قصة للأطفال

قصة للأطفال
(اخر تعديل 2023-06-08 00:33:28 )
بواسطة

في قرية صغيرة في سفح الجبل كان هناك راعٍ للأغنام يُسمى سليم، وكان سليم يرعى أغنام القرية يومياً، ففي كل صباح كان سليم يأخذ الأغنام إلى الجبل كي تأكل العشب، وترتع هناك، ثم يعود بها في المساء إلى القرية.

وفي يوم من الأيام شعر سليم بالملل، فأراد أن يُرفّه عن نفسه بالمزاح مع أهل القرية، فأخذ يصيح ويستغيث قائلاً: النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم، فهرع إليه أهل القرية كي ينقذوا قطيع الأغنام، ولكنهم اكتشفوا أنّ سليم كان يكذب عليهم، فعادوا إلى القرية منزعجين.

وبعد أيام أعاد سليم الكرّة، فأخذ يصيح قائلاً: النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم، فجاء أهل القرية بسرعة، ولكنّهم لم يجدوا الذئب عند وصولهم، فغضبوا من سليم، وصاروا يلقبونه بالكذّاب، وذات يوم، بينما كان الراعي في الجبل، إذا بذئب ضخم يظهر من بين الصخور، ويهجم على الأغنام ليفترسها، فصاح سليم طالباً النجدة من أهل القرية: النجدة! النجدة! ساعدوني! هناك ذئب يريد افتراس أغنامكم..النجدة!

ولكن في هذه المرة لم يأتِ أحد لنجدته، فقد ظن أهل القرية أنّ الراعي يمزح من جديد، وهكذا استطاع الذئب أن يفترس الخراف، فخسر سليم عمله وثقة أهل القرية فيه.

في يوم من الأيام مرِض ملك الغابة مرضاً شديداً جعله لا يقوى على الخروج من عرينه، ومكث على هذا الحال كثيراً، حتى نفد منه الطعام والشراب، ففكر في حيلة مخادعة حتى يتمكّن من خلالها من توفير الطعام اللازم لنفسه، فدعا كل حيوانات الغابة إلى عرينه، وأعطاهم الأمان والحماية، وطلب منهم زيارته يومياً.

وكان يزور الأسد كل يوم فصيلة مختلفة من الحيوانات، فمرةً الخراف ومرةً الأرانب ومرةً الغزلان، وكانت جميع الحيوانات تلبّي النداء، وعندما جاء دور الثعالب - والتي تمتاز بالذكاء والمكر- اتجهت نحو عرين الأسد، ولكنّها لاحظت قبل دخولها أنّ آثار أقدام الحيوانات التي تدخل على الأسد المريض لا أثر لها عند الخروج، فانتبهت لذلك، ونبهّت بعضها البعض، فنجت بذكائها من الأسد المخادع.

في يوم من الأيام جلس الأب مع أطفاله سمير وسعيد وفارس، وكان يريد أن يعلمهم درساً جديداً ومفيداً، فجاء الأب للأطفال بثلاث بيضات، وطلب من كل واحد منهم أن يأخذها ويخبئها في مكان لا يرى فيه البيضة أحد، فبدأ كل طفل يبحث عن مكان يخبّئ به البيضة، فذهب سمير إلى غرفة الجلوس، وأغلق الباب على نفسه، ووضع البيضة تحت الأريكة، دون أن يشعر به أحد.

خرج سعيد إلى الحديقة، وخبّأ البيضة في أحد الأصص بحيث لا تُرى بسهولة، ثم عاد كلٌّ من سمير وسعيد لوالده، وأخبروه أنّهم فعلوا ما طُلب منهم، ولكنّ فارس لم يعد حتى تأخر الوقت، وقلق الأب عليه، وبعد مرور بعض الوقت، دخل فارس إلى المنزل ومعه البيضة، فتعجّب الأب وسأله: لماذا لم تخبّأ البيضة كما طلبت منك؟

فردّ فارس: كلما ذهبت إلى مكان وجدت أنّ الله يراني، ويسمعني فيه، فلم أستطع أن أخبئها في أي مكان يا أبي، ففرح الأب بإجابة ابنه فارس وقال له: صدقت يا فارس، فالله يرانا ويسمعنا في كل مكان، ولا يخفى عليه أي شيء.

في ظهيرة أحد الأيام الحارة، وفي قرية صغيرة كان هناك غراب عطشان يبحث عن الماء، ليروي به ظمأه، وكان هذا الغراب يبحث هنا وهناك، لكن دون جدوى، ومن شدة تعبه وقف فوق جذع شجرة ليستريح قليلاً، وبعد برهة من الزمن، لاحظ وجود جرّة، فطار باتجاهها ليكتشف ما بداخلها، وعندما دنا منها، ونظر بداخلها وجد فيها ماءً، ففرح الغراب العطشان فرحاً شديداً، وأراد شرب الماء، لكنه لم يستطع؛ لأنّ الماء قليل، وكان في قاع الجرة.

فكّر الغراب ملّياً، ثمّ وجد حلاً، تلفّت يمنة ويسرة بحثاً عن بعض الحصى، فالتقطها بمنقاره الواحدة تلو الأخرى، ووضعها في الجرة، وإذا في الماء يصعد شيئاً فشيئاً، فَرِح الغراب وروى ظمأه، ثم طار بعيداً بكل فرح وسرور.