5 حِيَل يستخدمها الغرور لتدمير سعادتك

5 حِيَل يستخدمها الغرور لتدمير سعادتك
(اخر تعديل 2023-11-21 05:42:14 )
بواسطة

قد تبدو هذه الفكرة بسيطة، ولكن لماذا كثيرون منَّا غير سعداء ومستاؤون وحتى مكتئبون؟ لأنَّ الغرور يعترض طريقنا، ذلك الصوت في رأسك الذي يتحدث باستمرار وتصغي إليه؛ لأنَّك تظنُّ أنَّه صوتك في الحقيقة، هو في الواقع صوت الغرور، إنَّه صوت الخوف؛ إذ يخطف الغرور حياتك من خلال اختلاق مخاوف من كل نوع، والسماح لتلك المخاوف بتحفيزنا والتلاعب بنا هو ما يجعل أهدافنا تنحرف عن مسارها؛ أي عندما نصغي إلى صوت الغرور كما لو كان صوتنا، فإنَّنا سنبقى غير مدركين لقوتنا ونفقد أهدافنا، ونبدأ بالتركيز على ما لا نريده ولا نحبه؛ ومن ثمَّ سينجح الغرور في تشتيت سعادتنا.

الغرور إحساسٌ ماكرٌ ومراوغٌ، وفيما يأتي 5 حِيَل يستخدمها الغرور لتدميرنا:

1. الشعور بالذنب:

يَشُلُّ هذا الشعور رغبتنا في التقدم نحو الأمام، ويعرف الغرور ذلك؛ فيخاطبنا بعباراتٍ تثير شعورنا بالذنب، وتختلف الأمور التي تثير الشعور لدى كل شخص فينا؛ لكنَّ هذا غير هام؛ لأنَّ الغرور يعرف العقل الباطن لدينا أكثر ممَّا نعرفه، كما أنَّه يعرف تاريخنا الماضي ويعرف كل شيء؛ لهذا السبب كن يقظاً وأصغِ جيداً؛ فعندما يكون لديك الدافع لإجراء تغيير أو القيام بشيء لم تفعله من قبل أو شيء اعتدت القيام به يجلب لك السعادة؛ فأصغِ إلى ما يأتي استجابةً لهذا الدافع، فإذا كانت اللهجة التي يستخدمها سلبية فمن المرجح أن يكون الغرور هو من يتحدث إليك.

2. الإحساس بانعدام الأمان:

يشعر كثيرون منا بانعدام الأمان، وهذا الشعور لا يولده الغرور فقط؛ وإنَّما يستخدمه ضدنا؛ فمثلاً قد ترغب في ممارسة اليوغا؛ فيقول لك الغرور: "أنت بدينٌ وكبيرٌ في السن"؛ إذاً أنت تمتلك الخيار هنا، إمَّا أن تصغي إلى هذا الصوت السخيف أو يمكنك أن تقول له أن يدعك وشأنك.

عندما يأتيك الدافع للاستمرار في متابعة ما يهمك، ويكون مصحوباً بإحساس لطيف، فيجب عليك متابعته بصرف النظر عمَّا يخبرك به صوت الغرور هذا؛ لأنَّ هذه فرصتك للشعور بالسعادة.

3. عدم تقدير الذات:

يرتبط عدم تقدير الذات بالإحساس بانعدام الأمان، ويستخدم كثير من الناس الدعابات التي تستخف بقدراتهم في محاولة لإخفاء مخاوفهم، وتُعَدُّ التعليقات التي تخفي انعدام تقدير الذات إحدى الدعائم الأساسية للغرور لإهانتنا، ومع ذلك نصغي إليها طوال اليوم.

تبدأ هذه التعليقات عندما ننظر إلى المرآة في الصباح ويستمر ذلك طوال اليوم، وحتى عندما نحاول تجاهلها، فإنَّنا نفشل في ذلك؛ لذا علينا استبدال هذه التعليقات بعبارات تشجيعية وترديدها كلما ظهر هذا الصوت الذي يحاول التقليل من قيمتنا.

4. الغضب:

يُخرجنا شعور الغضب عن طَورنا؛ فهو يؤثر في طاقتنا ويجعلنا نستخدمها في رد فعل دفاعي لحماية أنفسنا، في حين أنَّ الأشخاص الذين يحاولون تجنب الصراع يحبسون مشاعر الغضب في داخلهم؛ وهذا يؤثر فيهم.

يعزز الغرور لدينا الخوف من الخسارة، ويجعلنا نشعر بأنَّنا بحاجةٍ إلى الحماية، ومن الصعب أحياناً تحديد مشاعر الخوف الكامنة وراء الغضب، ولكن كثيراً ما يكون السبب هو الحاجة إلى القوة أو السيطرة، وعند مواجهة غضب شخص آخر، فإنَّ السماح لهذا الشخص ببعض السيطرة سينزع فتيل الغضب، ومن ناحية أخرى عندما تشعر بالغضب في داخلك يجب أن تسأل نفسك ما الذي تخشى أن تخسره؛ فالغضب مجرد قناع يرتديه الغرور ليسلب قوتك وسعادتك.

شاهد بالفيديو: 6 إرشادات هامة لتحسين الحالة المزاجية

5. إصدار الأحكام:

تخفي الأحكام التي نصدرها بحق الآخرين ميلنا إلى الانزواء وتحرمنا من التواصل معهم، إنَّها استجابة قائمة على الغرور ودائماً ما تكون وليدة الخوف، كما أنَّ الحكم على الآخرين وعلى معتقداتهم وسلوكاتهم وأنماط حياتهم وملابسهم وطريقة كسبهم المال أو كيف ينفقونه؛ يبقينا بعيدين عن حياتنا، كما أنَّه يصرف انتباهنا عن الرغبة في التركيز على طريقنا وهدفنا.

في الختام:

لا يمكن أن تتعايش السعادة مع الخوف، ومن أجل زيادة السعادة في حياتك يجب أن تتعلم التعرف إلى صوت الغرور وتتغلب عليه؛ إذ يعرِّضنا الغرور لكثيرٍ من المخاطر؛ لهذا السبب نظل معه في حالة من انعدام التوازن، وإذا أصبحنا في الواقع مدركين لقوتنا وتعلمنا التعاطف مع الذات والتعاطف مع بعضنا، وإذا كنَّا نعرف الهدف الحقيقي لوجودنا في هذه الحياة؛ فسنتخلص من الغرور نهائياً.