8 نصائح لوضع خطة النمو والتطور الشخصي

8 نصائح لوضع خطة النمو والتطور الشخصي
(اخر تعديل 2024-04-11 06:21:15 )
بواسطة

يقول الكاتب "توني روبنز" (Tony Robbins): "تتحقق المكاسب بالعمل لا بالنيات"؛ أي لن تتمكن أبداً من التغلب على تحديات نموك الشخصي بمجرد التفكير فيها، لذا ضع خطة للنمو والتطور الشخصي تتألف من خطوات قابلة للتنفيذ، ومن ثم تغلَّب على أي عقبة في طريق أهدافك، وبالعمل الدؤوب والتفاني، تُحقق نموك الشخصي.

ما هي خطة النمو الشخصي؟

خطة النمو والتطور الشخصي هي خطة مصمَّمة لتشمل حياتك كلها وتبدأ بتحديد هدفك، فما الذي سيجلب لك أكبر قدر من السعادة في الحياة؟

لتحقيق هذا الهدف عليك تحديد العادات التي تحتاج إلى اكتسابها، والمهارات والمعرفة التي عليك إتقانها، واتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هدفك.

لا يُعَدُّ النمو الشخصي ضروريَّاً لأولئك الذين يشعرون بالعجز أو تواجههم عقبة كبيرة يريدون التغلب عليها فحسب، فالجميع يستفيدون من وضع خطة للنمو الشخصي، ويعدُّ تعلم كيفية مواصلة نموك الشخصي أمراً ضرورياً لبناء الثقة وتحقيق أهدافك والشعور بالرضى، وإذا لم تتطور، فستبقى مكانك طوال حياتك.

تحديد تحديات النمو الشخصي:

الخطوة الأولى لتحديد أهداف النمو الشخصي هي تحديد ما يهمك في حياتك، فماذا تعني لك خطة النمو والتطوير الشخصي؟ وهل تعني تعزيز قدرتك في التواصل مع شريك حياتك؟ أم تعني تحقيق النجاح المهني؟ وهل ترغب في اعتماد نظام غذائي صحي لتحسين مظهرك ولياقتك البدنية أم تريد تعزيز قدرتك في إدارة أموالك؟

بصرف النظر عن تحديات النمو الشخصي التي تواجهها، ثمة طريقة لتحقيق أهدافك، ويختلف مفهوم النمو والنجاح من شخص لأخر، ولكن تتناول خطط النمو الشخصي عادةً أربعة مجالات من الحياة: المهني والعلاقات والصحة الذهنية والجسدية، وضمن هذه المجالات يمكنك تخصيص أهدافك بطريقة تتوافق مع حياتك الخاصة؛ لضمان استمرارك في النمو.

1. الأهداف المهنية:

تتضمن الأهداف المهنية أهدافاً قصيرة وطويلة الأمد لحياتك المهنية وتحتوي على خطوات قابلة للتنفيذ ومواعيد نهائية محددة، وعلى سبيل المثال تريد ترقية خلال عام لتصل إلى منصب معين في غضون خمس سنوات، ومن ثم تبدأ نشاطك التجاري الخاص في غضون عشر سنوات؛ إذ تشمل هذه الأهداف أيضاً التطوير المهني مثل الشهادات وحضور المؤتمرات.

2. أهداف العلاقة:

قد تعني أهداف العلاقة العثور على الحب إذا لم تكن متزوجاً، أو تعزيز علاقتك مع شريك حياتك الحالي، وإذا كنت تبحث عن الحب، فعليك تحديد مواصفات شريك حياتك المثالي والعثور عليه، والتغلب على معتقداتك المقيدة، وإذا كنت متزوجاً، فقد يكون هدفك إحياء الحب من جديد أو العثور على طريقة تنهي حالة الجدل بينكما.

3. الصحة الذهنية:

تعني الصحة الذهنية اكتساب مهارات جديدة والحفاظ على حماستك لمواصلة التعلم دائماً، لذا قد تختار قراءة رواية طويلة لم تتسنَّ لك قراءتها من قبل، أو تعلُّم العزف على البيانو، أو حل الكلمات المتقاطعة كل يوم.

4. الصحة البدنية:

تعدُّ الصحة البدنية إحدى أشيع مجالات التحسن في خطة النمو الشخصي، وظاهرياً هدفك هو إنقاص وزنك أو بناء عضلاتك، ولكن عليك التعمق أكثر، لذا لتحسين صحتك؛ عليك عيش نمط حياة صحي يمنحك الطاقة والحيوية لتحقيق أهدافك الأخرى.

شاهد بالفديو: 7 خطوات لبناء خطة نمو شخصي

فهم أنواع خطط النمو الشخصي:

توجد عدة أمثلة لخطط النمو الشخصي، ولكن سنقسمها في مقالنا هذا إلى سبعة أنواع:

1. المهارات الشخصية:

قد تكون مهاراتك الشخصية مهاراتٍ فطرية، أو مهاراتٍ تعلمتها واكتسبتها، ولكي تتفوق في جميع مجالات حياتك، يجب أن تفهم أي من مهاراتك هي الأقوى وأيُّها تحتاج إلى تحسين وتطوير.

2. التنمية الذاتية:

يتطلب النمو التطور؛ وذلك من أجل تحقيق أهداف العمل أو العلاقات أو الحياة أو أهداف الصحة البدنية، لذا يجب أن تطور شخصيتك وتعزز معرفتك وتواظب على النمو.

3. القوة الشخصية:

جزء من قوتك الشخصية هو السلطة التي تمنحها للآخرين، لذا إذا كنت تريد النمو، فعليك استعادة هذا الجزء؛ لذلك لا تسمح للآخرين بالتحكم فيك.

4. التحسين الشخصي:

يجب عليك الحفاظ على عقلية إيجابية والعمل الجاد؛ وذلك لتحسين حياتك، ويعتمد أي نمو على التحسن الشخصي، وإذا لم تعمل بجدٍّ لتصبح شخصاً أفضل، فلن تحقق أهدافك أبداً.

5. التمكين الشخصي:

لا علاقة للقوة الفريدة التي تراها في نفسك بنظرة الآخرين إليك، لذلك امنح القوة لشخصيتك بطريقة التمسك بصورة إيجابية عن ذاتك، واعثر على طريقة ممتعة للتعبير عنها.

6. التحليل الشخصي:

يتطلب التحليل الشخصي التعامل بجدية مع نقاط قوتك وضعفك، فلا يوجد أحد يجيد كل شيء، لذا كن صادقاً عندما يتعلق الأمر بتحليل نقاط ضعفك وما يمكنك فعله لإجراء تحسينات.

7. الأهداف الشخصية:

يعدُّ تحديد الأهداف الشخصية أمراً ضرورياً لإحداث التغيير وتحقيق الأهداف، لذا لن يحقق لك الطموح أي شيء دون تحديد النتائج المنشودة.

الآن إليك 8 نصائح لوضع خطة النمو والتطور الشخصي:

1. حدِّد ما تريده من النمو الشخصي:

الخطوة الأولى في وضع خطة النمو الشخصي هي التفكير فيما تريد تحقيقه، لذا اسأل نفسك هذه الأسئلة: ما هي النتائج التي ترجو تحقيقها؟ وما هي النتيجة النهائية التي تسعى إلى الوصول إليها؟

عليك توضيح ما تريده من خطة النمو والتطور الشخصي، فهل ترغب في الحصول على ترقية في وظيفتك؟ أم في توطيد علاقتك مع شريك حياتك؟ أم تعزيز قوتك وصحتك؟

مهما كان هدف النمو الشخصي، حدِّده، وبمجرد أن تُكوِّن نتيجةً واضحةً في ذهنك، فكِّر في الأسباب وراء الهدف.

للوهلة الأولى، قد تعتقد أنَّ السبب هو أنَّك تريد أن تشعر بالرضى تجاه نفسك أو تجد طرائق لبناء نفسك، فهذه كلها عوامل هامة، ولكن لكي تحقق أعلى مستوى من النمو عليك أن تتعمق قليلاً.

2. اكتشف السبب الأعمق:

لفهم كيفية مواصلة نموك الشخصي، عليك التفكير في السبب الأكبر، فهل تريد ترقية حتى تتمكن من إعالة أسرتك على وجه أفضل؟ وهل سيؤدي إحياء الحب مجدداً مع شريك حياتك إلى قدر أكبر من السعادة والإنتاجية في حياتك؟ وهل ستسمح لك صحتك ولياقتك البدنية بردِّ الجميل لمجتمعك كما ترغب؟

عندما تدرك أنَّ دافعك يتخطى حدود نفسك، ستشعر بمزيد من التشجيع للاضطلاع بالمهمة التي بين يديك والالتزام بخطة النمو الشخصي، لذا يجب أن تكون أسبابك واضحةً ومقنعةً، ويجب أن تساعدك على التركيز في التغيير الذي سيحدثه نموك الشخصي في أسلوب حياتك، وعندما تفعل ذلك، فإنَّك لن تدفع نفسك نحو الهدف؛ بل سيشدك الهدف إليه.

3. حدِّد العراقيل في خطة نموك الشخصي:

عليك الآن إلقاء نظرة على ما يعترض طريقك؛ إذ يرى معظم الناس التحديات عراقيل تمنعهم من متابعة خطة النمو الشخصي، في حين أنَّها في الواقع فرص يمكن استثمارها؛ لذلك ألقِ نظرة على العراقيل التي تقف في طريقك، وانظر كيف يمكنك إزالتها، أو إعادة صياغتها واستخدامها لتقريبك من أهدافك.

من السهل أن تصدق أنَّ عدم الحصول على شهادة علمية متقدمة في مجال عملك يمثل عائقاً أمامك، ولكن عندما تكون صادقاً مع نفسك ربما تكتشف عراقيل خفية في طريقك، وربما ليس لديك شغف في مجال عملك.

يشجعك هذا التحدي في الواقع على اتخاذ مسار مختلف واستكشاف مهنة تشغف بها، لذا ليس عليك الاختيار بين الشغف والربح؛ فعندما تصغي إلى حدسك، سيمكنك الحصول على كليهما.

4. احصل على الأدوات اللازمة والكوتشينغ:

لا بأس في طلب المساعدة؛ لأنَّ الاعتراف بعدم قدرتك على إنشاء خطة نمو شخصي بمفردك ليس فشلاً؛ إذ يلجأ العديد من أنجح الأشخاص في العالم إلى الأدوات والاستراتيجيات الخارجية عندما يشرعون في طريقهم نحو النمو الشخصي، لذلك اقرأ أفضل كتب النمو الشخصي، ومن ثم انتقل إلى القصص أو الاقتباسات الملهمة أو استعن بخدمات منتور، ويمكنك أيضاً الاستعانة بمدرب النمو الشخصي لمساعدتك على توضيح خطتك ووضع أفضل استراتيجية لتحقيقها، وإذا لم تعثر على منتور، فاختر شخصاً يعجبك وادرس خياراته.

يقول "توني روبنز": "إذا كنت تريد النجاح، فابحث عن شخص حقق النتائج التي تريدها، وافعل ما فعله وستحقق نفس النتائج"؛ كيف حقَّق النجاح؟ وكيف تعامل مع مسؤولياته اليومية؟ وما المسار الذي سلكه للنمو الشخصي؟

ستتمكن باستخدام الأدوات التي استخدمها والتعلُّم من نجاحه من شق طريقك نحو النجاح سواء كان هذا شخصاً مشهوراً أم أحد أقربائك.

5. احرص على توافقك مع أهداف النمو الشخصي:

لا يقتصر النمو الشخصي على تحديد الأهداف ومن ثم العمل الجاد لتحقيقها؛ إذ يعاني كثير منا من صراعات داخلية تؤدي إلى التخريب الذاتي، لذا يجب علينا أولاً حل هذه الصراعات والتوافق مع أهدافنا قبل أن نتمكن من اتخاذ الخطوة التالية نحو خطة نمونا الشخصي، ويساعدك التزام قانون الجذب على تحقيق هذا التوافق، وبعد تحقيق هذا التوافق، ستجد نفسك تتخذ الإجراءات التي تؤدي إلى النجاح، وستركز على ما تريده وتعرف في قرارة نفسك أنَّك تستحق أن تتمتع بالنمو الشخصي والحياة الناجحة التي تسعى لتحقيقها.

6. اكتب كل شيء:

يصعب تتبع خطة النمو الشخصي ذهنياً؛ إذ من السهل في هذه الحالة أن تطرأ عليها تغييرات وتعديلات بسيطة تمنعك من تحقيق أهدافك، لذا عندما تكتب خطتك يكون لديك دليل مرئي على خطتك الأصلية، ويمكنك إعادة قراءتها عدة مرات حسب حاجتك؛ إذ تساعدك كتابة خطتك وتتبع تقدمك على زيادة التركيز والحد من المشتتات.

العالم مليء بالمشتتات التي قد تصرف انتباهك عن خطتك، والخطة المكتوبة تعيدك إلى المسار الصحيح في حال تأثرت في هذه المشتتات.

7. احتفِ بنجاحاتك:

لا تنتظر تحقيق كل أهدافك لتحتفي بها، فعندما تحرز تقدماً في أي جزء من خطة نموك الشخصي، عبِّر عن تقديرك لذلك عن طريقة ممارسة الرعاية الذاتية، مثل تخصيص الوقت لهواياتك المفضلة، أو إخبار شخص آخر على دراية برحلة نموك الشخصي بالتقدم الذي أحرزته، فيزيد هذا من ارتباطك بالهدف ومن إحساسك بالإنجاز، وعلى الرغم من أنَّ الطريق إلى التغيير يبدو طويلاً في البداية، فإنَّك ستشعر بالإلهام للاستمرار عندما تتابع نموك الشخصي وترى إنجازاتك، لذا احتفِ بالأهداف المرحلية الصغيرة في رحلة نموك الشخصي، ولا تدع عقبة صغيرة في طريقك تصيبك بالإحباط، وقدِّر الجهد الذي تبذله واستمر في خطتك.

شاهد بالفديو: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

8. اختر شريكاً للمساءلة:

حمِّل نفسك مسؤولية أهداف النمو الشخصي عن طريقة إخبار صديق مقرب أو أحد أفراد أسرتك بانتظام عن التقدم الذي تحرزه، ويمكنك أيضاً الاستعانة بخدمات مدرب صحة أو أي شريك مساءلة مهني؛ لمساعدتك على البقاء على المسار الصحيح وتعديل خطتك عند الضرورة، ويفيدك أيضاً التعاون مع شخص آخر يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة، ويسمح لكما هذا بمساءلة كل منكما للآخر ودعمه وتشجيعه.

في الختام:

لدى كل شخص القدرة على تحسين حياته، وسواء كنت تسعى إلى مزيد من الإنجاز في حياتك الشخصية أم المهنية، فإنَّ الخطوة الأولى هي الالتزام بخطة النمو والتطوير الشخصي، ومع خطة النمو هذه لن تضطر إلى مقارنة نفسك بالآخرين، ومن ثم يتضح السبب الحقيقي وراء رغبتك في التغيير، وكما يقول "توني": "إذا فعلتَ ما تفعله دائماً، فسوف تحصل على ما تحصل عليه دائماً"؛ لذلك ابدأ في إجراء تغييرات في حياتك اليوم، وسترى قريباً النتائج التي لطالما رغبتَ في تحقيقها.