6 إجراءات لتحقيق السعادة الحقيقية

6 إجراءات لتحقيق السعادة الحقيقية
(اخر تعديل 2024-01-20 04:56:13 )
بواسطة

الإجراءات الآتية ليست حلولاً مؤقتة؛ فهي تساعدك على نَيل السعادة الحقيقية النابعة من القلب إذا ما سعيت بجدٍّ إلى تطبيقها في حياتك، فثِق بقدرتك على تطبيق هذه الإجراءات، واستمر في المحاولة، وسرعان ما ستتحول إلى عاداتٍ لديك.

6 إجراءات لتحقيق السعادة الحقيقية:

1. التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين:

دائماً ما ستخسر حين تقارن نفسك بالآخرين؛ فتقييم نفسك تبعاً لمدى شبهك بالآخرين أمرٌ مرهق وبلا جدوى؛ لذا توقَّف عن ذلك، عليك أولاً إدراك أنَّ الطريقة التي ترى بها الآخرين هي مجرَّد رأي شخصي لا يعتمد الحقيقة بالكامل؛ لأنَّك لا ترى إلَّا جزءاً من الحقيقة، فانظر إلى الممثلين؛ ما يفعلونه لا يعكس لا هويتهم ومشاعرهم الحقيقة.

يمكنك التحكُّم بالواقع الذي تراه، ولكن لا يمكنك رؤية الواقع الذي يعيشه الآخرون؛ لذا ركز على واقعك وحياتك الشخصية؛ فهذه هي الحقيقة الأهم، واحتفِ بما أنجزته في حياتك، والتحديات التي تغلبت عليها والنزاعات التي حللتها، واعترف بكلِّ انتصاراتك الشخصية كلَّ يوم صغيرةً كانت أم كبيرة.

إن بقيت بعد ذلك تشعر بالحاجة إلى مقارنة نفسك بالآخرين كن عادلاً ولا تقارن نفسك بالأشخاص الذين وصلوا إلى قمة هرم النجاح؛ فإن بدأت رحلتك للتو تذكَّر أنَّ الجميع قد بدؤوا مثلك تماماً في أسفل هذا الهرم، كما لكلِّ شخص مسارٌ مختلف، وطرائق مختلفة لعبور ذلك المسار؛ ركز على رحلتك الشخصية وحسب.

2. الإنصات إلى صوتك أكثر من صوت الآخرين:

من السهل أن تقول إنَّك لن تكترث لآراء الآخرين؛ لكنَّ تطبيق ذلك على أرض الواقع ليس سهلاً؛ فجميعنا نرغب إلى حدٍّ ما بنيل قبول المجتمع الذي نعيش به، ولا حرج في ذلك، لكن لا تدَعْ هذه الرغبة تؤثِّر في القرارات التي تتخذها؛ ففي النهاية أنت من يعيش نتائج هذه القرارات وليس الآخرون.

إن كنت تبني كلَّ ما تفعله على آراء الآخرين فأنت لا تفكر في نفسك؛ ومن ثمَّ لا تعيش الحياة التي تريدها، حين يرتبط الأمر باتخاذ قرارات تمسُّ حياتك الشخصية توقَّف عن محاولة إرضاء الآخرين وكن قوياً وتمسَّك بقناعاتك؛ هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها أن تكون صادقاً مع نفسك؛ إذ ستندم على قرار اتخذته بناء على رغبة الآخرين حين تدرك لاحقاً أنَّ شعورك الغريزي لا يوافق قرارك هذا، كما قد يعترض أعداؤك إذا قررت التمسك بقناعاتك؛ لكنَّك ستتجاوز الأمر حين تدرك أنَّك بذلك تكون صادقاً مع نفسك وهذا هو الأهم.

3. مواجهة مخاوفك:

الخوف غريزة ضرورية لبقائنا؛ فهو ما يساعدنا على تفادي الأذى، ويكفي أن تشعر بالخوف حتى تفهم جذور هذا الشعور؛ فإن واجهت دباً أو ثعباناً ساماً أو تهديداً بالسلاح ستدرك ضرورة الخوف للنجاة بحياتك، ولكن إذا كنت تخاف أموراً لا تهدد حياتك ويُشَك في حدوثها، فأنت بحاجة إلى مواجهة شعورك بالخوف والتغلب عليه.

يعدُّ الخوف من الرفض والفشل والتعرُّض للسخرية من أهم الأمثلة عن الأفكار التي تحتاج إلى مواجهتها؛ لذا لا تتهرب وتتفادى الموقف لمجرد أنَّك تخشى احتمال حدوث أحد هذه الأشياء الثلاثة، وإن كنت تخشى أحد هذه الأشياء فعلاً فهذا هو بالذات الخوف الذي تحتاج إلى أن تشعر به وتتعلم مواجهته؛ فالرفض والفشل والتعرُّض للسخرية هي مجرد احتمالات وليست أموراً حتمية الحدوث.

كلَّما شعرت بالخوف ازدادت مرونة تعاملك معه، كما سيمنعك تفادي المخاوف من بناء الصلابة العقلية؛ لذا اشعر بالخوف واعترف به وواجهه، وإن تهرَّبت من أيِّ فعل أو فكرة لمجرد أنَّك تشعر بقليل من الخوف فلن تنجز شيئاً ذا قيمة أبداً، وغالباً ما نتمكَّن من تحقيق أهم إنجازاتنا حين نتجاوز خوفنا منها؛ لذا تعلَّم معاملة الخوف والتخلُّص منه، وسوف تندهش حينها من قدراتك.

شاهد بالفيديو: أنت لا تجد السعادة بل تبنيها كاتارينا بلوم Katarina Blom

4. عيش الحاضر:

إن كنت دائم التفكير في الماضي والمستقبل فأنت لا تعيش الحاضر، ولست مدركاً تماماً لواقعك الحالي، وعليك أن تعي ضرورة استثمار وقتك الحالي؛ فما تعيشه في الحاضر هو الواقع الحقيقي الوحيد؛ لذا توقف عن افتراض أمور قد لا تحدث؛ فالحاضر هو الوقت الوحيد الذي لديك كامل السيطرة عليه؛ إذ يمكنك التحكم في شعورك وماذا تفعل ومع من تقضي وقتك؛ لذا لا ترهن حياتك بالماضي أو المستقبل غير مكترث بوضعك الراهن، ولا تضع جهدك ووقتك بالتفكير في أشياء حدثت بالفعل أو قد تحدث لاحقاً ما لم تكن تريد حياة مليئة بالندم والحزن والحنين غير المجدي، بدلاً من ذلك تقبَّل الأمرين الآتيين:

  • يمكنك التعلُّم من الماضي، لكن لا يمكنك تغييره أبداً؛ لذا لا تدع الماضي يعرقلك أو يحدد شخصيتك.
  • يمكنك التخطيط للمستقبل، لكن لا يمكنك التنبؤ بكل التفاصيل؛ لذا توقف عن القلق بشأنه.

حين تعيش الحاضر تتوقف عن البحث أو التخطيط للشيء التالي الذي سيجعلك سعيداً، لن يحقق التخطيط المستمر لك الرضى ولن يكون كافياً؛ لذا أوقف رغبتك في كسب المزيد وركز اهتمامك على لحظات الحاضر.

5. العثور على النشاطات التي تدخل معها في حالة التركيز:

هل سبق لك أن فعلت شيئاً ممتعاً لدرجة أنَّك فقدت الإحساس بالوقت؟ لاحظ كيف أنَّك خلال هذا النشاطات لا تعتريك أيَّة عواطف جيَّاشة ولا تؤدي العواطف إلَّا دوراً صغيراً وحسب؛ لكنَّ ما يجعل هذا النشاط ممتعاً حقاً هو انشغالك به وعدم قدرة أيِّ شيء آخر على تشتيت تركيزك عنه كنت، فقد مركِّزاً بالكامل ودخلت في حالةٍ من "التركيز".

يدخل الناس في حالة التركيز حينما يمارسون النشاطات الآتية:

التركيز هو التوقف عن التفكير في الماضي والمستقبل، حينها ينخفض قلقك وتتلاشى مخاوفك وتتفادى اجترار أفكارك السلبية، اعثر على نشاط يتيح لك الدخول في حالة التركيز، وكلَّما خصَّصت وقتاً أكثر له ازداد إحساسك بالراحة والسلام.

6. الاستمتاع بوقتك مع نفسك:

نمِّ السعادة بداخلك من خلال التعرُّف إلى نفسك واقضِ بعض الوقت وحدك، إن لم تكن معتاداً قضاء الوقت وحدك فابدأ بفترات قصيرة، بضع ساعات أو حتى ساعة واحدة فقط، ما من شيء يثمر أكثر من منح نفسك بعض الوقت للتمهُّل والابتعاد عن العالم قليلاً والحصول على الوقت الذي تحتاج إليه وحدك.

إنَّ أعظم الاكتشافات في الحياة موجودة داخلنا، هذه الاكتشافات لا يمكن إدراكها سوى بتأملٍّ عميق لأنفسنا، غالباً ما تفقد تميُّزك حين تنشغل عن نفسك بضغوطات الحياة طوال اليوم، إن كانت حياتك ليست إلَّا دورة مستمرة من الروتين والعمل والمواعيد واللقاءات الاجتماعية ستشعر بالضياع حتماً وتفقد الاتصال بذاتك الداخلية؛ لذا أعد تقييم رغباتك ومبادئك العميقة أو تعرَّف إليها من جديد، واكتشف ما الذي يحفِّزك حقاً.

حين تتعرف إلى نفسك بحق وتقدِّر وقتك وحدك، تتوقف عن البحث عن السعادة خارج نفسك، أو بالاعتماد على الآخرين لجعلك سعيداً ستجد سعادتك في أعماق نفسك.

في الختام:

هل ستتولى مسؤولية سعادتك؟ لديك ستة إجراءات جديدة لمساعدتك، لا تتخيل السعادة الحقيقية وحسب؛ بل ابدأ بصناعتها بنفسك الآن.