قصة قبل النوم

قصة قبل النوم
(اخر تعديل 2023-06-08 00:32:42 )
بواسطة


يحكى أنه في قرية صغيرة كان يعيش راعٍ يرعى أغنامه كل يوم ويأخذها إلى الجبال الجميلة الخضراء حتى ترعى وتأكل العشب، وفي المساء يعود إلى منزله ليرتاح. وفي يوم من الأيام وبينما كان الراعي مع أغنامه شعر بالملل الشديد، فخطرت له فكرة ليُمازح أهل القرية، فذهب إليهم يطلب المساعدة وبدأ يصرخ: ساعدوني ساعدوني، إنه الذئب قادم يريد أن يأكل أغنامي.

نةالنليتيغفيغ

أسرعَ سكان القرية لمساعدته ولإنقاذ الأغنام من الذئب، وعندما وصلوا إليه لم يجدوا شيئًا واكتشفوا أنّ الراعي كان يمزح معهم، فعادوا إلى أشغالهم منزعجين من مزاحه وكذبه، وقد كرر ذلك معهم أكثر من مرة، وفي يوم من الأيام بينما كان الراعي في الجبل كالعادة ظهر ذئب كبير وهاجم الأغنام وبدأ يأكلها واحدة تلة الأخرى.


خاف الراعي وأسرع إلى القرية يركض ويصيح يطلب المساعدة، لكن أهل القرية لم يهتموا لصراخه بعد أن عرفوا كذبه من قبل، ولم يذهب أحد لمساعدته، فرجع الراعي إلى أغنامه ولم يجد أي واحدة منها، فقد أكلها الذئب كلها.


حين علم أهل القرية بالأمر أخبروه أنّ كذبه في المرات السابقة منعهم من تصديقه في هذه المرة التي كان فيها بحاجة إلى المساعدة الحقيقية.، وبذلك خسر الراعي عمله كما خسر ثقة أهل القرية فيه، وتعلم درسًا قاسيًا، وعرف أن الكذب نتائجه سيئة، وأن من يكذب مرة ولو مزاحًا فلن يصدقه أحد بعدها.


في نهاية الأسبوع، قررت عائلة رامي الذهاب في رحلةٍ إلى الريف، فَرِحَ رامي وأخته ندى بهذا الخبر كثيراً، وانطلقا سريعاً لتحضير حقائب الرحلة، وفي الصباح اتجهت العائلة إلى الريف، ولدى وصولهم أخذ رامي يتجول سعيداً بين الحقول والتلال للعب واكتشاف المكان، وبعد مُدّةٍ قصيرة أصبح يظهر تارَةً ويختفي تارةً أخرى، استغرب والِداه قليلاً؛ لكن لم يُعيرا الأمر اهتمامًا.


حان وقت الغداء وجلس رامي برفقة عائلته إلى الطعام، اقترب رامي من أخته ندى وأخذ يحدِّثُها بهمس كي لا يسمعه أحد، ابتسمت ندى وبدأت تملأ صحنها بالخضار وذهبت مَعهُ إلى خلف التَّلة، اندهش والداهما ممَّا يفعلان، فتتبَعَاهما خِلسَةً.


اختفى رامي وأخته ندى عن نظرِ والديهما فشعرا بالخوف، وفجأةً شاهدهما الأب وهما يدخُلان إلى الكهف، وركضَ مسرعاً خوفاً من أن يُصيبَهما مكروه، وعندما دخل خلفهما اندهش ممّا رأى! حيثُ كان رامي وندى يضعان الخضار للأرنب وأولادها ليأكلوا، اقترب منهما وشكرهما على ما فعلوه، لكن حذرهما بأن يُخبِراه في المرةِ القادمة؛ كي لا يلحق بهما أيُّ أذى.


كان هنالك في آخر الحي منزل صغير، تسكن فيه امرأة تُدعى أمل مع أبنائها الثلاثة، وفي كل صباح تخرج إلى العمل وتترك أبناءها وحدهم في البيت، وفي المساء تعود وتجلب معها الطعام، فتقف أمام الباب وتبدأ بالغناء: يا عصفورة صغيرة صغيرة، ماما معها أكلات كثيرة؛ ليعرف الأولاد أمهم من صوتها ويفتحوا لها الباب، وهكذا كل يوم.


وفي يومٍ من الأيام تأخرت الأم في العودة إلى المنزل، وكان الأولاد ينتظرونها، وفجأة دُقَّ باب البيت، فصاح الابن الأكبر مَن في الباب؟ لم يُجِبْ أحد، وبعد دقائق سمعوا أحدهم يُغني خلف الباب، قال الابن الأصغر فرحاً: إنّها أمي قد عادت ومعها الطعام، فقال الابن الأكبر: لا، هذا ليس صوت أمي، لا تفتح الباب.


لم يُصغ الأخ الأصغر إلى أخيه وفتح الباب، وإذ برجل غريب، فصاح الأطفال يا للهول من هذا، هجم عليهم الرجل الغريب وأراد سرقتهم، فبدؤوا بالصراخ والبكاء وطلب النجدة؛ لكن لم يسمعهم أحد، وفجأة وصلت الأم، فخاف الرجل الغريب وهرب بسرعة، تجمع الأولاد حول أمهم، وقالت: ألم أحذركم من فتح الباب للغرباء؟ فاعتذر الأبناء من والدتهم ووعدوها بعدم تكرار الأمر.