3 طرق للحفاظ على المرونة والقدرة على التكيف

3 طرق للحفاظ على المرونة والقدرة على التكيف
(اخر تعديل 2023-10-13 06:30:13 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الطرائق للمحافظة على المرونة الإدراكية التي تعلَّمَتها من كلبتها المُفضَّلة.

كنتُ أتمتع بمهاراتِ تكيُّف وتأقلم جيدة؛ لكنَّها لم تكن ناجحة أو فاعلة إلا إذا عدَدْنا أنَّ تناول الوجبات السريعة والطعام السيئ للتخلص من الأحزان أمراً صحياً ومفيداً، وقد كانت الحقيقة المُحزِنة أنَّني شعرتُ باليأس وعدم القدرة على التماسك في حال عدم تحقق توقعاتي أو عدم سير الأمور كما أرغب.

انتظرت طويلاً أن تتغير حياتي وتسير كما أحب وأرغب؛ لكنَّني أدركتُ أخيراً أنَّ الحياة لا تسير بتلك الطريقة؛ فلن تتحقق جميع رغباتنا وأمنياتنا بكل بساطة مهما تمنينا ذلك أو صلينا لأجله، ومهما بذلنا من مجهود في سبيل ذلك أحياناً.

عادةً ما تكون الحياة صعبةً ومُعقَّدة، وهو ما عليك أن تفهمه بكل بساطة؛ فلن تحصل غالباً على الأشياء التي تريدها، وبالتأكيد لا ينال مُعظمنا ما يستحقونه في هذه الحياة؛ بل نحصل على ما هو مُقدَّر لنا فحسب، في حين يعتمد نجاحنا في هذه الحياة على قدرتنا على التكيف مع الظروف واغتنام الفرص والتعلم من أخطائنا.

صحيح أنَّني أدركت ذلك أخيراً؛ لكنَّني لم أتغير بين عشية وضحاها، فقد استغرقت وقتاً طويلاً لأصحو من غفلتي وأعيش الحياة التي أريدها، والغريب في الأمر أنَّني استوحيتُ طريقة تغيير حياتي من كلبتي التي أربيها، وقد لفت انتباهي سعادتها طوال الوقت وفي كل الظروف، ولدى مراقبتي لها تعلمتُ منها 3 طرائق للحفاظ على المرونة والقدرة على التكيف.

شاهد بالفيديو: 7 طرق تساعدك على التكيّف مع متغيّرات الحياة.

إليك هذه الطرائق:

1. اغتنام فترة الصباح واستثمارها بالطريقة المثلى:

لاحظتُ أنَّ كلبتي تستيقظ كلَّ صباح سعيدةً ومُفعَمةً بالبهجة والسرور، وأدركتُ أنَّه ما من سببٍ يمنعني من فعل ذلك أيضاً؛ فدائماً ما تسارع لمعانقتي والاسترخاء بين يديَّ ملوِّحةً بذيلها جيئة وذهاباً ومتحمسةً لقدوم يوم جديد؛ لذا فقد قررتُ الاستيقاظ في الصباح وعدَّه بداية جديدة بدلاً من التمنِّي يومياً بأن تكون حياتي مختلفة.

مهما كانت الأحداث التي حصلت في اليوم السابق، يُعَدُّ الصباح دائماً فرصةً جديدة لتغيير مواقفك ونظرتك إلى الحياة ومزاجك وأفكارك؛ لذا اتخذتُ قراراً باستثماره ورحت أجاهد نفسي كل يوم إلى أن تحوَّل إلى عادة يومية، والآن أبدأ صباحي بممارسة بعض التمرينات الرياضية الخفيفة، ثمَّ أصطحب كلبتي إلى الخارج لاستنشاق الهواء العذب حتى لو كان الطقسُ بارداً أو كنتُ أشعر بالنعاس الشديد.

2. استخدام الحواس:

في كل مرةٍ أتمشى فيها مع كلبتي ألاحظ أنَّها متيقظةً دائماً وتحاول أن تشمَّ الروائح من حولها وتستمع لأي أصوات خارجية، وهنا أدركتُ أنَّني لم أعطِ انتباهاً في حياتي للأشياء المُحيطة بي على الإطلاق؛ ذلك بسبب انشغالي الدائم بالتفكير المفرط وأنا أنظرُ إلى قدميَّ أو هاتفي المحمول غارقةً في أفكاري التشاؤمية والسلبية، أمَّا الآن فيكون ذهني حاضراً في كل لحظةٍ من لحظات يومي، فأنظر عالياً نحو السماء للاستمتاع بلونها الأزرق الجميل ومراقبة الغيوم وهي تمتد فوق الأفق، وآخذُ نفساً عميقاً وأستمتع باستنشاق هواء الشتاء البارد والمنعش وأحمد الله على تلك النعم.

أستمع كذلك إلى صوت آخر أوراق الخريف المتساقطة وهي تُسحَق تحت أقدام المارَّة؛ ومن ثمَّ أحتضن نفسي داخل وشاحي وأستمتع بنعومته؛ وهذا يجعلني ممتنةً للأشياء البسيطة في حياتي.

3. التعاطف والمودة:

عند عودتي إلى المنزل تستقبلني كلبتي بلهفة وتلتف حولي ولا تفارقني أبداً حتى أنَّها تجلس بالقرب مني على الأريكة ساعات طويلة في حين أكتب مقالاتي على الحاسب، إنَّ عطفها وحنانها لا يُترجَم لشيءٍ عمليٍّ واضح تماماً في عالمنا البشري، لكنَّني أستمد الإلهام منها وأحذو حذوها من خلال الابتسام في وجه المارَّة في الشارع، وإلقاء التحية عليهم، ومساعدة الناس بأبسط الطرائق حتى، ومدح الأصدقاء والغرباء على حدٍّ سواء.

لا عجبَ في أنَّ مساعدة الناس وإسعادهم تشعرني بالسعادة والارتياح كثيراً؛ كأن أرسل لأختي بطاقة من دون سببٍ سوى التعبير عن حبي وأشواقي، أو أحضر لأحد زملائي في العمل وجبته الخفيفة المُفضَّلة، أو أدفع الفاتورة نيابةً عن أصدقائي بعد شرب القهوة معهم؛ فذلك كله يسهم في سعادتي.

أما عن علاقة هذا كله بالمرونة والقدرة على التكيف؛ فأنا الآن إنسانةٌ أكثر سعادة وفرحاً، ولا يعود ذلك إلى تمتُّعي بالمثالية في وظيفتي أو عائلتي أو أصدقائي، ولا لامتلاكي أموالاً طائلةً أو قواماً مثالياً أو شقَّةً رائعةً، ولا لأنَّني مُقبلةٌ على الزواج أو حاملٌ وسأحظى بطفلي الأول؛ بل لأنَّني أشعر بالشكر والامتنان.

أُدرك أنَّه على الرَّغم من جميع الأشياء التي لا أملكها في حياتي، لكن ثمَّة مئات أو آلاف النعم حتَّى التي يجب عليَّ أن أقدِّرها وأشكر الله على وجودها في حياتي، والآن حين لا تسير أمور حياتي بالطريقة التي تمنَّيتُها فإنَّ ذلك لا يُدمرني إطلاقاً؛ لأنَّني أعلم في قرارة نفسي أنَّني أمتلك كثيراً من النعم العظيمة والجيدة، إضافة إلى وجود عدة أسباب في حياتي تدفعني إلى الشعور بالسعادة والسرور.

أنا أسمح لنفسي باختبار مشاعر الحزن أو الغضب أو الألم؛ لكنَّني لا أسمح لتلك المشاعر بأن تتملَّكني أو تستهلك طاقاتي، فأشعر بها؛ ومن ثمَّ أمضي قدماً في حياتي وأواصل رحلتي فيها، وأصبحتُ أستيقظُ كلَّ صباح كأنَّه بداية جديدة، وأُلقي التحية على جيراني في حين تدور حولي أولى ندفات الثلج المتساقطة، والآن أستطيع رؤية الصورة الأشمل وفهم العالم الخارجي من حولي بصورة أوضح لأدركَ بعدَها أنَّ جميع هذه اللحظات ما هي إلَّا لحظاتٌ صغيرة في مشهد أعظم بكثير، وبدلاً من ملاحقة السعادة ومطاردتها دون جدوى أصبحتُ أسمح لنفسي بأن أكون سعيدة بكل بساطة.