قصص قصيرة عن

قصص قصيرة عن
(اخر تعديل 2023-06-20 17:33:29 )
بواسطة

أحمد طفل جميل ومجتهد ويُساعد أمه في كلّ شيء، ويجلب لها ما تحتاجه من أغراضٍ مختلفة، وكان دائمًا يُحبّ اللعب والمرح، وفي أحد الأيام احتاجت أم أحمد علبة من العصير كي تقدم منها للضيوف، فطلبت من أحمد أن يذهب لشراء هذه العلبة بسرعة من البقالة المجاورة، وحذّرته من اللعب في الطريق حتى لا تقع منه الزجاجة وتنكسر.

أخذ أحمد النقود من أمه وتوجّه إلى الدكان القريب كي يشتري العصير، وفي الطريق رأى مجموعة من أصدقائه يلعبون في الطريق ويمرحون وهم يضربون كرة القدم بأرجلهم وكانت أصوات ضحكاتهم عالية تدلّ على المرح، فشعر أحمد برغبة كبيرة في اللعب معهم على الرغم من تحذير أمه باللعب ومعه زجاجة العصير.

نسي أحمد كلام أمه ووضع زجاجة العصير جانبًا، وبدأ باللعب مع أصدقائه بالكرة، وفجأة أثناء اللعب صدمت الكرة بزجاجة العصير وتسببت بسقوطها على الأرض وانكسارها، فانسكب العصير كله على الأرض، فبدأ أحمد بالبكاء وهو لا يعرف ماذا سيقول لأمه، فتجمع حوله أصدقاؤه وطلبوا منه أن يقول لأمه إنّ زجاجة العصير وقعت منه وحدها ولم تصطدم بها كرة القدم.


لكن أحمد لم يتعوّد الكذب على أمه، وقرّر أن يقول لها الصدق مهما حدث، وأن يُصارحها بالحقيقة كما هي، وعندما وصل أحمد إلى البيت سألته أمه عن زجاجة العصير، فأخبرها بالحقيقة، وعلى الرغم من أنّ زجاجة العصير قد تكسّرت لأن أحمد لم يسمع كلام أمه إلّا أنها لم تغضب منه لأن أمين وقال الصدق ولم تعاقبه.


في حصة العلوم وبعد انتهاء المعلم من شرح الدرس، أعطى الطلاب واجبًا بيتيًا وطلب منهم أن يقوموا بحلّه في دفتر الواجبات، لكن سامر لم ينتبه إلى طلب المعلم للواجب لأنه كان مشغولًا بالحديث مع زميله الذي يجلس إلى جواره.

في صبيحة اليوم التالي عندما عاد الطلاب على المدرسة، كان سامر يقف في الطابور المخصص لصفه فسمع أحد الزملاء يتحدث عن الواجب البيتي الذي كلفهم معلم العلوم به، فأدرك سامر أنّ حل الواجب قد فاته، فأخذ يفكر في طريقة مناسبة يكذب بها على المعلم كي ينجو من العقاب لأنّه لم يقم بحلّ الواجب.

دخل معلم العلوم إلى الصف، وسأل عن الواجب، فاعتذر سامر للمعلم عن الواجب وقال له إنه قد حلّ الواجب على أكمل وجه لكنه للأسف نسي دفتر الواجبات في المنزل، فسامحه المعلم، وشعر سامر بالراحة الكبيرة لأنّ كذبته قد مرّت على معلمه، وبعد هذا طلب المعلم من سامر أن يقرأ عنوان الدرس الجديد.

وعندما همّ سامر بإخراج كتاب العلوم من حقيبته المدرسية، وقعت الحقيبة وانهمرت كلّ الكتب والدفاتر منها، وكان من بينها دفتر الواجب عرف المعلم أنّ سامر لم ينسَ دفتر الواجب وأنه لم يقم بحله، فوبّخه المعلم توبيخًا كبيرًا أمام الطلاب على كذبه أولًا، وعلى عدم قيامه بأداء الواجب ثانيًا.

وشعر سامر بالحرج الكبير أمام زملائه وندم على الكذب، ووعد المعلم أن يقول الصدق دومًا.


في أحد الأيام كان هناك قرية ريفية صغيرة يعيش فيها الناس بحبّ ووئام، وكانوا يُساعدون بعضهم في كلّ شيء، وكان في القرية راعي أغنام اسمه سالم، وفي أحد الأيام بينما كان سالم يرعى الغنم في التلة المجاورة للقرية، شعر بالقليل من الملل فقرر أن يجمع أهل القرية على التلة، فاخترع كذبة يجمعهم بها.

فما كان منه إلا أن وقف على التلة وصرخ بأعلى صوته: "النجدة النجدة أنقذوا أغنامي، لقد هجم الذئب علينا" وما كان من أهل القرية إلا أن حملوا عصيهم وأسلحتهم وركضوا باتجاه التلة كي يحموا قطيع الأغنام والراعي، وعندما وصلوا إلى هناك كانت المفاجأة، لم يكن هناك ذئب أبدًا. فسخر الراعي منهم وأخبرهم أنه أراد أن يتسلّى، فغضب منه أهل القرية ووبّخوه وعادوا إلى بيوتهم، وبعد مرور شهرين على هذه الحادثة كان الراعي يرعى بالأغنام في التلة كعادته، وفجأة ظهر له ثلاثة من الذئاب، فأدرك أنه في خطرٍ حقيقي، فما كان منه إلا أن وقف على أعلى نقطة بالتلة. وبدأ بالصراخ: "النجدة النجدة أنقذوا أغنامي"، وقد سمع أهل القرية صراخ الراعي لكنهم لم يتلفتوا إليه أبدًا، فقد ظنّوا أنّه يتسلى مثل المرة الماضية واستمرّ الراعي بالصراخ ولم يستجب له أيّ أحد، ممّا جعل الذئاب تستفرد بقطيع الأغنام وتقضي عليها، فخسر الراعي أغنامه بسبب عدم قدوم أحد إلى نجدته.

وحينئذ أدرك أن كذبته الأولى على أهل قريته عندما كان يتسلى جعلتهم لا يصدقون أنه واقع في الخطر عندما كان تحت الخطر الحقيقي وندم الراعي سالم على كذبته الأولى ووعد أهل قريته أن يقول الصدق دومًا، خاصة أنّ الإنسان الكاذب لا يصدقه أحد حتى عندما يقول الحقيقة، لأنهم اعتادوا منه الكذب في القول، فالصدق يُنجي صاحبه من الشر.


عُمر طفلٌ صغير يعيش في بيت إلى جوار البحر، يُتقن السباحة على الرغم من صغر سنه، وكانت أمه تخاف عليه من الذهاب إلى البحر وحده، فتوصيه ألّا يذهب إليه إلا بصحبتها، وفي إحدى المرات كذب على أمه وقال لها إنّه سيذهب إلى بيت صديقه المجاور لهم، لكنه في الحقيقة ذهب إلى البحر.

وكان كلما يذهب إلى البحر للسباحة كان عمر يتظاهر أمام الناس أنه يغرق، وما إن يقتربوا منه لينقذوه حتى يبدأ بالضحك عليهم لأنهم صدقوه وجاؤوا لإنقاذه، فقد كان عمر يكذب في أشياء كثيرة. وتكرّر هذا الموقف مرات كثيرة مع عمر حتى أصبح معروفًا أمام أصدقائه بأنه يكذب على أمه ويذهب للبحر دون علمها. كما يتظاهر بالغرق ليضحك الناس ويخدعهم بسخريته، وفي أحد الأيام كان البحر مائجًا قليلًا ورغم هذا أصرّ عمر بالنزول في مياه البحر كي يسبح ويتمتع بممارسة رياضته المفضلة بالسباحة لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، فقد جاءت موجة قوية سحبت عمر إلى منطقة بعيدة عن الشاطئ. وفي هذا الوقت كانت أم عمر قلقة في المنزل لتأخره بالعودة، خاصة أنّها سألت عنه في بيت صديقه وأخبرها أنه لم يأتِ لزيارته كما قال لأمه شعر عمر بالخوف وهو يسبح على الرغم من إتقانه للسباحة، لكن الموج العالي سبّب له نوعًا من الرعب، فأخذ ينادي بصوتٍ عالٍ على كلّ الأشخاص الموجودين على الشاطئ لإنقاذه من الغرق. وعلى الرغم من تكرار صراخه لكن لم يستمع إليه أحد، وظنوا أنّ عمر يكذب عليهم ويدعي أنه يغرق كما كان يفعل في كلّ مرة، في هذه الأثناء لاحظ الناس أنّ عمر مستمر بالصراخ، فقرروا أن ينقذوه، وعندما وصلوا إليه كان متعبًا من تدافع الماء بسبب تأخر الناس في القدوم لإنقاذه فلم يصدقوا أنه يغرق.

تذكّر عمر كيف أنه كذب على أمه، وكيف أوشك على الغرق أيضًا بسبب كذبته وسخريته من الناس، وعندما وصل عمر إلى الشاطئ أخذ عهدًا على نفسه ألّا يكذب أبدًا مهما كلف الأمر، واعتذر من أمه وأخبرها أنه لن يكرر فعلته هذه؛ لأنّ الصدق يُنجي صاحبه من المهالك على عكس الكذب الذي كان سيسبب غرقه وموته لولا أن الناس جاؤوا لإنقاذه في اللحظة الأخيرة.

كذلك أنّ أمه تعرف مصلحته أكثر منه، لهذا تمنعه من الذهاب إلى البحر وحيدًا خوفًا عليه من الغرق.


في أحد الأيام ذهبت إحدى السيدات إلى السوق كي تشتري رمانًا، فمرت بالبائع وسألته عن البرتقال الذي لديه إن كان رمانًا من النوع الحامض أم الحلو، فظنّ البائع أنّ السيدة تريد أن تشتري رمانًا من النوع الحلو فقال لها: هذا الرمان حلو، على الرغم من معرفته بأنه رمان حامض.

اشترت السيدة الرمان الحامض ظنًا منها أنه حلو وعادت به إلى البيت فاكتشفت أنّها تعرضت لخديعة البائع، وبعد عدّة أيام عادت السيدة إلى السوق مرة أخرى، ومرت عند البائع الذي خدعها بالرمان وقالت له: زوجي مريض ويرغب بتناول الرمان الحامض كي يساعده في الشفاء، فاستبشر البائع وقال لها: يا سيدتي هذا الرمان حامض.

نظرت السيدة إلى بائع الرمان الذي كذب عليها وخدعها في المرة الماضية وقالت له: في المرة الماضية جئت إليك كي تبيعني رمانًا حلوًا فخدعتني وأعطيتني رمانًا حامضًا، وأنا في هذه المرة عندما سألتك عن الرمان الحامض تقول لي إنّ هذا الرمان حامض لكنني لن أصدقك ولن أشتري منك حتى وأنا أعلم أنّ هذا الرمان حامض فعلًا.

لقد خدعتك كما خدعتني، فأنا أريد أن أشتري رمانًا حلوًا وليس حامضًا؛ لهذا لقد كشفت نفسك بنفسك وسأشتري من البائع الذي إلى جوارك وليس منك لعدم أمانتك، فأخذ البائع يعتذر من السيدة على كذبه ويرجوها أن تشتري منه الرمان، لكنها لم تسامحه.

وأخبرت جميع الجيران والأصدقاء بتلك القصة المخذلة عن الأمانة ، كي لا يشتروا من عنده ويقاطعوه على فعلته هذه لأنه يسوق بضاعته بالكذب ويغشّ الناس.