6 طرق بسيطة للمحافظة على الرضى في علاقاتك

6 طرق بسيطة للمحافظة على الرضى في علاقاتك
(اخر تعديل 2023-10-10 06:03:14 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة "نيكول ويت" (Nicole Witt)، وتُحدِّثنا فيه عن أهم الطرائق للمحافظة على السعادة والرضى في علاقاتنا الاجتماعية.

6 طرق بسيطة للمحافظة على الرضى في علاقاتك:

1. عيشُ الحياة دون توقعات:

التوقعات هي أحقاد ومشاعر استياء مُنتظَرة الحدوث؛ فنحن غالباً ما نشعر بالخذلان والإحباط وخيبة الأمل والاستياء حين نتوقع تصرُّفاً مُعيَّناً أو الشعور بأحاسيس مُحدَّدة من شخصٍ ما، ثمَّ نتعرض للخذلان لعدم تحقق توقعاتنا، ويُعَدُّ توقُّع الحصول على السعادة أحد أكبر التوقعات وأعظمها لدى البشر، لا سيَّما حين يتوقع المرء الشعور بالسعادة مع شريك حياته؛ فدائماً ما نرغب في وجود شخصٍ يُشعرنا بالسعادة ونتوقع ذلك منه بالفعل، وبعد ذلك نشعر بالاستياء من ذلك الشخص عندما يختفي بريق العلاقة الجديدة ونبدأ بالشعور بالتعاسة من جديد؛ ذلك لأنَّنا لم نفهم أنَّنا يجب أن نسعِدَ أنفسنا دون الاعتماد على الآخرين؛ لذا نشعر بأنَّنا يجب أن نلقي اللوم عليه.

أعلم أنَّ كلامي هذا يبدو كئيباً وخالياً من المشاعر، ولكنْ لا تتوقع أن يفعل أي شخصٍ شيئاً من أجلك، حتَّى في يوم عيد ميلادك؛ فإن كنتَ ترغب في أن يكون يوماً مُميَّزاً عليك أن تعمل على ذلك بنفسك؛ كأن تبادرَ وتحجزَ لتناول الطعام في مطعمك المُفضَّل وتبتاعَ لنفسك باقةً جميلة من الورود، وخططْ لقضاء يومٍ رائع من أجل إسعاد نفسك، وإن فعل الآخرون شيئاً مميَّزاً لأجلك خلاله سيجعله ذلك أكثر روعةً فحسب، ومن المؤكَّد أنَّ هذا الاقتراح أحسن من الجلوس في المنزل مستاءً من حقيقة أنَّ الأشخاص المحيطين بك لا يعاملونك كالملوك.

لا تتوقع من الآخرين أن يجدوا أهميةً في أمر ما لمُجرَّد أنَّك تُعِدُّه هاماً؛ فمثلاً يتَّسخ باب المرآب في منزلي لأبعد الحدود، حيث ألحظ الأوساخ والوحل عليه كلَّما خرجتُ منه، وقد اعتدتُ الانزعاج بسببه طوال الوقت في الماضي، وكنتُ أفكرُ في السبب الذي يمنع زوجي من فعل أي شيءٍ لتنظيف ذلك الباب فهو يمرُّ من خلاله بقدر ما أفعل أنا، وأتساءل إن كان ينتظرني للقيام بحل تلك المشكلة أولاً؛ لذا في كل مرة كنتُ أخرج فيها من ذلك الباب كانت مشاعر الاستياء والامتعاض تكبر لديَّ شيئاً فشيئاً؛ لكنَّني أدركتُ في النهاية أنَّ منظر ذلك الباب المتَّسخ لا يزعجه! على الأقل ليس بقدر ما يزعجني شخصياً؛ إذاً إن أردتُ رؤيته نظيفاً كان عليَّ تنظيفه بكل بساطة، ولا يهمُّ مَنْ يجب أن يقوم بذلك العمل المنزلي الممل من حيث المبدأ؛ بل كلُّ ما عليَّ فعلُه هو تنظيفه حالاً كي أشعر بالتحسن وأمضي قدماً في حياتي.

2. وضع الحدود:

ترتبط الحدود بطبيعتك وشخصيتك، ولا ينبغي استخدامها عقاباً؛ بل وسيلة للحفاظ على سلامك الداخلي؛ فمثلاً قد يؤدي النقاش مع والدك بشأن الآراء والشؤون السياسية إلى شجار معه دائماً؛ لذا يمكنك وضع حدٍّ لذلك بعدم الدخول في نقاشات مماثلةٍ معه بعد الآن.

قرِّرْ ما الذي ستفعله إن تجاوز أحد الحد الذي وضعتَه لنفسك؛ فربَّما يمكنك الخروج للتنزه أو تغيير موضوع الحديث أو اختصار زيارتك للشخص الذي تجاوز حدودك.

تتمثل الخطوة التالية بإعلام الشخص الذي تعامله بحدودك سابقاً؛ فإن عدنا إلى المثال السابق يمكنك التحدث لوالدك؛ كأن تقول: "تعرف أنَّني أحبُّك أبي وأودُّ قضاء وقت ممتع معك؛ لكنَّنا كلما تناقشنا في السياسة يتحول الحديثُ إلى مباراة للصراخ والخلاف؛ لذا فقد قررتُ أنَّني لا أستطيع مناقشتك في شؤون سياسية بعد الآن، كما أنَّني سأغير موضوع النقاش فوراً أو سأغادر المنزل إن لزم الأمر إذا طُرِحَ ذلك الموضوع مُجدَّداً".

شاهد بالفيديو: 7 طرق في التعامل مع العلاقات السلبية

3. ترك عيوب الآخرين والعمل على إصلاح عيوبك عوضاً عن ذلك:

يبدو أنَّنا لا نواجه أي مشكلةٍ في إيجاد عيوب الآخرين وأخطائهم؛ إذ يمكن لكلٍّ منَّا على الأرجح كتابةُ قائمة بالأشياء والصفات التي تزعجه في شخصية مديره في العمل أو شريك حياته أو عائلته وغيرهم، ولكن إليكم ما في الأمر؛ إن كان يوجد نمطٌ سلوكي متكرر يزعجنا في شخصية أحدهم علينا أن ننظر داخل أنفسنا؛ فعادةً ما تكون الصفة التي نجدُها منفِّرةً في شخص آخر هي أيضاً شيءٌ نحاول إنكاره بشأن أنفسنا ونرفض الإقرار به.

قد تظنُّ أنَّك من المستحيل أن تتصرف بصورة مشابهة للسلوك الذي يزعجك بشأن أحدهم، وبالفعل قد لا تُظهِر الأمر أو تُعرِب عنه بالطريقة نفسها تماماً؛ لكنَّني أراهنك أنَّك ستجدُ له علاقةً بشيءٍ لا تحبُّه بشأن شخصيتك إن بحثت في أعماقك.

4. استخدام العبارات البادئة بكلمة (أنا):

ألاحظُ دائماً أنَّنا نستخدم كلمة (أنتَ) في عبارات كثيرة حين ندخل في جدالٍ حامٍ أو نقاشٍ حادٍّ مع أحدهم؛ كأن نقول: "أنتَ مَنْ فعل هذا بي، وأنتَ الذي أغضبتني، وأنتَ شخص فظٌّ ومعدوم الذوق"، وحين نستخدم كلمة (أنتَ) بهذه الطريقة فإنَّنا نوجه الاتهامات ونُلقي اللوم على الآخرين ونحملهم مسؤولية ما حدث ونستنزف طاقاتنا من خلال جعل شخصٍ آخر مسؤولاً عن مشاعرنا؛ لذا تحمَّل المسؤولية، وقُلْ: "أنا من شعر بالألم والظلم حين حدث ذلك، وأنا غاضب منك، وأشعر بأنَّ ما حدث قلَّل من تقديرك لي"؛ فأنتَ مَنْ تتحكم بمشاعرك وتسيطر عليها؛ لذا لا تمنح تلك القوة والسلطة لأحد آخر، واختر الطريقة التي تريد أن تسمح بها لتصرفاتهم بالتأثير فيك، ثمَّ اعترفْ بمسؤوليتك عن ذلك.

5. التحلي بالصبر:

يُعَدُّ هذا الأمر صعباً لأبعد الحدود، ولكن عليك أن تحاول ألَّا تبدي رد فعل فوري حين يتصرف أحدهم بطريقة تزعجك أو تُغضِبك؛ بل توقَّفْ قليلاً لفترة كافية على الأقل لأخذ نفسٍ عميق والتخطيط للتجاوب مع تصرفاته بطريقة مناسبة، وتذكَّرْ اللجوء إلى طريقة التفكير قبل الرد والتأكد من أنَّ الكلمات التي على وشك قولها مراعيةٌ للمشاعر ومفيدة وذكية وضرورية ولطيفة، وإن لم تتوافر الشروط السابقة في كلماتك التي ستردُّ بها يمكنك أخذ نفسٍ عميق آخر وإيجاد كلمات مناسبة أكثر أو القول إنَّك بحاجةٍ إلى وقت استراحة أطول قبل متابعة الحديث مع ذلك الشخص.

إن شعرتَ بالضيق والانزعاج بسبب موقفٍ ما، فعليك أن تمنحه نظرياً مدةَ 24 ساعة قبل التطرق له أو فتح موضوعه؛ فقد لا يبدو الأمر بتلك الأهمية التي تخيَّلتَها من قبل بعد مُضي 24 ساعة، وإذا كان ثمَّة أمرٌ تحسب أنَّه مؤذٍ حقاً للعلاقة لدرجة أنَّه قد يؤثر في استمراريتها حاولْ أن تمنحه وقتاً أطول ممَّا سبق للعمل على حلِّه.

يمكنك أن تدبِّر موعداً مُحدَّداً في المستقبل بعد شهر واحد ربَّما أو ستة أشهر وتنسى ذلك الموقف أو الأمر المزعج خلال تلك المدة، ثمَّ تتصرف بالطريقة المناسبة إن كانت المشكلة ما تزال قائمةً في ذلك التاريخ، ومن المدهش عددُ الأشياء التي نظنُّها مدمِّرةً وملحَّة في الوقت الحاضر ليتبينَ أنَّها غير هامة على الإطلاق بعد مضي ستة أشهر من الزمن.

6. عدم أخذ الأمور على المحمل الشخصي:

أنا متأسفة لإخبارك أنَّك لست السبب في كل شيءٍ يحدث في هذا الكون، وليس كلُّ ما يقوله أحدهم لك انعكاساً لشخصيتك أو صفاتك؛ بل هو انعكاسٌ لشخصية قائله أو حالته المزاجية ويعتمد سير الأمور خلال يومه وغير ذلك.

كل منا يعاني في حياته بطريقة ما، ويصدُف أن تكون أحياناً في مرمى الكلمات الجارحة لأحدهم حين تسوء الأوضاع، وأفضل ما يمكنك فعلُه في هذه الحالة هو الاستمرار بما كنت تفعله ومنحه بعض الوقت لتصفية ذهنه واستجماع أفكاره، وستجد أنَّه سيهدأ مع مرور الوقت، ولكن لا تسمحْ لتفكيرك بتلك الكلمات أن يستهلك طاقتك ويرهقك ويستحوذ على تفكيرك سواء اعتذر منك ذلك الشخص أم لا، وقد تضطر إلى وضع حدود جديدة؛ كأن تقرر تأخير إجراء محادثة مع شريك حياتك حتَّى يتناول فنجان قهوته الصباحي ويصفي ذهنه جيداً.

في الختام:

العلاقات الإنسانية مُعقَّدة جداً بدرجة متفاوتة فيما بينها، وقد قدمتُ لك عينةً بسيطة فحسب ممَّا يمكننا فعله للمحافظة على الرضى والإيجابية في علاقاتنا، وأهم ما في الأمر كلِّه هو المجهود الذي نبذله؛ فما دمنا نسعى جاهدين إلى تحسين علاقةٍ ما، فهذا يعني أنَّنا ما زلنا نهتم بتلك العلاقة.