3 أفكار لإظهار التقدير للآخرين

3 أفكار لإظهار التقدير للآخرين
(اخر تعديل 2023-09-25 06:39:14 )
بواسطة

تكمن المشكلة في غياب تقدير الآخرين؛ فالتقدير فن لا يلقى اهتماماً في ثقافتنا التي تركز على انتقاد الآخرين، وقد قلَّ مَن يعلِّمه ويمارسه، ولكن يجب تغيير ذلك؛ إذ يُعد التقدير أحد العوامل الهامة لتحفيز السلوك الإنساني، وغيابه من الأسباب التي أفقدت حياتنا بريقها؛ لكنَّنا بحاجة إلى أن يسطع نجمنا في كل شيء نفعله أكثر من أي وقت مضى؛ لذا حان الوقت لتعلم المهارة البسيطة هذه وممارستها. إليك فيما يأتي:

ثلاث أفكار عن كيفية ممارسة فن التقدير في العمل والمنزل لتعيد البهجة للحياة:

1. إخبار الآخرين بأنَّك تقدِّر جهودهم المبذولة:

نجد صعوبة في تقدير الآخرين أحياناً؛ لأنَّهم لم يبلغوا الهدف المطلوب منهم بَعد، أو لم يحققوا النجاح الذي نريده؛ فلا نحتفِ بهم إلا بعد تحقيق النتائج؛ كتسليم مشروع أو خسارة الوزن أو حل مشكلة؛ لكنَّ بذل الجهد المناسب هو ما يحقق النتائج المطلوبة.

قد يكون إعلام الشخص الآخر بمراقبتك لخطواته التي يخطوها نحو الهدف أمراً فعالاً ومشجعاً، حتى لو لم يحقق الفرد الهدف النهائي بَعد؛ فمثلاً عندما كنتُ أعمل على تأليف كتابي كان من الرائع أن أسمع الأصدقاء والزملاء يقولون أشياء مثل: "أنا فخور بكِ لمواصلة الكتابة وعدم الاستسلام"، ولكن لسوء الحظ تلقَّيتُ أكثر سؤال أتلقاه عادة حتى من أكثر الناس الذين نيتهم طيبة، وهو: "متى ستنتهين من تأليف الكتاب بالضبط؟"؛ الأمر الذي لم يساعدني أو يحفزني.

شاهد بالفديو: 10 نصائح لتعزيز إنتاجية موظفي شركتك

عليك تغيير أسلوبك وتدريب نفسك على الانتباه للأعمال الإيجابية والجهود التي يبذلها الآخرون يومياً، والثناء عليها؛ فأعمالهم البسيطة تحقق كثيراً من التحسينات مع الوقت، وتشكِّل القرارات والإجراءات التي يتخذونها دائماً فارقاً كبيراً على الأمد الطويل، ما إن تلاحظ الجهود هذه أخبر أصحابها بمدى تقديرك لهم كما في الأمثلة الآتية:

  • "لقد لاحظتُ أنَّك قضيت وقتاً إضافياً مع الموظف الجديد عندما بدأنا في مشروعنا، وكان ذلك تصرفاً ذكياً جداً، ولم يخطر في بال أحد آخر، أنا متأكد من أنَّه أفاد الموظف أيضاً، وأردتُ أن تعرف أنَّني لاحظت ذلك".
  • "أردتُ أن أشكرك على البهجة والإيجابية التي تضفيها على مكان العمل؛ إذ يمكن أن يصعب العمل أحياناً؛ لكنَّني لاحظت أنَّ الابتسامة لا تفارق وجهك، وأنا أقدِّر ذلك حقاً".
  • "يا أمي، قد تختلف آراؤنا أحياناً، لكن عليكِ أن تعرفي أنَّني أعلم أنَّك تريدين مصلحتي دائماً، وأنا ممتن لأنَّك تدعمينني بهذه الطريقة".

إذاً حدد الأمور الإيجابية التي ترى شخصاً آخر يفعلها وتستحق التقدير، وأخبره بها كي يراها أيضاً.

2. تخصيص وقت للتعبير عن تقديرك لشخص ما:

الوقت ليس مشكلة؛ فجميعنا نملك الكمية ذاتها من الوقت يومياً، ولدينا القدرة على اختيار ما نفعله به، وأحد الخيارات البسيطة لإظهار التقدير هو تخصيص بعض الوقت في اجتماعك أو محادثتك القادمة للثناء على شخص ما، أو التعبير عن تقديرك لعمل لطيف قدَّمه؛ فكم من الوقت سيستغرق قول ما يأتي:

  • "قبل النظر في جدول أعمالنا اليوم أردتُ أن أشكر فريق التكنولوجيا على كل ما فعلوه لمساعدتنا على التقدم في هذا المشروع، أنا أقدِّر حقاً كل ما فعلتموه يا (يمكنك ذكر أسمائهم)، فلننتقل الآن إلى أول بند في جدول أعمالنا…".
  • "عزيزتي، قبل أن ندفع فواتير الشهر هذا أرغب في أن أقول كم أنا فخور لأنَّنا تمكنَّا من تخفيف ديوننا كثيراً هذا العام".

3. تقديم الشكر للناس دائماً:

أصبحت كلمة "شكراً" مبتذلة بالنسبة إلى بعض الأشخاص، ويستخدمونها للمجاملة فحسب دون أن يعنوا تقديم الشكر فعلاً، حتى إنَّ أحد العملاء أخبرني بأنَّه عندما يشكره مديره يعني بذلك أنَّه "يمكنه الانصراف الآن"، ولكن لا داعي لأن تفعل ذلك؛ بل يمكنك تجربة طريقة مختلفة؛ ففي المرة القادمة التي تريد أن تشكُر فيها شخصاً انظر في عينيه، وقل كلمة: "شكراً"، ثمَّ أطِل النظر قليلاً، واصمت لبرهة؛ إذ تنجح الحيلة هذه؛ لأنَّ صمتك هذا يُنشئ مساحة تبقيك حاضراً ومدركاً لما تعبِّر عنه، كما أنَّه يوفر وقتاً للآخر ليدرك صدق شكرك.

بالطبع إذا أردت أن يكون لكلماتك وقعاً أكبر فجرِّب تقديم بطاقة شكر؛ فبطاقات الشكر المكتوبة بخط اليد لن تفقد قيمتها يوماً؛ لذا اشترِ مجموعة من بطاقات الشكر، وخصص 90 ثانية لكتابة رسالة إلى شخص تقدِّره، حتى لو كنت تراه كل يوم؛ فعلى خلاف البريد الإلكتروني تلقى الرسائل الورقية اهتماماً أكبر؛ فهي تُقرَأ ويُحتفَظ بها وتبقى في الذاكرة؛ وذلك لأنَّها فنٌّ مثلها مثل التقدير تماماً.