اختيار الوقت المناسب للتخلي عن شيء ما وتقليل

اختيار الوقت المناسب للتخلي عن شيء ما وتقليل
(اخر تعديل 2024-04-09 06:28:15 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تحديد الوقت المناسب لتقليل الخسائر والتوقف عن القيام بأمر ما.

أنت تعلم أحياناً أنَّك بحاجة إلى تجاوز المصاعب المؤقتة أو الشعور بعدم الراحة للوصول إلى حيث تريد، ولكن أحياناً تشعر وكأنَّك تسعى وراء هدف أو نتيجة لا قيمة لهما، وأنَّك فقدتَ اهتمامك وحماستك، وتريد الاستسلام فقط، ولكن ما يمنعك غالباً هو الوقت أو المال أو الطاقة التي استثمرتها بالفعل في هذا النشاط، وقد يكون نشاطاً بسيطاً، مثل:

  • قرأتَ 100 صفحة من رواية مملة، ولكنَّك ترى أنَّ عليك متابعة القراءة حتى النهاية.
  • اشتريتَ علبة بسكويت رديئة، ولكنَّك لا تريد إضاعة المال؛ لذلك قررت أن تأكلها كلها.
  • لقد بدأت في كتابة قصيدة ثم فقدت الإلهام، وقضيت 3 ساعات في كتابتها، وتشعر أنَّه سيكون الاستسلام مضيعة للوقت الآن، أو قد يكون نشاطك هاماً، بحيث يُحدِث الاستسلام فيه تغييراً كبيراً في حياتك.
  • ربما كنت تتبع مساراً وظيفياً معيناً مدة ست سنوات، وبمرور الوقت يزداد شعورك بأنَّه لا يناسبك.
  • تدهورت علاقتك مع صديقك أو صديقتك بعض الوقت، ولكنَّكما كنتما معاً مدة ثلاث سنوات.
  • لقد قضيت معظم الأمسيات على مدار السنوات الأربع الماضية في هواية ما، ولكنَّك بدأت تفقد الاهتمام بهوايتك وتتمنى لو تستطيع استعادة كل ذلك الوقت الضائع.
  • استغرقت سبع سنوات في كتابة رواية وحصلت على تغذية راجعة جيدة من الأصدقاء، ولكنَّك عندما تُعيد قراءتها لا تجدها جيدة، وتشعر بأنَّك سئمت من العمل عليها، ولكنَّك لا تريد أن تضيع كل الوقت الذي قضيته في كتابتها.
  • لقد أنفقت مالك على حبوب الفيتامينات والمكملات الغذائية، ولكنَّك لم تلاحظ أي فرق حقيقي بعد ستة أشهر، ويخبرك أحد خبراء التغذية بأنَّك لست بحاجة إليها حقاً، لذا تفكر في الاستسلام والتوقف عن شرائها، ولكن هذا يعني اعتراف منك بأنَّك أهدرتَ مئات الدولارات عليها.

إذا كان نشاطك بسيطاً أو على درجة كبيرة من الأهمية، لا تلتزم به بسبب الوقت أو المال الذي استثمرته، فقد ضاع هذا الوقت أو المال ولن تستعيد أياً منهما أبداً، ومع ذلك ما يمكنك استرداده؛ هو الوقت المستقبلي أو المال الذي كنت ستنفقه على شيء لا تريده حقاً.

التوقف عن ممارسة النشاطات الترفيهية التي لم تعد ممتعة:

عندما كنت مراهقةً، كنت أقضي عدة ساعات كل يوم في ممارسة لعبة على الإنترنت، وعندما أدركت في النهاية أنَّ اللعبة أصبحت أقل تفاعلاً وأنَّني كبرت وتغيرت اهتماماتي كنت مترددةً في الانسحاب، وشعرت أنَّني قضيت كثيراً من حياتي على هذه اللعبة والتوقف عنها يعني بأنَّني أضعت وقتي عليها، ولكن ما أدركته هو أنَّه لا جدوى من إضاعة مزيد من الوقت عليها، وأفضل وقت للاستسلام؛ هو عندما تدرك أنَّك لا تكسب ما يكفي لتبرير الوقت أو المال الذي تنفقه، وبأنَّ الوضع لن يتحسن أبداً.

تتغير اهتماماتك بصورة طبيعية مع مرور الوقت، وأحياناً قد يعني التغيير في الظروف أنَّ أمراً ما كان ممتعاً من قبل والآن أصبح مملاً، فلا تتمسك بأشياء لمجرد أنَّك التزمت بها لفترة طويلة في الماضي، فأنت تستطيع التوقف في أي وقت، وإذا كنت قد شاهدت ثلاثة مواسم من برنامج تلفزيوني معين وكنت تشعر بالملل، فلا تجبر نفسك على مشاهدة الموسم الرابع لمجرد أنَّك شاهدت المواسم السابقة، وإذا قرأت نصف رواية ووجدت أنَّك تحتاج إلى بذل جهد كبير لمتابعة القراءة، فتوقف فقط.

شاهد بالفديو: نصائح من الدكتور ابراهيم الفقي لحياة أفضل

ترك وظيفة لا توجد فيها فرصة للتقدم:

يروي الكاتب "تيم فيريس" (Tim Ferriss) قصةً رائعةً في كتابه "4 ساعات عمل في الأسبوع" (The 4-Hour Workweek)، والتي تصف المحاولة الفاشلة لصنع أكبر كعكة من الجبنة خالية من الكربوهيدرات وتناولها فيما بعد: "هذه الوصفة الجديدة، ستتذوق فيها طعم الجبن السائل الممزوج بالماء البارد وحوالي 600 عبوة من السكر، ولقد أهدرت يوماً كاملاً وكثيراً من المكونات، لذا عليَّ تناولها، وبالتأكيد قد تجد الأمر غبياً، ولكنَّ هذا مثالاً صغيراً عما يفعله الناس على نطاق أوسع مع الوظائف طوال الوقت، وهو المعاناة الذاتية التي يمكننا تجنبها".

ربما وجدت عملاً مباشرةً بعد تخرجك من الجامعة، وأدركت فيما بعد بأنَّه ليس مناسباً لك حقاً، وسواء أدركت هذا بعد شهر أو عام أو مضى نصف عمرك، فلا مشكلة في ترك الوظيفة، لذا لا تستمر في جعل نفسك بائساً لمجرد أنَّك تشعر أنَّ كل البؤس الذي عشته في الماضي سيضيع سُدى.

كن أنت المسؤول عن قرار ترك وظيفة لا يمكنك أن تحرز فيها أي تقدم، وقد تكون لديك فرص عديدة للترقية داخل مكان عملك، ولكن إذا لم تكن أي من تلك المناصب تثير اهتمامك، فقد حان تقديم استقالتك.

لا شيء يضيع سدى:

ما يواسيني عند التقليل من خسائري والتخلي عن نشاط ما؛ هو أنَّني أتذكر أنَّه لا يوجد شيء مُهدر، ويمكنك دائماً استخلاص شيئاً جيداً:

  • قد يكون النشاط الترفيهي الذي ترفضه الآن لأنَّه هروب من الواقع ومضيعة للوقت قد ساعدك خلال فترة صعبة على حياتك.
  • ربما اكتشفت جانباً من شخصيتك لم تكن تعرفه بفضل هذه العلاقة الفاشلة.
  • الوظيفة التي لم تساعدك على إحراز أي تقدم قد علمتك بعض المهارات المفيدة حتى لو لم تكن مرتبطة مباشرة بالعمل.
  • من المحتمل أن تتعرف إلى أصدقاء جدد في حياتك عندما تمارس نشاطاً ما.

في الختام:

لقد تعلمت شيئاً عن نفسك بالتأكيد، وربما علمتك محاولتك الفاشلة في العمل المستقل أنَّك تحتاج إلى بيئة عمل مكتبي حتى تتمكن من العمل بفاعلية، وربما أقنعتك كل تلك الروايات التي لم تكملها بأنَّك لن تستمتع أبداً بالروايات التاريخية، على الرغم من أنَّ أصدقاءك غالباً ما يوصونك بها.

ما هي النشاطات التي تشارك فيها حالياً وترغب في التوقف عنها؟ ولماذا أنت ملتزم بها؟ هل لأنَّك ستكسب شيئاً ما في النهاية أم بسبب شعور مضلل في أنَّك لا تريد أن تضيع الوقت أو المال الذي استثمرته بالفعل؟