكم بهذه العوامل وزيادة مستوى سعادته.

5 أسباب تمنع تحقيق السعادة:

إليك فيما يأتي 5 أسباب تمنع تحقيق السعادة:

1. الافتقار لمشاعر القيمة والقبول الذاتيَّين:

يفتقر بعض الناس إلى القبول والحب والاحترام الذاتي، ويعتمدون على الآخرين في الحصول على هذه المشاعر، وبهذه الطريقة أنت تسمح للآخرين بإهانتك، الأمر الذي يؤدي إلى شعورك بالإحباط والتعاسة، وقد تظن للوهلة الأولى أنَّ الآخرين يسيئون معاملتك؛ لكنَّ سلوكهم في حقيقة الأمر يعكس نظرتك لنفسك؛ ومن ثَمَّ يجب أن تتولى مسؤولية حياتك والطريقة التي يعاملك الآخرون بها، والأهم من هذا كله أسلوب معاملتك لنفسك.

الدرس الرئيسي الأول:

يجب أن تتحمَّل مسؤولية حياتك؛ لأنَّها الطريقة الوحيدة التي تضمن التغيير، وتتوقف عن التخلي عن قوتك لمصلحة الآخرين، وتقدم نفسك للآخرين بلهجة لطيفة ومُحبَّبة، وعندها ستلمس تحسناً ملحوظاً في ظروفك وتعامل الآخرين معك.

الدرس الرئيسي الثاني:

يجدر بك أن تعيِّن حدودك الخاصة وتوضح للآخرين التصرفات المقبولة والمرفوضة بالنسبة إليك ولا تسمح لهم بتجاوزها، ولا بُدَّ أن يحترمك الناس عندما تفرض احترامك عليهم وتبيِّن حدودك.

يجب أن تُحدِّد بعد ذلك الأشخاص والعلاقات الهامة بالنسبة إليك من جهة، والأخرى المؤذية من جهة أخرى، فالإنسان مُجبَر في علاقاته على محبة الطرف الآخر؛ لكنَّه غير مُجبر على قبول سلوكاته المؤذية؛ ومن ثَمَّ يجب أن تتخذ قراراتك بمحبة ورحمة، لكن دون أن تسمح للآخرين بالإساءة إليك، وهذا يعني أنَّ دفاع الفرد عن نفسه بطريقة سوية يصب في مصلحة الجميع.

2. قلة الثقة بالنفس، والسعي إلى نيل استحسان الآخرين:

قد ينتهي بك المطاف في السعي وراء هدف لا تريده بالأساس عندما تركز على نيل استحسان الآخرين في خياراتك وقراراتك الحياتية، فأنت تسمح للآخرين بهذه الطريقة بتحديد مستوى سعادتك؛ وذلك بالاعتماد على مدى استحسانهم وقبولهم لشخصك وقراراتك وأفعالك.

لا بُدَّ أن تتعامل مع أشخاص لا يتفقون معك ولا يتفهمون خياراتك، وستهدر جهودك سدىً وتتعب في حياتك عندما تحاول نيل استحسان الجميع، ناهيك عن أنَّ سعيك إلى تحصيل رضى الآخرين سيستنزف سعادتك ويُلحق بك التعاسة.

لذا يجب أن تزيد ثقتك بنفسك، وتكف عن الاعتماد على الآخرين في تحديد شعورك بالقيمة الذاتية، وتعيش حياتك كما يحلو لك دون أن تعتذر أو تبرر خياراتك وقراراتك أو تشعر بأنَّك مُلزَم بالدفاع عنها، ولا شك أنَّك ستحظى بدعم أحبتك والعزيزين على قلبك في جميع الأحوال؛ لأنَّهم يحبونك ويقبلون بك كما أنت دون شروط.

الدرس الرئيسي الأول:

يقتضي الدرس الأول أن تثق بنفسك، وهذا ممكن عندما تتخذ قرارك بناءً على رغبتك الشخصية؛ فالقبول هو الخطوة الأولى لبناء الثقة بالنفس، وهذا يعني أنَّك يجب أن تتقبل ذاتك وما وصلت إليه وحققته في حياتك، وتُدرك أنَّك على الطريق الصحيح في تجربتك الحياتية الشخصية، وأنَّك خُلِقت لتؤدي هدفاً يتوافق مع طبيعتك التي فطرت عليها.

بناءً على ما سبق، إيَّاك أن تستخف بنفسك أو تقارنها مع الآخرين، فلكل إنسان على وجه البسيطة تجربته الحياتية المختلفة والاستثنائية والقيِّمة، وقد تتقاطع هذه التجارب في مرحلة معينة، أو قد لا تتقاطع على الإطلاق، وفي الأحوال كلها أنت إنسان قوي وفاعل في الحياة.

الدرس الرئيسي الثاني:

يجب أن تتحمل مسؤولية خياراتك وقراراتك، وتُحدِّد دوافعك وتبذل جهدك في اتخاذ قراراتك بمحبة، وبما يتماشى مع رغباتك الحقيقية الكامنة، وتساعدك هذه الطريقة على زيادة ثقتك بنفسك وإصرارك على مواصلة العمل بمقتضى خياراتك الشخصية، دون أن تشعر بالخوف من اقتراف الأخطاء؛ لأنَّك ستُدرك حينها أنَّ القرارات المبنية على المحبة والشغف تنتج تجارب يتعلم منها الفرد ولا تحدث الأخطاء، وبناءً على ما سبق، يجب أن تتوقف عن التشكيك بقدراتك وتباشر العمل على بناء الحياة التي تحب.

3. عدم وجود توجُّه في الحياة، واتباع أهواء النفس الناجمة عن نزعة التنافس وعقلية النقص:

يُلحق الفرد بنفسه التعاسة والنقص عندما يقارن نفسه مع الآخرين ويفكر بالأشياء التي تنقصه، فعندما تسعى خلف أحلام تقتضي تحقيق الرضى والإشباع بالاعتماد على مصادر خارجية مثل الممتلكات المادية أو حتى العلاقات، فإنَّك تبحث عن السعادة في المكان الخاطئ، فلا تكمن المشكلة في الأشياء أو الأشخاص؛ بل بالدافع والهدف الكامن خلف رغباتك، ويجب أن تعثر على السعادة في داخلك، وعندها ستصبح جميع الأشياء الخارجية مجرد مكمِّلات وعوامل ثانوية لا تعتمد عليها في تحصيل السعادة في الحياة.

الدرس الرئيسي الأول:

يجب أن تُحدِّد أهدافك والدافع الكامن خلفها، وتفصل رغباتك الحقيقية عن الأخرى الناجمة عن شعورك بالنقص، ويتم ذلك عن طريق تحديد شعورك تجاه رغباتك؛ وذلك عبر الإجابة عن السؤال الآتي: هل تشعر بالحاجة إلى إشباع نقص في داخلك بداعي اليأس والإحباط، أم أنَّك تشعر بالراحة والحماسة لتحقيق الهدف الذي تعرف في قرارة نفسك بأنَّه يقع ضمن حدود إمكاناتك وهو قادم لا محالة؟

تُحدِّد دوافعك وأهدافك طبيعة تجاربك الحياتية، فإذا استطعت أن تحدِّد أهدافك والدافع الكامن خلفها، فإنَّك ستعيش الحياة التي تحلم بها وتحقق غاياتك وأنت تشعر بالبهجة والثقة بالنفس بدل التوتر والشك الذاتي.

الدرس الرئيسي الثاني:

كثيراً ما تنجم التعاسة عن مشاعر عدم الكفاءة؛ وذلك لأنَّ الشعور بالنقص في الحياة يؤدي إلى الاكتئاب والوحدة، وتستطيع أن تغيِّر الوضع عبر اعتماد عقلية الوفرة، وهذا لا يعني أن تتظاهر بامتلاك أشياء أو مواصفات لا تتمتع بها بالأساس؛ بل أن تلاحظ وتقدِّر النعم الموجودة في حياتك ولا تكون جاحداً، ويجب أن تحاول العثور على الجوانب الطيبة في حياتك مهما كانت بسيطة وتُعرب عن امتنانك لوجودها، وتعتمد على هذا الشعور في بناء موقف إيجابي تجاه الحياة.

4. الافتقار للغايات السامية والأهداف والرؤى العظيمة:

يشعر الإنسان بالضياع والتعاسة عندما يفتقر للهدف والتوجه في حياته، لهذا السبب يجب أن تُحدِّد دوافعك وشغفك، والهدف الذي تصبو إلى تحقيقه؛ إذ يرتبط مستوى سعادتك ارتباطاً رئيساً بإيجاد الشغف والدافع الذي يحركك من الداخل.

الدرس الرئيسي الأول:

تستطيع أن تعثر على الهدف الذي يحقق لك السعادة والرضى في الحياة، عبر الإجابة عن الأسئلة الآتية: "ما هي رسالتي في الحياة؟ وأين يكمن شغفي؟ وما هي الخصال القيِّمة التي أتمتع بها ويمكن أن أستخدمها لخدمة الآخرين؟ وما هي المهارات التي أتقنها وأتميز بها؟ وما هي التنمية الشخصية التي أتمنى أن أحققها؟ وما هو الأثر الذي أود أن أتركه في العالم بعد رحيلي؟".

الدرس الرئيسي الثاني:

يجب أن تتصرف وتعمل بمقتضى هدفك الوجودي في جميع المواقف التي تتعرض لها والسلوكات التي تعتمدها في حياتك؛ أي إنَّ الهدف الوجودي لا يقتصر على الجانب المهني وحسب؛ بل يشمل مناحي الحياة كلها، لهذا السبب يجب أن تعثر على شغفك ورغباتك الكامنة وعندها ستعثر على هدفك الوجودي.

شاهد بالفيديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

5. عدم تحديد الأولويات، والافتقار للتنظيم في العمل:

يجب أن تُحدِّد مفهوم السعادة بالنسبة إليك شخصياً، ثم تعطي الأولوية للأشياء، والأشخاص والنشاطات الهامة بالنسبة إليك، وتُخصِّص لها ما يكفي من الوقت، وهذا يوجب إيجاد التوازن وتفويض المهام عند الحاجة، والوعي بالظروف المحيطة، وهو ما يمدك بالطاقة والقوة التي تحتاج إليها لتحقيق جميع أهدافك في الحياة.

الدرس الرئيسي الأول:

يجب أن تحدِّد الجوانب الهامة بالنسبة إليك، والدوافع الكامنة خلفها وتعطيها الأولوية في حياتك.

الدرس الرئيسي الثاني:

يجب أن تدرك أنَّ تحقيق التوازن في الحياة هام جداً لبلوغ السعادة والعافية النفسية والجسدية، وبالتأكيد ستهتم لبعض الأشياء أكثر من غيرها في بعض الأحيان، وهذه ليست مشكلة ما دمت تعطي كل جانب من جوانب حياتك حقه من الاهتمام والجهد.

حياة الإنسان نتاج أفعاله والجهد الذي يبذله فيها، لهذا السبب يجب أن ترتب أولوياتك حتى لا تشعر بالندم على ما فات وعلى الوقت الذي أضعته في السعي وراء أهداف لا تعنيك بالأساس، وحاول أن تستفيد من كل لحظة تمر في حياتك حتى تعيش بسعادة.

في الختام:

لقد قدَّم المقال 5 أسباب تقف حائلاً دون تحقيق السعادة، وتُعدُّ هذه الأسباب عوامل أساسية لتحديد مستوى السعادة في حياة الفرد؛ لذلك يجب أن تكتشف الأسباب التي تنطبق عليك وتعمل على معالجتها وفق النصائح المذكورة سابقاً، والحلول المؤقتة لا تستمر على الأمد الطويل، فإذا أردت أن تكون سعيداً بحق من الداخل والخارج، فعندها يجب أن تعالج هذه المشكلات بطريقة أو بأخرى، والخيار عائد لك وهنا يكمن دورك.