كيف ترعى العقل والجسد والروح؟

كيف ترعى العقل والجسد والروح؟
(اخر تعديل 2024-03-08 04:42:13 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إيرن فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن العناية بالعقل والجسد والروح.

الذات الحقيقية:

أود أن أقدِّم لكم نظرة غير مألوفة عن الواقع، وفي غضون 5 دقائق، الوقت الذي تستغرقه لقراءة هذه المعلومات واستيعابها، سأقدم لك وجهة نظر بديلة للحياة ربما لم تفكر بها من قبل، وسأشرح فوائد الربط بين العقل والجسد والروح.

لقد كتبت كثيراً عن الصلة بين العقل والجسد والروح في الآونة الأخيرة، حتى إنِّي ألَّفت كتاباً بعنوان "القدرة على التعامل مع الحياة" (The Power to Navigate Life) يوجز كيفية دمج هذه الجوانب، وأرى أنَّ التصالح مع هذه العناصر أمر حيوي لعيش حياة صادقة.

عندما أتحدث عن الصدق، فإنَّني أشير إلى العيش في وئام مع طبيعتك الحقيقية، فعندما تعي الغاية الأساسية من وجودك في الحياة، فإنَّك تتجاوز القيود المفروضة عليك؛ إذ تكمن الحياة الحقيقية في لحظات الإلهام، وليس العمل الجاد.

للحياة معنى وهدف، ووجودك فيها ليس عبثاً، فعندما تهتم بالعقل والجسد والروح، فإنَّك تحقق النجاح والسعادة وتعيش حياتك على أكمل وجه دون أن تسمح للخوف واليأس بالتأثير في صحتك العقلية والجسدية والعاطفية؛ أي إنَّك تعلو وتسمو فوق أي قيد؛ إذ ترتبط أفكارك وعواطفك مع روحك بعلاقة عميقة الجذور تنسجم مع هدف حياتك.

لتعرف ذاتك الحقيقية، دع فطرتك توجِّه نموك الشخصي، وطوال فترة طفولتك وبعد بلوغك، ربما نسجت حكاية خيالية في ذهنك بناءً على ذاتك التي كنت تظن أنَّها حقيقية، وربما رسمت صورة مشوهة عن حياتك بتعزيز هذه المعتقدات: "أنا لست جيداً ولا موهوباً ولا أستحق الحب"، فعليك نبذ هذه المعتقدات لأنَّها لا تعبِّر عن ذاتك الحقيقية.

"سوف تتضح رؤيتك فقط عندما تنظر إلى قلبك، فمن ينظر إلى الخارج، يحلم، ومن ينظر إلى الداخل، يصحو". - عالم النفس "كارل يونغ" (Carl Jung).

شاهد بالفيديو: كيف لا تخسر ذاتك؟ مكوّنات الثروة الحقيقية للإنسان

التأني والثبات:

لتعيش حياتك بسلام، عليك الاهتمام بالعقل والجسد والروح، فإذا كنت تهتم بجسدك على سبيل المثال، كما يفعل كثير من الناس، فإنَّ سعادتك تخضع لمظهرك الخارجي، ثم ماذا يحدث لصورتك الذاتية عندما يشيخ جسدك، أو عندما تمرض؟ لهذا السبب، يخطئ كثير من الناس عندما يربطون قيمتهم بمرضهم أو جسدهم الذي أنهكته الشيخوخة.

بالمثل، تسعى الأنا إلى تعزيز صورتها المادية، أما الروح فلا تخضع للألقاب، فهي أبدية وغير مادية، فعندما تعي أنَّك مكوَّن من الذات المادية وغير المادية، فإنَّ جسمك يزداد جمالاً وصحة ونشاطاً.

اسمح لي أن أحذرك هنا؛ إذ تحتاج إلى الوقت والالتزام لتتحول إلى الشخص الذي أصفه هنا، فلمَ العجلة؟ إنَّ تشجيعك المتواصل على تخفيف وزنك ما هو إلا مجرد تكتيك تسويقي لتصرف أموالك التي جمعتها بشق الأنفس.

لا تؤيد الطبيعة هذه المثالية، ولا ينبغي لك ذلك؛ إذ تتحلى الطبيعة بالصبر والرفق، فالبشر هم الثدييات الوحيدة التي يحتاج صغارها إلى فترة نمو طويلة، ولهذا سبب وجيه ألا وهو التوقيت المناسب، فالتأني والثبات هما علامتا الطبيعة المميزتان، فلا داعي للتسرع أو الإلحاح في الحياة، وبناءً على ذلك، الصحة ليست إجراء تتخذه؛ بل عملية تتطور مع مرور الوقت، فلا حاجة إلى التسرع في الحياة.

يعرف الشخص المنسجم مع طبيعته الأصيلة أنَّ أي خلل في عافيته هو خلل مؤقت وأنَّ الحياة مستمرة، كما أنَّه لا يخضع لحالته العقلية أو العاطفية؛ وذلك لأنَّه يعلم أنَّ الأفكار والعواطف تأتي وتذهب مثل المد والجزر في المحيط، ويراها كالأمواج التي ترتطم بالشاطئ، ويعلم أنَّها ستمر مع مرور الوقت، كما تمر الفصول المتغيرة.

في الختام:

بعد قراءة هذا المقال، أثق في أنَّك ستقدِّر صحتك وعافيتك بطريقة مختلفة، وأؤكد لك أنَّك عندما تهتم بالعقل والجسد والروح، ستتحسن حياتك من نواحٍ عديدة، وستنظر إلى الماضي بحيرة وتستغرب لماذا استغرق الأمر وقتاً طويلاً للوصول إلى السعادة، فاعلم أنَّك ستقطف ثمار الصبر والمثابرة ولو بعد حين، واجعل أولويتك من الآن أن تصبح شخصاً يستحق أن يعيش حياة أصيلة وآسرة.