3 سلوكات سامة تسبب الإزعاج والملل للآخرين

3 سلوكات سامة تسبب الإزعاج والملل للآخرين
(اخر تعديل 2023-10-29 06:00:19 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (ERIN FALCONER)، وتُحدِّثنا فيه عن تجربتها مع السلوكات التي تسبب الملل للآخرين.

لقد اكتشفت أنَّ إدراك هذه الحقائق أمر أساسي ليس فقط من أجل فهم الناس بطريقة أفضل؛ بل أيضاً من أجل تعديل سلوكنا بحيث يكون له أكبر تأثير إيجابي في الآخرين؛ فما من شيء أكثر أهميةً في الحياة من أن نفهم الآخرين، ونتعلم كيف نتواصل معهم ونوافقهم؛ فمن خلال هذه الميزة تنشأ لدينا القدرة على تكوين علاقات أفضل تكون الأساس لتحقيق المكاسب الشخصية والمادية، هذا هو أكثر ما نسعى إليه في الحياة؛ فإلى جانب تحسين صحتنا فإنَّ تحسين علاقاتنا وصداقاتنا والحصول على مزيد من المال هو ما يمكن أن يحقق لنا نمط الحياة الذي نرغب فيه؛ لذلك اسمحوا لي أن أسألكم السؤال الآتي: "إلى أي مدى يُعَدُّ هاماً بالنسبة إليكم التعرُّف إلى السلوكات التي نُظهرها وتؤدي إلى نفور الآخرين منا؟".

ستكون قادراً من خلال التعرُّف إلى هذه السلوكات على تجنُّب القيام بها، إذا لم تكن حالياً على دراية بها؛ ما يؤدي إلى تكوين علاقات أمتن مع الناس الموجودين في حياتك؛ لأنَّك إذا لم تعلم ما الذي ينفِّر الناس منك - مع العلم أنَّهم لن يخبروك بهذه السلوكات على الأغلب - فستزعج الآخرين من دون قصد ودون أن تدرك ذلك أصلاً، وستستمر بذلك طوال حياتك على الأرجح.

هذا ما كنت عليه إلى أن قمت بالتغيير، في منتصف العشرينيات من عمري لم أُعِر اهتماماً أبداً للأشياء التي كنت أتحدث عنها، والسبب اللاواعي للحديث عن هذه الموضوعات، وربَّما الأهم من هذا كله طريقة تفاعل الناس وجدانياً مع ما كنت أقوله، فلم يتغير شيء حتى بدأت أولي اهتماماً لطريقة تفاعلي مع ما كان يقوله الآخرون، وعند ذلك أدركتُ أنَّني عندما أتحدث بالطريقة نفسها التي يتحدثون بها، فإنَّني كنت على الأغلب أؤثر في الآخرين بالطريقة نفسها التي أتأثر بها دون أن أدرك ذلك.

الأسوأ من ذلك أنَّ هذه الآثار كانت سلبية في معظم الأوقات، أو بعبارة أخرى كانت أشياء مملة أو مزعجة، أو في أحيان أخرى كانت تُغضب الآخرين، ولم يخبرني الآخرون عن الأشياء التي تزعجهم، وينطبق الشيء نفسه على الجميع غالباً؛ فإذا كنت تتصرف بطريقة تسبب الملل أو الإزعاج للآخرين فلن يخبروك بهذه الأشياء على الأرجح؛ لكنَّ ذلك لا يغيِّر حقيقة أنَّك تقوم بأشياء مزعجة أو مملة بالنسبة إلى الآخرين؛ لذلك أردت الحديث عن بعض الأشياء الشائعة التي اعتدت قولها وكانت لها هذه الآثار السلبية في الآخرين.

منذ أن اكتشفت هذه الأشياء، فقد لاحظت أنَّ معظم الناس يقومون بها أيضاً؛ لذلك أشجعك على مراقبة نفسك لتكتشف إذا كنت تقوم بها أيضاً، وإذا كنت كذلك، فإنَّني أنصحك بالعمل على التخلص من هذه السلوكات السامة في علاقاتك مع الآخرين.

شاهد بالفيديو: سلوكيات خاطئة تجعل حياتك مضطربة

إليك 3 سلوكات سامة تسبب الإزعاج والملل للآخرين:

1. التذمر:

ربما أكثر سلوك سام شائع لدى الناس هو التذمُّر، فإذا كنت تجد نفسك تتذمر من مشكلاتك الصحية، والمالية، أو المشكلات على صعيد علاقاتك، حتى وإن أظهر الآخرون موافقتهم على ما تقوله، فيجب أن تعرف أنَّهم على الأرجح لا يبالون بما تقوله.

فكِّر في آخر مرة تذمَّر فيها شخص أمامك، هل اهتممت بما قاله؟ هل كنت مهتماً بصدق بسماع مشكلاته وخيبة أمله؟ أراهن أنَّك لم تكن مهتماً، وكما أنَّك تشعر بالملل والانزعاج من سماع شكاوى الآخرين؛ فهم كذلك أيضاً؛ لذا قلل من التذمُّر في علاقاتك؛ فبذلك ستتجنب إزعاج الآخرين وإثارة رغبتهم في أن تتوقف عن الحديث.

2. التباهي والتفاخر:

إذا وجدت أنَّك تتباهى بنفسك، وبإنجازاتك، وأهدافك، أو ممتلكاتك فيجب أن تدرك أنَّك لم تكن تزعج الآخرين فحسب؛ بل كنت تتسبب في فقدان احترامهم لك، هل قابلت في السابق شخصاً يستمر في التباهي بنفسه وإنجازاته وممتلكاته؟ لا بدَّ أنَّك شعرت بالانزعاج والامتعاض؛ لذلك لا تقم بذلك مع الآخرين؛ لأنَّك لن تكسب شيئاً سوى خسارة احترامك، ومصداقيتك في أعينهم.

3. الإسهاب في شرح الآراء:

إذا كنت شخصاً يبالغ في التمسك بآرائه، وتقوم طوال الوقت بشرح وجهات نظرك وآرائك عن العالم، وعن الأخطاء الموجودة، والطريقة الصحيحة لسير الأمور، أو أياً يكن، لا سيَّما عندما لا يطلب أحد رأيك فيجب أن تعلم على الأغلب أنَّك تسبب الملل والإزعاج للآخرين، خصوصاً إذا كنت تسهب في الشرح كثيراً بحيث لا تفسح مجالاً للآخرين من أجل الحديث.

بالطبع قد يُظهرون موافقتهم على ما تقوله؛ لكنَّهم في الواقع لا يهتمون، إنَّهم فقط يمارسون سلوكاً مهذباً، فكِّر في نفسك فأنا أراهن أنَّك قابلت شخصاً ما يتحدث طوال الوقت عن آرائه ووجهات نظره، ولقد أجبرك على سماع آرائه، وشعرت بأنَّك مضطر إلى خوض نقاش من جانب واحد، إنَّها تجربة مرهقة للغاية تجعلك تشعر بأنَّك مضطر إلى الاستماع رغماً عنك؛ لذلك توقف عن القيام بذلك إذا كنت تقوم به؛ لأنَّ الشعور نفسه سيراود الآخرين، وإذا لم يطلب أحدهم رأيك فاحتفظ به لنفسك، ولا تطرحه على الآخرين.

لقد وجدت أنَّ هذه السلوكات السامة الثلاثة هي الأشياء الأساسية التي تزعج الآخرين، فتقوم طريقتهم في الحديث مع الآخرين على التحدُّث طوال الوقت دون أن يستمعوا، والنتيجة أنَّهم ينفِّرون الآخرين، إذا كان الحديث مختصراً فإنَّ الناس يشعرون بالملل بسرعة، ويتوقفون عن التفاعل مع الآخرين، وإذا كان الحديث طويلاً فإنَّ الناس يشعرون بالضيق، والقلق، والانزعاج.

جذب انتباه الآخرين واهتمامهم هو السر في التفاعل الرائع الذي يؤدي إلى علاقات قوية، وجزء من جذب اهتمام الآخرين وانتباههم هو في تجنُّب قول أو فعل شيء يؤدي إلى إزعاجهم أو إصابتهم بالملل؛ لذلك إذا كنت ترغب في أن يتفاعل معك الآخرون بطريقة أفضل فتوقف عن التذمُّر، والتباهي، والمبالغة في التعبير عن آرائك.

سيفسح هذا المجال لترك أثر إيجابي في علاقتك مع الآخرين، إضافة إلى التواصل وطرح موضوعات أخرى تؤدي إلى التفاعل الإيجابي والممتع.