الثقة بالنفس: كيف تكتسبها وتنميها

الثقة بالنفس: كيف تكتسبها وتنميها
(اخر تعديل 2024-04-27 05:49:15 )
بواسطة

في هذا المقال، ستكتشف عدداً من النصائح والاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على تعزيز الثقة بالنفس، فتابع معنا قراءة هذا المقال:

هل الثقة بالنفس تولد معنا أم ننميها؟

إنَّ الثقة بالنفس ليست شيئاً يولد معنا بالفطرة؛ بل هي نتيجة لتراكم كثير من الخبرات والتجارب التي يمر بها الإنسان على مدار حياته، بدءاً من نعومة أظفاره وكيف يتعامل والديه معه، وتجنبهم للسلوكات السلبية التي قد تدمر نظرة الطفل لذاته، والاتجاه بدلاً من ذلك للاعتناء بنظرة الطفل لنفسه وتشجيعه وتحفيزه على خوض التجارب التي تبني شخصيته وتقويها، وهنا يحتاج الفرد إلى تنمية نظرة ذاتية سليمة عن نفسه تجعله أكثر ثقة في قدرته على مواجهة المواقف والتحديات التي يتعرض إليها وتقابله باستمرار في المستقبل، وهذا أمرٌ لا يتم إلا بالتدريب وصقل الخبرات والتجارب والاستفادة منها كونها تشكل محور شخصية الإنسان.

أهمية الثقة بالنفس:

تأتي أهمية الثقة بالنفس من كونها مرادفة للنجاح وملاصقة له، فكلاهما أمران لا يُبنَيَان بين ليلة وضحاها، ولا يحصلان بالمصادفة، فالثقة بالنفس تعدُّ سلاحاً هاماً في مواجهة العوائق والتحديات، وتبنى عليها سلامتنا النفسية والعقلية، وكذلك تحدد مدى نجاحنا في حياتنا الشخصية والعملية، إضافة إلى أنَّها تزيد من مدى احترامنا لذاتنا وتقديرنا لها؛ وهذا ينعكس على جودة علاقاتنا مع الآخرين ويزيد من انجذابهم لنا ويجعلنا محط أنظارهم سواء كان ذلك على المستوى الشخصي أم العملي.

أسباب ضعف الثقة بالنفس وكيف نتعامل معها:

إنَّ أسباب ضعف الثقة بالنفس متعددة ومتنوعة ومرتبطة بطبيعة الظرف المسبب لها، ولكن لكل سبب طريقة للتعامل معه:

1. عدم الإحساس بالأمان:

قد يخاف الشخص في العادة من المستقبل، أو يحس بالخوف من ردود فعل الآخرين عند ارتكابه للأخطاء؛ وهذا يدفعه للجوء إلى الانعزال عن الآخرين والمحيط من حوله.

كيف تتعامل مع عدم الإحساس بالأمان؟

لا بد بدايةً من تجنب الحكم على نفسك بكل شاردة وواردة، وتقبل نفسك كما أنت بأن تكون صديقاً لنفسك، وأن تركز على اتخاذ خطوات صغيرة في كل مرة؛ فهذا يضمن لك الخروج من منطقة الراحة التي تقبع بها، وهذا بدوره يشمل الابتعاد عن الأشخاص الذين يقللون من قيمتك، إضافة إلى حاجتك إلى تطوير لغة جسدك والاهتمام بها، والاحتفاء بإنجازاتك الشخصية.

2. الشعور بالفشل:

شعور الفرد بأنَّ الآخرين أفضل منه، وأنَّه شخصٌ فاشلٌ وغيرُ قادرٍ على فعل أي شيءٍ في الحياة قد يؤثر في حياته المستقبليَّة، ويجعله غير قادر على التقدم في حياته.

كيف تتعامل مع الشعور بالفشل؟

لا تنكر الفشل ولا تتهرب منه، بل تقبَّله بوصفه تجربة تثريك وخطوة للأمام، فالفشل ليس نهاية الكون، وتذكر اللحظات السابقة التي حققت فيها النجاح كم زادت من ثقتك بنفسك.

3. الانتقاد السلبي:

يخاف الشخص متدني الثقة بالنفس من انتقاد الآخرين له، ويرى أنَّ هذا الانتقاد مُوجَّهٌ لشخصه وليس لفعله؛ ولذلك فإنَّه قد ينظر لنفسه على أنَّه شخصٌ فاشلٌ إذا تمَّ انتقاده.

كيف تتعامل مع الانتقاد السلبي؟

اعرف قيمتك وابق هادئاً عند مواجهة النقد، وتجنب الانفعال وتقبَّله بصدر رحب، وفكر فيه واستفد منه في تحسين أخطائك إذا وُجِدَت.

4. الشعور بالغضب والإحباط:

في العادة يكون الأشخاص فاقدي الثقة بأنفسهم سريعي الغضب تجاه أي موقف يتعرضون له، والذي يترافق أيضاً مع الشعور بالإحباط الناجم عن رؤية الشخص لنفسه على أنَّه يبذل كثيراً من الجهد دون أي تقدير أو تحقيق لإنجاز ذي مغزى.

كيف تتعامل مع الشعور بالغضب والإحباط؟

لا بد من تحديد الأسباب التي قد تدفعك للغضب، وتمالك نفسك عند محاولة استفزازك من قبل الآخرين، والهدوء والتعقل قبل القيام باتخاذ أي إجراء حتى لا تندم فيما بعد، وأما للتعامل مع الإحباط، فلا بد أن تتكلم بوضوحٍ وصراحةٍ عن حقيقة مشاعرك، وأن تحدد طبيعة مشاعرك لتتمكن من مواجهة الأفكار السلبية التي تراودك.

5. الشعور بالنبذ من الآخرين:

هو شعور الفرد برفض الآخرين له، وعدم إحساسه بتقبُّلهم له؛ وهذا يدفعه للانعزال عن الآخرين واللجوء إلى الوحدة، وهذا ما يؤدي حتماً إلى فقدان الثقة بالنفس.

كيف تتعامل مع الشعور بالنبذ من الآخرين؟

بداية لا بد من حب الذات في المقام الأول، والتركيز على إيجابياتك والأشياء التي تميزك وتجعلك فريداً، ومحاولة الانخراط مع الآخرين في التفاعلات الاجتماعية مع معرفة أنَّه ليس بالضرورة أن يحبك كل من تقابله مع احترام الاختلاف مع الآخرين.

شاهد بالفديو: 6 أسرار تمنحك الثقة بالنفس

كيف تكتسب الثقة بالنفس وتنميها؟

إنَّ الثقة بالنفس أمرٌ بالغ الأهمية في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، وتساعد عدة طرائق على بناء وزيادة الثقة بالنفس لدى الفرد، ومن أهمها:

1. استبدال الأفكار السلبية بأفكارٍ إيجابية:

تخلَّص من الأفكار السلبية عن نفسك واستبدلها بأفكارٍ أكثر إيجابية مع دعمها بالحجج والبراهين، وتذكر كم مرة حققت النجاح، وتذكر إنجازاتك أو مهاراتك ومواهبك، فهذه الأمور سوف تشعرك بالرضى، وتزيد من ثقتك بنفسك.

2. الابتعاد عن الأشخاص السلبيِّين:

يجب الابتعاد عن الأشخاص الذين يُقلِّلون من ثقة الشخص بنفسه نتيجة سلبيتهم التي ينقلونها لكل من يقع في طريقهم، واختيار الأشخاص الدَّاعمين والناجحين والذين يمتلكون أهدافاً شخصية عالية، والذين يساعدون الآخرين على تحقيق أهدافهم، ويعززون من ثقة الإنسان بنفسه.

3. تنمية الاهتمامات والمواهب التي يتمتَّع بها الإنسان:

لكل شخص ما يميزه عن غيره؛ لذلك لا بد من معرفة المواهب والمهارات التي يمتلكها وتعزيزها وتعلُّم مهارات جديدة؛ وهذا يعزز من ثقة الشخص وفخره بنفسه.

4. تقبُّل المديح من الآخرين:

إنَّ تلقي المديح من الآخرين وتقدير كلماتهم يعدُّ بمنزلةِ شهادة بالمزايا التي يمتلكها الشخص؛ وهذا يزيد من إيمان الشخص بنفسه ويعزِّز الثقة بالنفس لديه.

5. الخروج من منطقة الراحة:

إنَّ منطقة الراحة أشبه بالرمال المتحركة التي يمكن أن تبتلع الشخص رويداً رويداً إذا فضَّل البقاء في مكانه دون محاولة القيام بشيءٍ خارج عن المألوف، وخوض تجارب جديدة من شأنها تغيير واقعه وتدفعه قدماً للأمام، واكتشاف مكامن القوة لديه؛ فالأمر الذي قد يساعد على زيادة الثقة بالنفس أن يُجرِّب الشخص التحدث أمام مجموعةٍ من الأشخاص، أو يُقدِّم نفسه لأشخاص جدد.

6. تجنُّب المقارنة مع الآخرين:

تنتشر في الوقت الحالي مسألة المقارنة مع الآخرين والنظر إلى ما هم فيه من سعادة وفرح وثروة، وهذه إحدى أكبر المشكلات التي نتجت عن وسائل التواصل الاجتماعي في وقتنا الحالي؛ وهذا يدفع الشخص لعدم الرضى عن نفسه وعن واقعه الذي يعيش فيه وتجاهل كل النعم التي ينعم بها وتقديرها والامتنان لها؛ لذلك من الأجدر التركيز على وضعك الحالي، فلن يحكم أحد عليك للظروف التي خلقت فيها؛ لأنَّك لا تملك اختيارها، ولكنَّ نجاحك المستقبلي وإنجازاتك هي من تبني حياتك ومستقبلك.

7. عدم الخوف من الوقوع في الخطأ:

جميع الأشخاص يخطئون، ولكن يجب مواجهة الخطأ بكل ثقة وتقبُّله وتحمُّل المسؤولية الكاملة عنه، والنظر إلى هذا الخطأ بوصفه درساً يمكن التعلُّم منه ووضع خطة لتجنبه في المرات القادمة، فيقول أحد الحكماء إنَّ التجارب الفاشلة تقود إلى النجاح المبهر، فلا نجاح دون فشل، فالفشل بداية الطريق للنجاح وكل ما علينا فعله هو أن نتعلمَ من تجاربنا الفاشلة وأن تتحاشى الوقوع بنفس الخطأ مرة أخرى، وبذلك فقط سنتمكن من الوصول إلى النجاح وسنصبح أكثر ثقة بأنفسنا.

8. الاهتمام بالنفس:

المحافظة على مظهرك الخارجي، فيعطي المظهر الخارجي انطباعاً إيجابياً عن الشخص، كما يترك أثراً حسناً في نفسية المرء، وهذا يُنمِّي ثقته بنفسه؛ ولذلك يجب أن تعتني بمظهرك الخارجي مثل أناقة الملابس وتسريحة الشعر والنظافة الشخصية.

9. تجزئة الأهداف الكبيرة إلى أهداف أصغر:

إنَّ وضع الأهداف الكبيرة وتجزئتها إلى أهداف مرحلية أصغر يساهم في تحقيقها بشكل أسرع؛ كما يساهم في التخفيف من حدة الضغط الذي قد يتعرض له الشخص جراء الالتزام بالمواعيد المحددة لتحقيقها، ويجب مراعاة أن تكون هذه الأهداف محددة وقابلة للقياس والعمل بجدٍ على تحقيقها؛ فهذا يُعزز من الثقة بالنفس عند إنجازها.

10. تجربة أمور جديدة:

لن نطلب منك أن تخاطر بنفسك حتى تثبت للآخرين قوتك وثقتك بنفسك؛ بل أن تملك الشجاعة الكافية لتجربة الأشياء الجديدة، وأن تتخطى حاجز الخوف، وأن تتعلَّم كل ما هو مثير وغريب؛ فهذا يساهم في تزويد حماستك والجرأة ويُنمِّي الثقة بداخلك.

11. تحفيز نفسك عبر التوكيدات الإيجابية:

احرص على تحفيز نفسك دائماً عبر استخدام التوكيدات الإيجابية؛ مثلاً قُل إنَّك تستطيع القيام بكل شيء، وإنَّك قادر على تحقيق النجاح والوصول إلى أهدافك، إذا كنت تردد هذه العبارات يومياً سيُخزِّن عقلك الباطن هذه المعلومات وسيعمل وفقاً لذلك، ومع الوقت ستلاحظ أنَّك تمكنت بشكل فعلي من تحقيق كل ما تتمناه وستزيد ثقتك بنفسك وبقدراتك.

12. الاهتمام ومراقبة لغة الجسد:

اجلس وأبقِ ظهرك مستقيماً ورأسك مرتفعاً ووجِّه نظرك إلى الشخص الذي تحدثه مع المحافظة على ابتسامتك، أو التحدث بنبرة صوت واضحة مع لفظ الحروف بشكل صحيح وواضح، فهذا سيوحي لكل من هم حولك بأنَّك شخصٌ واثقٌ من نفسه، وهذا سيشعرك بالرضى التام عن نفسك.

13. تثقيف النفس:

اهتم بتوسيع دائرتك الاجتماعية وخصص جزءاً من وقتك لقراءة الكتب في المجالات المختلفة؛ إذ ستمكنك الثقافة من الاطلاع على أهم المعلومات المطروحة في وقتك؛ وهذا يشجعك على المشاركة بثقة في جلسات الحوار والمناقشات وإبداء رأيك بوضوح، وهذا ما سيجعلك تبدو واثقاً من نفسك.

14. البناء على نقاط القوة الخاصة بك:

من المفيد القيام بمزيد من الأشياء التي تجيدها وبقدر أقل القيام بالأشياء التي لا تكون جيداً فيها، والتركيز فيما بعد على تقوية الجوانب الضعيفة لديك، إذا كنت تتطلع إلى بناء الثقة في نفسك.

في الختام:

الثقة بالنفس؛ هي أمرٌ لا غنى عنه لأي إنسان مهما كان موقعه أو عمله، وهي حاجةٌ ضروريةٌ لتحديد النجاح الشخصي والعملي ومواجهة التحديات والعقبات وبناء الاحترام الذاتي، وقد تعرَّفنا إلى أسباب ضعف الثقة النفس وكيف نتعامل معها، وكيف يمكن اكتسابها وتنميتها بطريقة مختلفة، لنحقق أهدافنا ونجاحنا الذي نريده ونسعى لتحقيقه.