استعادة التوازن الداخلي من خلال تعزيز صحة الجسد

استعادة التوازن الداخلي من خلال تعزيز صحة الجسد
(اخر تعديل 2024-04-11 06:28:16 )
بواسطة

لحسن الحظ، لم يفت الأوان على تغيير مسار حياتنا بَعد؛ وذلك من خلال تغيير عاداتنا إلى الأفضل؛ إذ يجب أن يكون التقدم في العمر فرصة للنضج واكتساب حكمة أكبر وتجربة أكثر ثراءً، لا فترة تدهور سريع وحتمي، ويتطلب تحقيق ذلك اعتماد نهج متوازن في العيش يشفي الجسد وينشِّط الذهن ويهدئ المشاعر، ويكون بمنزلة ترياق للروح.

الاهتمام بالجسد:

1. اتباع نظام غذائي صحي:

يسبِّب اتباع نظام غذائي غير صحي تراكم جميع أنواع السموم في الخلايا، والتي تسمم أجسادنا ببطء حتى نستسلم لها، بينما يمنح تناول كثير من الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات ومنتجات القمح الكامل خلايانا ما تحتاج إليه لتعمل مُجدداً، كما أنَّه يوفر ما يكفي من مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد على إزالة الجذور الحرة الخطرة من مجرى الدم، إلى جانب مساعدة الجسم على إزالة السموم التي تراكمت فيه بعد سنوات عديدة من اتباع نظام غذائي غير صحي.

النظام الغذائي المتوازن هو أفضل علاج للأمراض عامة؛ إذ يمكن أن يؤدي تناول كميات وفيرة من الفواكه والخضار إلى الحفاظ على صحة مَن شُفوا من مرض سرطان الثدي، وحتى الغياب التام لكل مظاهر المرض.

2. ممارسة الرياضة:

ممارسة الرياضة هي عامل آخر للمحافظة على صحة الجسم؛ والجميل هو أنَّه لا داعي لأن تكون التمرينات مُملة أو مُتعِبة جداً كي تنال فوائدها الرائعة، فمع الوصول إلى منتصف العمر، على المرء بذل جهد أكبر للحفاظ على نشاطه؛ لذا يُنصح بالمشي لمسافات طويلة كل يوم، الأمر الذي يُعزِّز مستويات الطاقة والتحمل كثيراً.

إذاً ممارسة الرياضة هامة، لكن يمكن أن تكون فوائدها أكثر استدامة إذا كان نوع النشاط الذي تختاره ممتعاً وليس صعباً جداً.

تحرير العقل من أغلاله:

يخشى معظم كبار السن التدهور العقلي وعجز الشيخوخة أكثر من خوفهم من التدهور الجسدي، لكن لأنَّ العقل السليم في الجسم السليم؛ فإنَّ ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي مفيدان للدماغ، ويمكنهما المساعدة على الحفاظ على السلامة الذهنية، ومع ذلك تُعدُّ النشاطات المُصمَّمة خصيصاً لتحدي العقل ضرورية أيضاً إذا أردنا درء هذا النوع من التدهور العقلي المرتبط غالباً بالشيخوخة.

1. ممارسة هواية:

أية هواية تتطلب منك التفكير ومعالجة المعلومات هي هواية ممتازة للحفاظ على حدة ذهنك؛ إذ يتضمن ذلك قراءة المجلات الإخبارية وحل الكلمات المتقاطعة وقراءة الجرائد والتصوير؛ فأي نشاط يجذب اهتمامك يفي بالغرض، احرص فقط على أن يوسع آفاق ذهنك ويتحدى عقلك.

2. الاسترخاء:

عامل آخر لتعزيز عمل عقلك هو الاسترخاء، كي تتخلص من التوتر والمخاوف التي قد تتراكم على مدى العمر، ويمكن أن تؤثِّر ممارسة التأمل أو اليوجا أو التنزه في الطبيعة أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة تأثيراً كبيراً في ذلك، وهذا يساعدك على التخلص من التوتر الذي أرهقك وأشعرك بالعجز.

فكرة رائعة أخرى هي الاسترخاء في حوض استحمام آمن، والذي يُعدُّ مثالياً لأولئك الذين يعانون مشكلات في الحركة وحتى لمن لا يعاني ذلك؛ إذ يمكن أن توفر أحواض الاستحمام الفاخرة هذه تجربة استرخاء مذهلة، فما عليك سوى الجلوس على المقعد وتشغيل الأنابيب القابلة للتعديل لتحديد سرعة المياه وكثافتها، ثم استمتع بتجربة مذهلة يسري فيها التوتر بعيداً عن جسدك مع تدفق المياه.

شاهد بالفيديو: 10 أمور مذهلة تحدث للجسم عند الاسترخاء.

أهمية التواصل مع الآخرين لتجديد الحياة:

تؤثِّر الوحدة سلباً في نفسيتك وسلامتك العاطفية، وكلما طالت مدة بقائك وحدك، استنزفتك الوحدة وأرهقتك أكثر؛ إذ يمكن تلبية الحاجة إلى التواصل والرفقة بطرائق أخرى إلى جانب قضاء أكبر وقت ممكن مع العائلة، مثل:

  • التطوع.
  • الانضمام إلى نادي.
  • التسجيل في دورات.
  • الاشتراك في رحلات إلى مناطق سياحية قريبة.
  • زرع الخضار في حديقتك ثم بيعها.
  • تربية حيوان أليف.

يجب أن يتضمن النهج المتوازن لتحسين صحتك ملء حياتك بمزيد من الحب والصحبة، فهذا أفضل ترياق للروح، ويجنبك التعرض للاكتئاب.

في الختام:

قالت الإعلامية الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey) في حديثها عن أهمية التمتع بصحة جيدة: "لا وجود لحل سهل يجعلنا أصحاء دوماً؛ فلو كان موجوداً، لكنت اشتريته، وكان ليكون من أكثر الأمور المفضلة لدي".

يتطلب تطبيق الأساليب المذكورة آنفاً جهداً وتصميماً، لكن إذا منحتها ما يكفي من الوقت والجهد، وأجريت التغييرات المناسبة في طريقة عيشك، فستتغير حياتك إلى الأفضل حتماً، وتستطيع من خلال استعادة صحة جسدك وعقلك وروحك، أن تتصالح مع فكرة الشيخوخة وتتقبلها دون عناء.