5 خطوات لاكتساب القناعة

5 خطوات لاكتساب القناعة
(اخر تعديل 2023-12-05 04:56:12 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتشاركنا فيه 5 خطوات لاكتساب القناعة والرضى في الحياة.

قد يتسنى له من ناحية أخرى أن يغير واقعه على الأمد الطويل من خلال تحقيق أحلامه، وذلك عندما يحصل على الوظيفة التي لطالما حلم بها، أو يبني علاقة ناجحة، أو يشتري منزلاً جديداً، أو يكسب كثيراً من المال مثلاً؛ لكنَّه يمكن أن يعاني ضائقة معينة في الوقت الحاضر ويتوقع استمرار الوضع الصعب في المستقبل المنظور؛ كحاجته إلى دفع إيجار المنزل، وإعالة أسرته، وتأمين احتياجاتها على الرغم من الضائقة المالية التي يعانيها.

يحتاج الإنسان في هذه الحالة إلى أن يقنع بما لديه ويرضى بقسمته، ولا يعترض أو يكتئب بسبب القلة أو الظروف الصعبة التي يمر بها، لقد استغرقتُ وقتاً طويلاً قبل أن أكتشف أساليب اكتساب القناعة والرضى في الحياة؛ لكنَّني تمكنت في نهاية المطاف من بناء منهجية متكاملة أستخدمها يومياً لأحقق أكبر قدر ممكن من القناعة والرضى عن واقعي.

5 خطوات لاكتساب القناعة:

إليك فيما يأتي 5 خطوات رئيسة لتحقيق الرضى والقناعة في الحياة:

1. قبول مسلمات الحياة:

ثمة حقائق وقوانين تسير وفقها الحياة؛ كالتقدم في السن، والإنسان عاجز عن تغيير هذه المسلمات مهما حاول، ويقتصر دوره على معاملتها معاملة عقلانية وإيجابية.

لا تزعجني حقيقة تقدمي في السن، وأنا راضية تماماً على الرغم من أنَّني أوشك على بلوغ الخمسين من عمري، ولكن لا طائل من الاكتئاب بسبب التقدم في السن؛ فهو أمر حتمي وقادم؛ لذلك قررت أن أتقبله وأتصالح معه؛ إذ من غير المنطقي أن يكتئب الإنسان بسبب القدر، فلا طائل من هدر وقته وجهده على أمر يستحيل تغييره، الأمر بيدك ارضَ بالقدر.

شاهد بالفديو: أقوال وحكم رائعة عن التفاؤل في الحياة

2. قبول حقيقة أنَّ بعض الأمور لا تتغير بسرعة:

لطالما تمنيت أن أصبح فنانة في مجال الرسم أو الموسيقى، وكلِّي ثقة بأنَّني سأحقق مبتغاي يوماً ما إذا تمسكت بهذا الشغف والرغبة العارمة؛ لكنَّني لا أستطيع أن أترك عملي الحالي وأتبع شغفي؛ بسبب المسؤوليات والواجبات المرتبة عليَّ، وعلى رأسها إعالة عائلتي.

تعلمت أن أقبل ظروف حياتي الحالية، وحقيقة أنَّها يمكن أن تبقى على حالها ولا تتغير في المستقبل القريب، ولا يجب أن يكون هذا القبول قائماً على الضعف؛ بل على القناعة والرضى بالوضع الحالي والتفاؤل بالمستقبل وعدم التخلي عن الطموح.

يجب أن يختار الإنسان موقفاً إيجابياً في الحياة؛ فمن غير المنطقي مثلاً أن يمتعض المعلِّم من بداية العام الدراسي، ويحمل همَّ العمل الجاد والإجهاد الذي ينتظره خلال الأشهر المقبلة، ويكون موقفه سلبياً طوال الوقت حتى تحل عطلة الصيف من جديد؛ إذ يقتضي المنطق السليم في هذه الحالة أن يستقبل بداية العام الدراسي الجديد بصورة إيجابية.

3. تغيير الموقف السلبي:

إنَّ قبول وضعك الحالي سواء أكان عصياً على التغيير أم قابلاً للتغير في المستقبل يعني أن تتخذ قراراً؛ فإمَّا أن تقنع بما لديك، أو تعترض على قسمتك وتختار السخط والاستياء من وضعك.

أعمد شخصياً إلى اختيار موقف إيجابي قولاً وفعلاً كل يوم، فكنت تعيسة للغاية قبل عدة سنوات، وعانيت الإجهاد والاكتئاب بسبب العمل، وبتُّ لا أحتمل فكرة الدوام كل يوم، ثمَّ قررتُ أن أغير موقفي؛ فقد اكتشفت أنَّ بؤسي يزيد من صعوبة الحياة عليَّ.

يتحقق الرضى والسعادة والنقلة النوعية في الحياة عندما يختار الإنسان أن يقنع بواقعه كما هو في الوقت الحالي، ويتخذ موقفاً إيجابياً ويبتعد عن السلبية، فيقتضي التفكير الإيجابي التخلص من السلبية والبحث عن الجوانب الإيجابية مهما كانت الظروف صعبة وقاسية عليك، قد لا يتغير واقعك الفعلي؛ بمعنى أن تستمر بمزاولة وظيفتك الحالية، وتدفع الضرائب المترتبة عليك، وتعيش حياة بسيطة خالية من الرفاهية؛ لكنَّ موقفك من الواقع هو الذي سيتغير؛ إذ يؤدي تغيُّر الموقف في نهاية المطاف إلى تحسين رؤيتك للواقع، الأمر الذي يكون له الأثر الأكبر في عافيتك النفسية والجسدية.

إقرأ أيضاً: نصائح لحياة أفضل

4. المحافظة على الموقف الإيجابي الجديد:

قد يكون اتخاذ قرار تغيير الموقف السلبي إلى آخر إيجابي سهل جداً، لكن تكمن الصعوبة الحقيقية في تطبيق القرار على أرض الواقع، فيجب أن تتعلم أساليب الحفاظ على ديمومة الموقف الإيجابي بعد اتخاذ القرار؛ وهذا يعني التركيز على الجوانب الإيجابية بدلاً من السلبية في شتى الظروف.

يمكن تطبيق هذا الموقف الإيجابي على أبسط الأمور في الحياة؛ فعندما أصف نهاري على هذا النحو مثلاً: "لقد انطلقت إلى العمل هذا الصباح وأنا سعيدة للغاية وثمة ابتسامة كبيرة تعلو وجهي؛ فقد أبهجتني تعليقات ابنتي هذا الصباح، وكان فنجان القهوة شهياً أكثر من المعتاد، كما أنَّني أبليت حسناً في أحد اجتماعات العمل، وأعددتُ وجبة شهية على العشاء واستمتع بها جميع أفراد الأسرة"؛ فهذا يعني أنَّني ركزت على الجوانب الإيجابية في حياتي.

أحياناً يصعب على الإنسان أن يعثر على الأمل والجوانب الطيبة في حياته عندما تسوء أحواله ويكون الواقع قاسياً عليه، ويصبح إيجاد القناعة حينها أصعب من البحث عن إبرة في كومة قش، ويقتضي الحل أن تواصل البحث حتى تعثر على الجوانب الطيبة والحسنة في حياتك.

5. الامتناع عن كبت المشاعر السلبية:

لا يعني الموقف الإيجابي أن تكبت مشاعر الغضب أو الحزن على الدوام؛ فلا بد أن يتعرض الإنسان للظلم، وتسوء أحواله، وقد تقسو الظروف عليه في بعض الأوقات، وعندها لا داعي لكبت المشاعر السلبية؛ بل من حقه أن يعبر عنها كما يشاء.

لا داعي لأن تكون إيجابياً طوال الوقت وفي شتى الظروف، حتى لا تظلم نفسك وتكبت مشاعرك الحقيقية، فلا بأس في البكاء، والتنفيس عن الغضب بالطريقة التي تحلو لك حتى تتخلص من هذه المشاعر السلبية وتستعيد راحة بالك.

في الختام:

عليك أن تتخذ قرارك بالتحلي بالإيجابية تجاه الوضع الذي يغضبك، أو تجاه التأثير السلبي الذي يحدثه في حياتك على الأقل، إياك أن تستسلم للظروف الصعبة، أو تسمح لها بالنيل من موقفك الإيجابي، فلا يجب أن تتجاهل مشاعرك السلبية أو تكبتها من جهة، ولا أن تسمح لها بالتأثير فيك لوقت طويل من جهة ثانية.