ما هو الجاثوم؟ كل ما تريد معرفته عن الجاثوم في

ما هو الجاثوم؟ كل ما تريد معرفته عن الجاثوم في
(اخر تعديل 2023-08-31 06:00:20 )
بواسطة

ما هو الجاثوم في العلم؟

يُطلق على الجاثوم في العلم اسم ظاهرة "باراسومينيا" والمعروفة بشلل النوم؛ إذ يستيقظ الفرد وكأنَّه مصاب بتخدير عام لا يستطيع الكلام أو الحركة لفترة مؤقتة تستمر من ثوانٍ إلى دقائق قليلة.

إنَّ الجاثوم ظاهرة منتشرة؛ لكنَّ تكرارها على الفرد نفسه قليل الاحتمال جداً؛ إذ أثبتت الدراسات أنَّ الجاثوم يهاجم الأفراد البالغين حديثاً الذين لم تستقر تغيرات جسدهم الهرمونية والفيزيولوجية بعد.

يطلق بعض الأطباء على الجاثوم اسم شلل الاستيقاظ بدل النوم؛ إذ أثبتت دراسات فرنسية أنَّ أغلب حالات الجاثوم تحدث عندما يكون الشخص غارقاً في نوم عميق ثم يستيقظ فجأة فيهاجمه الجاثوم.

ما هو الجاثوم في الإسلام؟

الجاثوم في الإسلام حالة مرضية نفسية تسبِّب شللاً مؤقتاً في أجزاء الجسم كله باستثناء الرؤية والسمع، وقد يظن بعض الأشخاص أنَّ ذلك يرتبط بالسحر أو الجن؛ لكنَّه ظن خاطئ.

الجاثوم غير مذكور في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، وبناءً على ذلك إنَّ رأي المسلمين مثل رأي العلم في الجاثوم، لكن يضاف إليه أنَّ الجاثوم في الإسلام هو روح شريرة تصيب الأشخاص البعيدين عن ذكر الله تعالى، مثل غير المصلين أو غير قارئي القرآن والمبتعدين عن الدعاء.

تفسير الجاثوم في الإسلام:

يفسر بعض المسلمين حدوث الجاثوم في الإسلام أنَّ الشيطان ينفخ على الشخص المصاب بالجاثوم فيصيبه بشلل بسبب كثرة معاصيه أو سحر حل عليه.

له سبب آخر وهو جثوم الشيطان فوق الشخص، فيضغط على قلبه ونفسه ليشعر بالاختناق وكأنَّ روحاً شريرة سكنته.

أسباب الجاثوم في الإسلام:

إن سألتني ما هو سبب الجاثوم الرئيسي في الإسلام؟ سأخبرك بأنَّ الإشاعات تلقي السبب على ضعف الإيمان وترك الصلاة والابتعاد عن قراءة القرآن الكريم؛ ومن ثَمَّ يقترب منك الجن أو الوسواس الخناس ويحاول أن يسكن فيك، لكن في الحقيقة لن أستطيع منحك إجابة واضحة؛ لأنَّ الأسباب متعددة جداً وسأثبت لك الآن ذلك من خلال استعراضها واحدة تلو الأخرى:

1. المرض النفسي:

إنَّ المريض بالأرق والهلوسة والقلق والأهم من ذلك كله الاكتئاب أكثر عرضة لهجوم الجاثوم؛ إذ إنَّ حالته النفسية غير مستقرة.

2. قلق في النوم:

يهاجمك الجاثوم إن نمت في أوقات غير منتظمة أو بأجواء غير مريحة؛ ومن ثَمَّ لن تغط في نوم عميق وسيبقى نومك قلقاً، إضافة إلى أنَّ وضعية النوم لها علاقة بظهور الجاثوم؛ فالأشخاص اللذين ينامون بوضعية الاستلقاء على الظهر طوال الليل معرضين للجاثوم أكثر من غيرهم.

3. تغيير ما في أسلوب الحياة:

قد يصيب الجاثوم الأشخاص الذين تعرضوا لتغيير مفاجئ في أسلوب حياتهم، على سبيل المثال موت شخص ما أو الانتقال من مكان إلى آخر.

  • الأشخاص الخاضعون لعلاج يتطلب تناول الأدوية المخدرة أو المهدئة يزيد لديهم خطر التعرض للجاثوم.
  • إيَّاك والتوقف المفاجئ عن العلاج النفسي: قد يهاجمك الجاثوم بسهولة في حال الاضطرابات النفسية لديك وخصيصاً إن التزمت بتناول دواء نفسي ما.
  • تتالي الكوابيس: تستيقظ أنت وما يزال عقلك الباطن يظن أنَّك مستغرق في الحلم؛ ومن ثَمَّ تبقى العضلات لديك في حالة الاسترخاء.

ما هي أعراض الجاثوم؟

أعراض الجاثوم الشائعة واضحة لدى الجميع، وسُمي شلل النوم بناءً على هذه الأعراض:

  • يجعل الجاثوم الشخص غير قادر على الكلام؛ إذ يشعر الشخص برغبته الشديدة في الصراخ وطلب النجدة؛ لكنَّه يفشل في ذلك.
  • عدم القدرة على تحريك جذعك أو أطرافك.
  • فتح العينين وتوسع الحدقة وكأنَّك بمشهد المذهول من حدوث شيء ما.
  • تخيل شخصيات مخيفة تلاحقك.
  • صعوبة التنفس والشعور بالاختناق وضيق الصدر.

شاهد بالفيديو: كيف تتخلّص من الكوابيس المرعبة؟

أنواع الهلوسة بعد الجاثوم:

سوف تواجه بعد تجاوزك شلل النوم هلوسات بحسب درجة تأثير الجاثوم النفسي فيك؛ لذلك تصنف هذه الهلوسة إلى أصناف عدة كالآتي:

  • هلوسة سمعية بعد الجاثوم: يسمع الشخص أصواتاً مخيفة مزعجة تصيبه بالأرق بين حين وآخر.
  • هلوسة بصرية: يُطلق عليها البارادوليا؛ إذ يرى المصاب أشكالاً غير محددة وشخصيات وهمية مخيفة، أو يصعب عليه تمييز الأشياء الحقيقية، فمن الممكن أن يظن مقبس الكهرباء وجهاً مخيفاً، ويُعدُّ ذلك من مخلفات الجاثوم.
  • الهلوسة الحسية: يخاف الفرد من لمس الأشياء فيتخيلها أشياء أخرى بسبب اختلاط المشاعر لديه بين الواقع والخوف.

علاج الجاثوم في الإسلام:

علاج الجاثوم في الإسلام هو علاج روحاني يعتمد على التقرب من الله تعالى وقراءة الأذكار والأدعية، ومن الأدعية التي يمكن استخدامها في هذه الحالة، الدعاء الآتي: "باسمك اللهم أموت وأحيا" وأيضاً دعاء: "اللهم إنِّي سلَّمت إليك نفسي وفوضت إليك أمري وألجأت إليك ظهري، رهبة ورغبة فلا ملجأ منك إلا إليك".

الأهم من ذلك كله الاستعاذة من الشيطان الرجيم إضافة إلى توكيل أمرك لله عز وجل والاستماع إلى القرآن الكريم يومياً دون انقطاع، ويُعدُّ هذا العلاج الروحاني للجاثوم في الإسلام، ويكون مرافقاً للعلاج الطبيعي المبني على الآتي:

  • أخذ قسط كاف من الراحة.
  • الاسترخاء وعدم إقحام نفسك فيما يقلق هدوءك أو يغضبك.
  • المتابعة مع طبيبك النفسي بانتظام.
  • اختيار وضعية نوم مريحة وعدم الاستلقاء على ظهرك.
  • الامتناع عن العقاقير الحاوية على مادة مخدرة.
  • السيطرة على الأفكار والنظر بإيجابية إلى مجريات الأحداث من حولك.
  • عند تعرضك للجاثوم حاول تحريك عينيك إلى اليمين واليسار سيساعدك ذلك على التخلص منه بسرعة وتخفيف مضاعفاته.

أسماء أخرى للجاثوم:

احتار العلماء والأشخاص في إيجاد اسم محدد للجاثوم عند ظهوره، وسُمي جاثوماً نسبةً إلى الفعل يجثم؛ أي يجلس فوق صدر الشخص ويضغط عليه حتى يكاد يختنق وبعد انتشاره وجدنا له أسماء أخرى أطلقها آخرون وهي:

  • عفريت النوم: سُمي بذلك لأنَّه يظهر للشخص بأشكال مخيفة جداً تشبه العفاريت.
  • شلل النوم: عندما يكون الشخص مستغرقاً في النوم ويستيقظ استيقاظاً مفاجئاً لا يستطيع الكلام أو الحركة أو حتى الاستغاثة.
  • شلل اليقظة: هكذا سمَّاه الدكتور الفرنسي "جيكلي"؛ إذ عُدَّ أنَّ أغلب حالات الجاثوم تحدث عند الاستيقاظ بسرعة خلال النوم؛ ومن ثَمَّ يكون الشخص واعياً لحدوث الجاثوم؛ لكنَّه غير قادر على التعبير عن ذلك بالصراخ إلا بعد زواله.
  • متلازمة الجنية العجوز: يقال إنَّ الجاثوم يشبه ساحرة لديها حدبة في ظهرها تستلقي فوق الشخص، فتؤلمه بشدة، حتى إنَّ بعض الأشخاص الذين تعرضوا للجاثوم وجدوا علامات غريبة على جسدهم بعد الاستيقاظ مثل كدمات زرقاء.
  • شيطان النوم: يظن بعض الأشخاص أنَّ الجاثوم في الإسلام مس شيطاني أو روح شريرة تسكن الشخص المصاب به.
  • خطل النوم.
  • البارا سومينيا.

نصائح بعد الجاثوم:

بالتأكيد لن تستطيع التخلص من الجاثوم بسهولة، فسترافقك ملحقاته لوقت ما بعد أن يصيبك مثل الخوف الشديد والهلوسة بالأصوات وغير ذلك؛ لذا يجب أن تكون مستعداً للنصائح الطبية لمواجهة الجاثوم ونصائح روحانية من الإسلام لتخفيف آثار الجاثوم النفسية عليك كالآتي:

  • حاول الحفاظ على الهدوء والتركيز.
  • غيِّر مكان نومك لفترة مؤقتة ليساعدك ذلك على التخلص من أعراض الخوف.
  • ركز على المتابعة مع طبيب نفسي.
  • مارس التمرينات الرياضية دورياً.
  • احرص على قراءة القرآن الكريم والأذكار والأدعية.
  • ابتعد عن ارتكاب المعاصي.
  • استخدم البخور في منزلك والروائح الزكية؛ إذ تُعدُّ عوامل مهدئة للأعصاب.
  • البس الملابس المريحة والفضفاضة عند الخلود إلى النوم.

علاقة الجاثوم بالمس الشيطاني:

إن تساءلت هل الجاثوم سحر أو عمل أو روح شريرة سكنتك أو غيره سأجيبك بأنَّ هذا حقاً ظن شائع جداً للجاثوم وخصيصاً في الإسلام، وإن ظننت أيضاً ذلك يجب أن تبقى قريباً من الله تعالى في عبادتك، لكن في الحقيقة إنَّ الجاثوم ظاهرة علمية لها تفسير منطقي ودوافع لتحدث؛ ومن ثمَّ لا نستطيع الجزم بأنَّ كل شخص لديه الجاثوم أصابه مس شيطاني.

هل الجاثوم قاتل؟

لا يمكن للجاثوم أن يقتل الشخص المصاب به؛ إذ إنَّه ليس مرضاً؛ وإنَّما ظاهرة أو حالة نفسية؛ لكنَّ الشخص سيشعر بعد الجاثوم بالتعب الشديد والآلام في العضلات، وكأنَّ شخصاً ما قد أبرحه ضرباً، وهذا أمر طبيعي بسبب الجهد الذي بذلته العضلات في مقاومة الجاثوم.

من الممكن أن يرى المصاب كدمات مختلفة على جسده سببها الضغط على الأعصاب بشدة إضافة إلى ضيق النفس بشكل يشبه الاختناق، ومع أنَّ هذه المشاعر التي ذكرتها لك مخيفة حقاً، فإنَّها غير قاتلة وستزول تدريجياً بعد فترة قصيرة من تجاوز صدمة الجاثوم.

تكرار الإصابة بالجاثوم:

إن أصابك الجاثوم مرة، يجب الحرص على اتباع العادات الصحية السليمة إضافة إلى اتباع الروحانيات المريحة في الإسلام للوقاية من الجاثوم؛ إذ إنَّ عدم التغيير في نمط حياتك قد يسبِّب لك هجوم شلل النوم مرة أخرى على جسدك وهذه ظاهرة مزعجة حقاً.

في الختام:

الجاثوم ظاهرة نادرة الانتشار وغير خطرة، فلا تسبِّب الموت، ويستمر العلماء بالبحث العميق فيها؛ لكنَّ الأمر صعب جداً وبطيء للوصول إلى نتائج مقنعة تتفق بين العلم والإسلام، وبدورنا هذا حاولنا إظهار كل ما تود معرفته عن الجاثوم في الإسلام لنسهِّل عليك البحث.