6 طرق لتكون سعيداً

6 طرق لتكون سعيداً
(اخر تعديل 2023-11-23 05:42:15 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية في اختيار السعادة.

مع ذلك في عام 2014 دخلت في حالة من الذعر، وفقدت ثقتي في نفسي ولم أكن قادرةً على تقدير الأمور الجيدة في حياتي؛ لذلك قررتُ في صباح أحد أيام كانون الثاني (يناير) أنَّني سأكون سعيدةً مهما حدث، وقد غيَّر قراري بأن أكون سعيدة كل شيء، ولكن لم يكن التغيير سريعاً ولم يجلب لي السعادة تلقائياً؛ لذلك بحثتُ عن طرائقَ تجلب إليَّ الفرح تدريجياً، ولقد نجح ذلك معي، وأظنُّ أنَّ هذه الطرائق يمكن أن تنجح مع أي شخص.

شاهد الفيديو: كيف تغرس الأفكار السعيدة في عقلك؟

إليك فيما يأتي 6 طرائق لتكون سعيداً:

1. التركيز على الأمور الجيدة:

على خلاف ما قد يبدو عليه الأمر؛ فإنَّ التركيز على الأمور الجيدة لا يعني تحضير قائمة بالأمور الممتنة لها؛ فأحياناً أجد هذه الممارسة مفيدة وأحياناً لا، وأرى شخصياً أنَّ التركيز على الأمور الجيدة يعني تفادي الأمور السيئة، فهل من سبب وجيه لمعرفة آخر أخبار القتل الجماعي؟ لا أظنُّ ذلك، ومبدئي هو أنَّني إذا كنتُ لا أستطيع العثور على جانبٍ مُلهمٍ في حدثٍ معيَّن، ولا أستطيع إحداث تغيير للأفضل في موقف معين فلست بحاجة إلى معرفة شيء عنهما؛ لهذا السبب أقضي وقتاً قصيراً جداً في قراءة التقارير الإخبارية، ومع ذلك فإنَّ التركيز على الأمور الجيدة لا يعني تجاهُل المشكلات من حولنا.

مرة في الشهر أذهب مع ابنتي المراهقة إلى ملجأ للنساء لرعايتهنَّ ورعاية أطفالهنَّ، وتلبية احتياجاتهنَّ وتقديم الدواء لهنَّ وإيناسهنَّ، وأرى أنَّ رؤية هؤلاء النساء ينتقلنَ من حالة العجز إلى حالة الأمل، وإسهامي المتواضع في ذلك يمنحني الإلهام والقوة ويذكرني بالخير في حياتي؛ إذ لديَّ عائلة محبة ومستقرة وتنعم بالصحة والعافية.

2. تحديد هدف ذي مغزى شخصي:

وفقاً لعالِم النفس الإيجابي "تال بن شاهار" (Tal Ben-Shahar) فإنَّ الأشخاص الذين يضعون أهدافاً ذات مغزى شخصي هم أكثر سعادةً، ويجد بعض الناس هدفاً مُرضياً في الجري بسباق الماراثون، أمَّا بالنسبة إليَّ فإنَّ الجري في ماراثون لن يكون مُرضياً ولا ممتعاً؛ وإنَّما سيكون تعذيباً؛ لذلك اخترتُ أهدافاً صعبة وجذابة.

في شتاء 2015 اخترتُ العمل على مشروعَين؛ الأول هو كتابة قصة لم أكن متأكدةً من طولها، ولكن لأنَّني أردتُ إكمال المسودة الأولى مع حلول الـ 30 من نيسان (أبريل)؛ فقد كنتُ ملتزمةً بالكتابة كل صباح لمدة ساعة واحدة على الأقل حتى تنتهي القصة، وللقيام بذلك غيَّرتُ وقتَ استيقاظي إلى الساعة 5:00 صباحاً حتى أنتهي باكراً للنهوض بمسؤولياتي الأخرى.

أكملت روايتي القصيرة المكوَّنة من 46000 كلمةً في أوائل نَيسان (أبريل)، ومنذ ذلك الحين كنت أبحث عن نقد القراء الموثوق بهم، والتحرير سيكون المرحلة الثانية من هذا المشروع، أمَّا المشروع الثاني فكان إنشاء وسيلة مساعدة للتأمل وإيجاد طريقة لبيعها، وقد تحوَّل هذا المشروع إلى عمل تجاري، وعملي فيه مستمرٌّ ومجزٍ جداً.

3. البحث عن كوتش:

توجد عدة أنواع من كوتشز الحياة، وكوتشز الأعمال التنفيذيين، والكوتشز الروحانيين، ويختلف الكوتشينغ عن العلاج في منهجه؛ إذ سيساعدك الكوتش على السعي نحو أهدافك، ولن يقضي وقتاً طويلاً في تقييم مدى تأثير الأحداث الماضية في حياتك، ومن الناحية المثالية ستجد كوتشاً شخصياً يمكنك قضاء وقت كبير معه في التركيز على مسارك ومساعيك.

أصغِ إلى المتحدثين التحفيزيين واقرأ مواداً تزيد من حافزك، وإذا لم تكن قد وجدتَ بالفعل متحدثاً تحفيزيَّاً تحبه يمكنك زيارة منصة تيد (TED.com) واختيار موضوع يثير اهتمامك، فيوجد كثير من الأشخاص المُلهمين في العالم، ويبدو أنَّ معظمهم يجتمعون في مؤتمرات في منصة تيد، وستجد أيضاً مجتمعاً رائعاً من الأشخاص والمؤسسات الملهمة في موقع تويتر (Twitter) وفيسبوك (Facebook) وإنستغرام (Instagram).

4. التأمل:

للتأمل أشكال متنوعة، وفي حين أنَّ ممارسة التأمل وحدها قد لا تُحسِّن مزاجك دائماً؛ فقد ثبت أنَّها تُعزز الاسترخاء، وهي عنصر أساسي من عناصر الفرح، وأنا شخصياً أخصِّص عشرين دقيقةً للتأمل كل صباح قبل ممارسة اليوغا.

5. ممارسة التمرينات الرياضية:

كتب الدكتور جون راتي (John Ratey) في كتابه الشرارة (Spark): "للتمرين تأثير عميق في القدرات المعرفية والصحة العقلية"، ويقول الدكتور تال بن شاهار إنَّ أي يوم لا تمارس فيه الرياضة يؤدي إلى الاكتئاب؛ فأجسامنا مصممة للتحرك وليس للجلوس.

توجد عدة طرائق لممارسة الرياضة، ويجب أن يكون من السهل العثور على الطريقة التي تحبها، وبالنسبة إليَّ أنا أمارس اليوغا لمدة عشرين دقيقةً أو أكثر كل يوم، ثمَّ أمارس التجديف وركوب الدراجات والمشي لمدة 45 دقيقةً على الأقل يومياً.

6. تناول طعام مفيد على الأمد الطويل:

يوجد عدد لا يحصى من خيارات النظام الغذائي الأكثر صحةً، ولقد جرَّبتُ قليلاً منها، وقرأتُ عن عديد منها، وفي النهاية اخترت النظام الغذائي الذي يناسبني، بالنسبة إليك انتبه جيداً إلى جسمك، ولاحظ كيف تؤثر أطعمة معينة في حالتك الجسدية والعقلية، سواء في الدقائق العشر الأولى بعد الأكل أم في الساعات اللاحقة؛ لذا اختر الأطعمة التي تعزز طاقتك ومزاجك، ليس فقط بعد عشر دقائق من تناولها؛ ولكن بعد ساعات.

بعد تناول الطعام يجب أن تكون قادراً على التنفس بحرية والتحرك بسهولة؛ إذ يمكن أن تحدث لك أعراض مثل الصداع والانتفاخ والغازات والغثيان وانسداد الأنف والتهيج وحكة الجلد بسبب الأطعمة التي لا تناسب تركيبة جسمك.

في الختام:

من السهل أن تنسى أنَّ ما تشعر به هو اختيارك، فهذا الصباح مثلاً استيقظتُ وأنا أشعر بالغضب والانزعاج والأسف على نفسي، وليس لدي سبب لذلك يمكن أن أفكر فيه؛ لذلك سألت نفسي: "لماذا أنا مستاءة؟"، وكررتُ السؤال مراراً وتكراراً في حين كنتُ أتابع روتين الصباح، ثمَّ فكرتُ في الأسباب التي تجعلني عصبيةً، وبعد بضع دقائق أدركتُ خطئي؛ فقد بحثت عن الأسباب التي جعلتني أشعر بالضيق ووجدتُ بعضاً منها، والغريب أنَّني اكتشفت بعض الأسباب القديمة، وأظنُّ أنَّني سأحاول البحث عن أسباب للشعور بالرضى.

أنا حقاً أريد أن أشعر بأنَّني بحالة جيدة اليوم، وأريد أن أستمتع وأشعر بشعور رائع؛ فقد وضعني هذا الاختيار على المسار الذي أفضله، وعندما جلست للتأمل حددت النية للشعور بالرضى وعملت من أجل ذلك، وفي نهاية العشرين دقيقة المخصصة للتأمل بدأت أشعر بالتحسن، وبالانتقال إلى ممارسة اليوغا ذكَّرتُ نفسي بنيتي أن أشعر بالسعادة، وشغَّلتُ الموسيقى التي أستمتع بها وبدأت بالإحماء.

أنا لا أقول لا يجب أن تشعر بالحزن أو الغضب أو مجموعة كاملة من المشاعر، ومع ذلك عندما تبقيك الكيمياء الحيوية أو العادات المكتسبة محبَطاً لفترة طويلة جداً يمكن أن تكون التداعيات خطيرة، ومع وجود عدة أسباب للشعور بالفرح ومع مقدرتك على الاختيار أليس حريٌّ بك اختيار أن تكون سعيداً؟