6 مراحل للنمو الشخصي

6 مراحل للنمو الشخصي
(اخر تعديل 2024-03-10 05:21:16 )
بواسطة

يمكن أن تنطبق هذه المراحل عليك أو على حياتك كلها، أو على جوانب معيَّنة من حياتك، إلى جانب العقبات والأهداف الجديدة التي تظهر خلالها؛ على سبيل المثال قد تكون في مرحلة متقدِّمة في المجال الوظيفي من حياتك، ولكن ما زال أمامك كثير لتتعلَّمه عن علاقاتك.

تذكَّر أيضاً أنَّه ما من حاجةٍ للاستعجال في العملية؛ بل من الهام أن تبدأ بقدر بسيط من النمو وتستمر باتخاذ خطوات صغيرة طوال الطريق، فاستمتع وتقبَّل كلَّ مرحلة؛ فيوجد دائماً ما يمكن تعلُّمه واكتسابه من كلٍّ منها.

حافظ على لطف تعاملك مع نفسك والآخرين خلال هذه العملية، فالجميع يتقدَّم بمعدلات مختلفة؛ فالأمر ليس سباقاً، ولن تؤدي قسوتك غير المبرَّرة على نفسك أو على الآخرين إلَّا إلى إعاقة عملية النمو.

فيما يأتي المراحل الرئيسة الست للتنمية الشخصية:

1. الجهل:

في هذه المرحلة تعيش حالة من عدم الوعي والإدراك تجاه الحياة؛ فهذه هي مرحلة النمو ما قبل الشخصي، ولكن يعجز بعض الناس عن تجاوز صعوبات هذه المرحلة.

الإنكار والجهل المتعمَّد والسذاجة صفاتٌ شائعة في هذه المرحلة، فعندما نرفض الاعتراف بمشكلاتنا والنعم التي نحظى بها وأخطائنا ونقاط قوتنا، فإنَّنا نبقى عالقين في هذه المرحلة، وقد نميل أيضاً إلى تدمير أنفسنا، وعدم الشعور بالرضى عند تحقيق أهدافنا، والتوقف عن التقدم في طريقنا.

تذكَّر قد لا تعيش المرحلة هذه تماماً أو في كل جوانب حياتك، لكن على الرَّغم من ذلك يمكن أن تعيشها في أمور معينة تفتقر إلى الوعي والإدراك الكامل بها في حياتك، ومع ذلك هذه المرحلة ليست سلبية تماماً؛ إذ إنَّها مرحلة البداية لأيِّ حدث جديد أو أيِّ شيء جديد نتعلَّمه، ونستطيع خوض هذه المرحلة بسهولة بعقل منفتح وفضول وتعلم، كما قد نشعر أحياناً بالضياع أو التضليل، ويمكن أن يكون المرور بهذه المرحلة ممتعاً لبعضنا؛ لكنَّه مخيف بالنسبة إلى الآخرين.

قد ترتكب كثيراً من الأخطاء في هذه المرحلة، ولكن هذا يعني أنَّك ستتعلم كثيراً أيضاً، فيمكن أن تكون ثقتنا بأنفسنا عاليةً في هذه المرحلة؛ لكنَّها ليست ثقة بمحلها؛ ممَّا قد يبقينا عالقين فيها، وفرط الثقة بالنفس يمكن أن يمنعنا من التعلم واكتساب الوعي.

تشبه هذه المرحلة المرحلة الأولى من تأثير دانينغ-كروجر (Dunning-Kruger effect) وهو تحيز معرفي عند تعلم شيء جديد، ففي بعض الأحيان كلَّما قلَّت معرفتنا ظنَنَّا أنَّنا نعرف أكثر؛ ممَّا يمكن أن يعوق تقدُّمنا في هذه المرحلة.

2. الوعي:

هنا يبدأ النمو الشخصي؛ فبمجرد وصولنا إلى هذه المرحلة نبدأ بإدراك الواقع والعودة إلى رشدنا؛ إذ نواجه الحقائق ونصبح مدركين للحقيقة في هذه المرحلة، كما نتعلم وندرك أشياء عن أنفسنا وحياتنا؛ إذ تتحقق معرفتنا بذاتنا بدلاً من تجاهلها.

ونصبح حينها أكثر انفتاحاً للتعلم والمعرفة والإدراك والشعور حتى لو كان ذلك صعباً في بعض الأحيان، الوعي يسمح لك باكتشاف واكتساب فهم عميق لنفسك والحياة من حولك.

نحن نبدأ بمواجهة مشكلاتنا مباشرة بدلاً من تجاهلها أو دفعها بعيداً، كما نولي اهتماماً لقدراتنا وأفكارنا ومعرفتنا ونجاحاتنا وإمكاناتنا بدلاً من التقليل من شأنها، ومع ذلك فإنَّ الشك والخوف وعدم اليقين وكراهية الذات وعدم الثقة بالنفس أشياء قد تتسبب بإبقائنا عالقين في هذه المرحلة.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لبناء خطة نمو شخصي

3. التقبُّل:

التقبُّل أمر مرهون بالنمو الشخصيِّ الحقيقيِّ، فأنت تستطيع أن تغيِّر كثيراً من الأمور دون أن تتقبَّلها، لكن ما يجعل من هذا التغيُّر نمواً شخصياً هو التقبُّل؛ إذ إنَّه إحساس عميقٌ وصحي بحب الذات؛ فمثلاً إذا حاول المرء فقدان الوزن دون تقبُّل ذاته فلن يواجه وقتاً عصيباً فحسب؛ بل ربَّما لن ينال السعادة أو الرضى تجاه النتائج التي أحرزها أيضاً بصرف النظر عن تحقيق الهدف.

قد يبدو التقبُّل أمراً ممتعاً وإيجابياً، وقد يكون مخيفاً وغير مريح لبعض الناس خصوصاً تجاه الأشياء المواقف التي يصعب قبولها عن أنفسنا، والقدرة على تقبُّل الأشياء تعني أن يكون لديك شعور صحي بالحب والاحترام أيضاً.

يشبه التقبُّل المغفرة، والرضى عن كل جوانب حياتك والتغاضي عن أفعالك وقراراتك ليس بالأمور الحتمية لإيجاد التقبُّل، فالهدف هو التوقف عن مقاومة ما لا يعجبنا بالغضب والكراهية والازدراء والاشمئزاز؛ بل علينا تخطيه ومساندة أنفسنا؛ إذ يسمح قبول الذات لنا بأن نكون أصدقاء لأنفسنا.

يمكننا أن نختار تقبُّل الأشياء بحياد وحب وإجراء تغييرات للأفضل، أو يمكننا اختيار إهدار طاقتنا في محاربة وإحباط أنفسنا أو الآخرين بسببها، فالشك بالنفس والشعور بالذنب والغضب وكراهية الذات أمورٌ تعوق الطريق نحو إيجاد التقبُّل.

4. المسؤولية:

في هذه المرحلة نتعلَّم أنَّه يتعين علينا اتخاذ زمام الأمور بأيدينا لتحفيز النمو الشخصي بدلاً من الاعتماد على الآخرين أو على ضربة حظ عشوائية لإنقاذنا، نحن نقرر ونتعلم أن نعتمد التدبير والتخطيط المسبق لتجارب الحياة، عوضاً عن الاعتماد على ردود الأفعال فقط عند حدوثها.

عندما نتحمل المسؤولية نختلق ظروفنا بأنفسنا عوضاً عن الوقوع ضحية ظروف الحياة:

أنت تدرك أنَّه ما من أحد قادمٍ لإنقاذك أو حلِّ جميع مشكلاتك، القدرة على التغيير أمر يعود إليك، وهذه المرحلة مخيفة؛ لكنَّها تحررك أيضاً، قد تبدو المسؤولية عبئاً؛ لكنَّها في الحقيقة قوَّة، فنحن مسؤولون عن حياتنا وسعادتنا الشخصية، لا أحد ولا شيء غيرنا، وبمجرد أن ندرك ذلك ونعمل به يمكننا الانتقال إلى المرحلة التالية.

5. التنفيذ:

يمكن أن يتعثر معظم الناس في هذه المرحلة، إنَّها مرحلة شائقة، ولكن بمجرد أن يزول الدافع نستسلم أو ننحرف عن مسارنا، يمكن أن تعترض العقبات أيضاً الطريق خصوصاً غير المتوقعة منها، وفي هذه المرحلة نبدأ بالتعلُّم وتحديد الأهداف ووضع الخطط واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن تلك الخطط.

المفاتيح الثلاثة المطلوبة في هذه المرحلة هي:

  • ضبط النفس.
  • الدافع.
  • التركيز.

ضبط النفس أمر أساسي في هذه المرحلة، وكذلك الاجتهاد في الحفاظ على اندفاعك؛ ومن الهام أيضاً أن نعطي ما نريد تحقيقه الأولوية ومن ثمَّ التركيز على سبب رغبتنا في تحقيقه.

نحن مخلوقات عاطفية ونتصرف بناءً على ما نشعر به في الوقت الحالي، وتدعيم أهدافنا بالقيم الهامة والغاية يجعل هذه المرحلة وتحقيق أهدافنا أسهل؛ لذا نحن بحاجة أن تكون أهدافنا دافعاً عاطفياً يقودنا، ومن الهام أن تكتسب الوضوح وتمتلكه في هذه المرحلة أيضاً بدلاً من مجرد الخطط والأهداف الغامضة.

إنَّ التعثُّر أو الركود أو التراخي في هذه المرحلة يمكن أن يعيدنا إلى المراحل السابقة.

6. الغاية:

في هذه المرحلة نتعلم أن نغذِّي حياتنا بالهدف والغاية، ونتأكد من الاستمرار بقوة والقيام بإصلاح بعض جوانب حياتنا، وفي هذه المرحلة نحن لا نتوقف عن النمو بمجرد أن نحقق هدفنا أو نكون "سعداء"؛ بل نواصل النمو والتعلم، وتؤدي العادات والعقلية السليمة في هذه المرحلة دوراً هاماً في النضوج أكثر، ونستوعب ونقبل ونسعى إلى التغيير والنمو في حياتنا.

في هذه المرحلة نعيد أنفسنا عن عمد إلى المراحل المبكرة من النمو الشخصي مع أهداف وعقبات ومجالات أخرى من الحياة، وعندما نجد الغاية من حياتنا فإنَّنا نبذل قصارى جهدنا باستمرار وبنشاط لنعيش بوعي وإدراك وتقبُّل ونتحمل المسؤوليات ونبادر ونحدد غاياتنا في حياتنا وحياة الآخرين، كما نستمر في إتقان عيش حياتنا بهذه الطريقة من خلال الاستمرار في التعلم والنمو دون السماح للشدائد بأن تتمكن منا، وتستمر الرحلة نحو النمو الشخصي.

في الختام:

النمو الشخصي ليس سهلاً بالضرورة؛ لكنَّه مُجزٍ؛ فبمجرد أن نتعلم المراحل الضرورية للنمو الشخصي يمكننا تحقيق المزيد من النمو والنجاح والسعادة في حياتنا.