7 أسباب لعدم شعورك بالسعادة

7 أسباب لعدم شعورك بالسعادة
(اخر تعديل 2024-03-11 05:14:14 )
بواسطة

يا ترى ما هو السبب أو المشكلة التي جعلت أغلب الناس تعساء؟

نشأت في مدينة "بروكلين" (Brooklyn) ورأيت دائماً في محطة مترو الأنفاق أكبر تجمُّع من الأشخاص التعساء؛ إذ لم أر أحداً منهم يبتسم قط، ومن خلال المواقف التي شهدتها في هذا المكان أدركت سبعة أسباب رئيسة تمنع الإنسان أن يكون سعيداً.

7 أسباب لعدم شعورك بالسعادة:

1. القلق:

رأيت سيدة متعبة تجلس على المقعد وتبدو عليها علامات القلق من خلال حاجبيها المُقطبين، كانت قلقة بشأن امتحان ابنها الذي ستتحدَّد من خلاله إمكانية قبوله في مدرسة ثانوية جيدة، وكانت قلقة من أن يضطرَ إلى دخول المدرسة القريبة من منزلهم ويتسكع مع رفاق السوء لينتهي به الأمر للتسرُّب من المدرسة والعمل بمهنة ذات أجر متدنٍّ.

يجعلك القلق ترى المستقبل بصورة سلبية وكأنَّه حقيقة، فتتملَّكك في الحاضر مجموعة من المشاعر السلبية؛ لكنَّ معظم المخاوف والمشكلات التي تسبِّب القلق للإنسان في الغالب لا تحدث؛ أي إنَّه يجلب لنفسه الرعب والخوف دون سببٍ وجيه.

الحل: يجب أن تسيطر على قلقك وتدرك أنَّ لا فائدة منه فحتى إذا واجهتك مشكلة، ولم تستطع حلها؛ فالقلق لن يفيد شيئاً وإن وُجِدَ حل فيجب أن تستثمر طاقتك في تنفيذه.

2. فقدان الإنسان القدرة على التحكُّم بحياته:

رأيت موظفاً في منتصف العمر يجلس على أحد مقاعد المترو مكتئباً بسبب تخفيض رتبته الوظيفية بعد فشل مشروعه للظروف الاقتصادية المتردِّية، ولأنَّه كان بحاجة إلى المال ليسدِّد أجار منزله لم يستطع ترك وظيفته واضُطر إلى القبول بالوضع الجديد.

من الصعب أن تكون سعيداً وكل الظروف حولك متناقضة لك، لكنَّ الشخص الذي يعيش بعقلية الضحية لن يكون سعيداً أبداً؛ لأنَّه يظن أنَّ ليس لديه أي تحكُّم بحياته، وأنَّ سعادته وتعاسته سببها عوامل خارجية وستجده دائماً يردد كلمة "لو أنَّ".

الحل: إذا أردت أن تكون سعيداً وقوياً يجب أن تتحمَّل مسؤولية كل جوانب حياتك ولا تسمح لأحد باتخاذ أي قرار يخصك بدلاً منك.

3. حمل الضغينة والحقد:

شاهدت مرة أحد طلاب المدرسة الثانوية في المترو وهو يتصفَّح هاتفه وفجأة بدت عليه علامات الدهشة والإحراج؛ وذلك بسبب مقطع فيديو له نشره أحد أصدقائه على مواقع التواصل الاجتماعي، وعندها بدت عليه الرغبة الواضحة في الانتقام.

هل تشعر عادةً بحقد تجاه أحد من عائلتك أو أصدقائك أو أشخاص غرباء؟

إنَّ الشخص الذي يحمل في قلبه الضغينة هو المتضرِّر الأول منها؛ لأنَّ من تَعدُّه عدوك وترغب في الانتقام منه، ليس لديه أية فكرة عن الأفكار البغيضة التي تحملها تجاهه أو الشيء الذي تنوي فعله، وفي الوقت ذاته أنت غير سعيد وتشعر بالغضب والإحباط الذي يؤثِّر سلباً في كل جوانب حياتك.

الحل: سامح وانسَ؛ فالنسيان شرط ليكون الغفران صادقاً.

بادر إلى ذلك بأقرب فرصة ممكنة، ولا تسمح لأحد أن يستفزَّ غضبك؛ لأنَّك بذلك تسمح له بالسيطرة عليك، وإنَّ أفضل طريقة لتنتقم من شخص وتكون سعيداً هي أن تجعله يدرك أنَّه لا يستطيع الوصول إليك أو التأثير فيك مجدَّداً.

شاهد بالفيديو: نصائح فعّالة لتزرع التفاؤل في حياتك

4. التشدُّد في اتباع القواعد الخاصة:

في إحدى المرات حضرت جدالاً بين سيدتين؛ لأنَّ إحداهما لم تسمح للأخرى بالنزول قبل أن تصعد هي للقطار، لقد تبادلتا الشتائم وبدت كل منهما مستاءة من الأخرى.

من أسهل الطرائق لتكون تعيساً ومستاءً هي أن تظن أنَّ على الجميع اتباع قوانينك ومعاييرك والالتزام بها؛ لذا حاول أن تتذكَّر آخر مرة كنت فيها غاضباً، غالباً ستكون بسبب مخالفة أحد ما لمعاييرك أو معتقداتك الراسخة.

الحل: يجب أن تدرك أنَّ القواعد التي تتبعها تخصُّك وحدك، ولا أحد سواك مُجبَر على اتباعها؛ فبعض التصرُّفات التي تُعدُّها وقحة ربما لا تكون كذلك من وجهه نظر الآخرين؛ لذا تقبَّل اختلاف العادات بينك وبين الآخرين وستلاحظ أنَّ مواقف كثيرة لم تَعُد مزعجة بالنسبة إليك.

5. المقارنة مع الآخرين:

انتظر أحد الشبان المجتهدين القطار في المحطة متعباً وقد بدا غارقاً في أفكاره، فبعد أن التقى بأصدقائه من أيام الجامعة وسمع عن التطور السريع لشركاتهم الناشئة بدأ يفكر ويقارن حياته ووضعه بهم، ويتساءل: "ما هو الخطأ الذي ارتكبه ولِمَ يحقق النجاح مثلهم؟".

يمكن للمقارنة مع الآخرين أن تشكِّل حافزاً للشخص، لكن بشرط أن يكون واثقاً بنفسه ولديه تقدير عالٍ لذاته، لكن ينتج عنها في أغلب الأحيان شعوراً بالإحباط والنقص؛ لأنَّها تنظر إلى جانب واحد فقط يكون عادة أفضل جانب لدى الشخص الذي نقارن أنفسنا به.

الحل: تقبَّل نفسك وتوقَّف عن المقارنة وإن كان لا بُدَّ فلتكن تلك المقارنة مع نفسك في الماضي لتكون كلَّ يوم أفضل من سابقه، وإذا كانت مع الآخرين فلتكن شاملة لكل الجوانب، فربما صديقك يلعب التنس أفضل منك؛ لكنَّك تتحدث الصينية أفضل منه.

6. تعقيد الحياة أكثر ممَّا يجب:

رأيت مرة رائد أعمال يجلس في زاوية القطار ويفكر في النمو البطيء لعمله الخاص على الرَّغم من الجهد الكبير الذي بذله واتِّباعه الطرائق الصحيحة في العمل، ومع ذلك المبيعات منخفضة؛ ولهذا شعر بالإحباط.

يمكن أن تكون السعادة بالنسبة إلى شخص هي تحقيق دخل وقدره 10 ملايين دولار، وبالنسبة إلى الآخر قد تكون بتحصيله قوت يومه، لكن فرصة هذا الأخير في تحقيق السعادة أكبر من الأول؛ لذا لا داعي لتعقيد الحياة أكثر من اللازم.

الحل: ضع تعريفاً للنجاح من وجهة نظرك، وليكن شيئاً تستطيع تحقيقه في الوقت الحاضر، ولا داعي لوضع أهداف بعيدة المنال أو صعبة جداً؛ فالحياة أقصر من أن تقضيها بعمل أشياء لا تحبُّها.

إنَّ النجاح برأيي هو أن أتبع شغفي بصرف النظر عن كمِّ المال الذي أجنيه فلو عُرِضت عليَّ إمكانية كسب مليون دولار في السنة مقابل التخلِّي عن العمل الذي أحب فلن أعُدَّ ذلك نجاحاً.

7. التشاؤم:

شابة تركض مسرعةً باتجاه القطار قبل أن يغادر وفجأة أُغلِقت أبوابه في وجهها فتنهَّدت بعمق وقالت: "دائماً يفوتني مَعادُ القطار" فرد أحدهم مواسياً: " توجد على الأقل قطارات تسير الليلة"، فنظرت له بازدراء.

عادةً ما تظهر لنا بكثرة الأشياء التي نبحث عنها أو التي نوجِّه نحوها تركيزنا، فمثلاً إذا رغبتَ في شراء شيء ما ستلاحظ وجوده في أماكن عدة وبصورة أكثر من السابق.

كذلك الأمر بالنسبة إلى طريقة التفكير فإذا ظننت أنَّ حظك سيئ ستبدأ بملاحظة أشياء سلبية كثيرة تحدث وعندها سيصبح من الصعب جداً أن تشعر بالسعادة.

الحل: انظر إلى الجانب المشرق دائماً، وقد يساعدك حس الفكاهة على أن تكون إيجابياً ومتفائلاً.

كن واعياً للأشياء الإيجابية التي تحدث لك، واكتبها حتى تساعدك على بناء قناعة أنَّك ذو حظ جيد لتواجه بها الأحداث السلبية عندما تقع.

في الختام:

كانت تلك لمحة سريعة عن أبرز أسباب فقدان الشعور بالسعادة والحلول المناسبة لها، وفيما يأتي تلخيص لتلك الحلول:

  • الابتعاد عن القلق.
  • تمكين النفس وتقويتها.
  • الغفران والنسيان.
  • المرونة والانفتاح في التعامل.
  • الابتعاد عن المقارنة.
  • وضع مفهوم خاص للنجاح.
  • التفاؤل.

تساعدك الحلول السابقة على أن تكون سعيداً، وهذا من حقك لتكون حرَّاً ومستمتعاً بحياتك.