قواعد لتحقيق السعادة

قواعد لتحقيق السعادة
(اخر تعديل 2023-11-04 05:35:19 )
بواسطة

فيما يأتي بعض القواعد لتحقيق التنمية الشخصية والسعادة:

أولاً: تنمية المَلَكَات العقلية

تحدث تنمية الملكات العقلية من خلال الطرائق الآتية:

1. التنظيم:

يساعد تنظيم جداول الأعمال اليومية مع إفساح بعض المجال للمرونة، على زيادة الشعور بالثقة بالنفس والراحة؛ إذ يُستحسَن أن تنتهي من المهام الصعبة والضخمة بادئ ذي بدءٍ في الصباح؛ لأنَّ تأجيلها إلى وقت لاحق، سيشعرك بالضغط طيلة النهار ويثبِّط همتك.

2. اكتساب وتنمية المهارات:

لا طائل من الاستمرار في التأجيل وانتظار الوقت المثالي للبدء في ممارسة هواية معينة، كالعزف مثلاً، أو تعلم لغة جديدة؛ إذ يتطلب الأمر اتخاذ تدابير فعلية للانطلاق، كشراء آلة موسيقية، أو التسجيل في صفوف تعلُّم اللغة التي تعتزم دراستها ودفع الرسوم مقدماً؛ وذلك لأنَّ هذه الطريقة ستحفِّزك على مباشرة العمل على أهدافك المؤجلة.

3. تبادل المهارات والمعارف مع الأصدقاء:

من الخطأ أن تتذرَّع بقلة مواردك المادية، وعجزك عن شراء الآلة الموسيقية، أو التسجيل في صف اللغة مثلاً، فعلى الأرجح أنَّ أحد أصدقائك على الأقل يمتلك آلة موسيقية لم يعد يستخدمها، أو يتحدث لغة أجنبية، وفي هذه الحالة يمكنك أن تطلب المساعدة وتعرض إحدى خدماتك بالمقابل.

4. الإكثار من المطالعة:

يجب أن تطالع أكبر عدد ممكن من الكتب وبشتَّى الموضوعات؛ إذ تساهم الكتب في توسيع مداركك، وإثراء وجهات نظرك، وتنشيط عملياتك الفكرية، وتمدُّك بالخبرات التي قد لا يتسنَّى لك اكتسابها في الحياة الواقعية، يمكنك أن تبدأ بمطالعة الكتب الحائزة على جوائز عالمية، مثل جائز "نوبل" (Nobel)، أو "بوليتزر" (Pulitzer)، في حال لم تكن لديك خلفية ثقافية تؤهلك لاختيار الكتب.

شاهد بالفيديو: 6 عادات لتحسين الصحة العقلية

ثانياً: الاهتمام بالصحة الجسدية

1. ممارسة التمرينات الرياضية يومياً:

لا يجب النظر إلى التمرينات الرياضية بوصفها ممارسات إجبارية ومزعجة ومتعِبة، وليس بالضرورة أن يرهق الإنسان نفسه بتمرينات رياضية شاقة تجرِّده من قواه الجسدية، وتتركه طريح الفراش في اليوم التالي؛ بل يمكن الاكتفاء بتمرينات بسيطة، كالقرفصاء، والضغط، والإطالة على سبيل المثال، ويجب أن تمارس التمرينات الرياضية بصورة يومية، كما يمكنك أن تنوِّع بينها، فلا بأس بأن تركض في أحد الأيام، وتمارس كرة المضرب في اليوم التالي، واليوغا في اليوم الذي يليه، يجب أن تجعل الرياضة هواية ممتعة، وليس مجرد واجب ضروري تقوم به بلا رغبة ولا شغف، وبعد ذلك ستبدأ بالاستمتاع بها في غضون عدة أسابيع.

2. تناول الفواكه والخضروات بدل الطعام غير الصحي:

لا شك أنَّك سمعت عن أهمية تناول الخضروات والفواكه كثيراً، فالطعام سلاح ذو حدَّين بالنسبة إلى جسم الإنسان؛ أي إنَّ تأثيره يعتمد على الأصناف الغذائية المستهلكة، فلا بد أن تلمس تحسناً ملحوظاً في صحتك الجسدية عندما تعوِّد نفسك على تناول الفواكه بدل رقائق البطاطا الجاهزة على سبيل المثال.

3. التدريب ضمن مجموعة:

يساهم المدرب الرشيق والنشيط، والتدريب ضمن مجموعة تشاطرك أهدافك وأفكارك، في تحفيزك على ممارسة التمرينات الرياضية؛ بل ويمكنك أن تزيد من فعالية العملية من خلال الاستعانة برفقة في أثناء التمرين، لكي يحفِّز كل منكما الآخر.

4. شرب الماء:

ثمَّة عدد لا يحصى من الفوائد الناجمة عن شرب مقدار كبير من الماء يومياً، ويوصي خبراء التغذية والأطباء بشرب 8 أكواب من الماء على الأقل يومياً، ولا تحتسب المشروبات الأخرى كالقهوة أو المياه الغازية على سبيل المثال من ضمن هذه الكمية.

ثالثاً: تنمية السعادة الحقيقية

1. الثناء على الآخرين:

ما من شيء يضاهي روعة إسعاد الآخرين، ولا سيما إذا كنت تهتم لأمرهم، ناهيك عن أنَّ السعادة مُعدية؛ ما يعني أنَّ بادرتك الإيجابية ستعود بالخير عليك، فيجب أن تعرب عن تقديرك للمقربين منك، وتشير لمهاراتهم، وتلفت نظرهم إليها، وتثني عليها؛ إذ يساهم هذا التصرف في تحسين مزاج كلا الطرفين على حدٍّ سواء.

2. الإكثار من الابتسام:

يعود الابتسام بفوائد كثيرة على الإنسان، ويؤدي الضحك إلى تحفيز إفراز هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالسعادة، ليس بوسع المشاعر السلبية أن تساعدك على حل مشكلاتك؛ بل إنَّها تؤذيك، على عكس الابتسام، الذي يجعلك تشعر بحال أفضل، وينتقل إلى الناس في محيطك ويحملهم على الابتسام والابتهاج.

3. الاهتمام بعائلتك:

لا يقضي معظم الأفراد وقتاً كافياً مع عائلتهم بسبب نمط الحياة الذي يفرضه العصر الحديث، فلا يتسنَّى للزوجين العاملين رؤية بعضهما وأطفالهما أكثر من ساعتين كحدٍّ أقصى خلال اليوم الواحد في أيامنا هذه؛ لذا يُنصح بقضاء مزيد من الأوقات الطيبة معاً، ومساندة أفراد العائلة الواحدة بعضهم بعضاً.

يجب أن تكون مقرباً من أطفالك وداعماً وحاضراً في جميع تجاربهم، كما يمكنك أن تتَّبع نشاطاتهم عن بُعد عبر استخدام تطبيقات المراقبة الأبوية كتطبيق "بامبيك" (Pumpic) على سبيل المثال، ويجب أن تشارك أفراد عائلتك في جميع تفاصيل ومجريات حياتهم، لكي لا تصبح العائلة مفكَّكة عاطفياً، ويصبح المنزل بمنزلة فندق يعيش فيه مجموعة من الأفراد معاً ويتشاركون وجباتهم دون وجود أي ارتباطات تجمعهم من الناحية العاطفية والأسرية.

4. مخالطة أفراد تشعر بالراحة بقربهم:

يجب أن تنظر في عمليات التواصل التي تجريها مع الأشخاص في محيطك، وتحاول تجنُّب مخالطة الأفراد الذين يضفون مشاعر سلبية على حياتك، ويثبِّطون همتك، ويعوقون مساعيك؛ لأنَّك لن تكون سعيداً برفقة هؤلاء المتشائمين السلبيين، فيجب أن تقضي مزيداً من الوقت بصحبة أشخاص داعمين وملهمين، فأنت تستحق أن تكون سعيداً.

رابعاً: النماء الروحي

1. وضع الأهداف:

لا يُقصَد هنا الأهداف المهنية على الرَّغم من أهميتها؛ بل إنَّ هذه الفقرة تُعنَى بالأهداف الروحية؛ إذ ينصح باستنباط أفكار تستهدف إسعادك وإسعاد عائلتك يومياً، والتفكير بالأعمال الطيبة التي يمكنك أن تضفيها إلى العالم من حولك، وعلى أساسها يمكنك أن تحدد أهدافاً تساعدك على تحقيق النماء الروحي.

2. الامتنان للنعم الموجودة في حياتك:

ليس بوسع الإنسان أن يمتلك كل ما يرغب به، فيجب أن تسعى في سبيل تحقيق أحلامك وأهدافك دون أن تقلق لأنَّها لم تتحقَّق بعد؛ إذ إنَّ تحقيق الأهداف رحلة طويلة يجب ألا تقضيها وأنت قلق، فيجب أن تضع في حسبانك أنَّه ثمَّة أشخاص سعداء مع أنَّهم لا يحظون بما تحظى أنت به في حياتك، فيُنصح بممارسة تمرينات الامتنان للنعم الموجودة في حياتك بصورة يومية، حتى يزداد تقديرك لحياتك وخياراتك.

شاهد بالفيديو: 5 طرق للعيش بحالة من الامتنان كل يوم

3. ممارسة تمرينات اليوغا:

تساهم تمرينات اليوغا في تصفية الذهن وإدراك الجسد، فبوسعها أن تُحدِث تأثيرات إيجابية في حياتك؛ لذا يُنصح بممارستها في الصباح الباكر بادئ ذي بدء، حتى تحظى بيوم ناجح ومثمر.

4. إدراك حقيقة أنَّ الفشل خيار وارد دائماً:

لا بدَّ أن يتعرض الإنسان للمشكلات والتجارب الفاشلة والأحداث المؤذية في حياته، وقد يشق عليه تجاوز الأوقات العصيبة والنهوض من جديد، فيقتضي المنطق أن تسأل نفسك فيما إذا كانت المشكلة قيد النظر تؤثر في الأمد الطويل؛ أي في غضون سنة، أو خمس، أو عشر سنوات، وعلى أساس هذا الجواب يُصدر الحكم النهائي على المشكلة، يقال بأنَّ كل مرٍّ يمرُّ، وإنَّك سرعان ما ستتجاوز أزماتك وتعود إلى طبيعتك، فعليك أن تطبِّق هذه النصيحة عندما تواجه يوماً عصيباً.