نصائح لتحقيق الانسجام بين الأشخاص الانطوائيين

نصائح لتحقيق الانسجام بين الأشخاص الانطوائيين
(اخر تعديل 2024-04-09 06:35:15 )
بواسطة

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدون "هانتر نوتال" (Hunter Nuttall)، ويُحدِّثنا فيه عن نصائح لتحقيق الانسجام بين الأشخاص الانطوائيين والأشخاص الاجتماعيين.

أولاً؛ لنوضح ما نتحدث عنه، لذا سأستخدم التعريفات التي يستخدمها مؤشر "مايرز بريجز" للأنماط (Myers-Briggs Type Indicator)، ووفقاً لهذا المؤشر يكتسب الانطوائيون طاقتهم من عالمهم الداخلي، ويشعرون بالتعب إذا قضوا كثيراً من الوقت مع الناس، ومن ناحية أخرى، فإنَّ الأشخاص الاجتماعيين يحصلون على طاقتهم من العالم الخارجي المحيط بهم، ويصابون بالجنون إذا قضوا كثيراً من الوقت وحدهم، ولا علاقة لذلك بالمهارات الاجتماعية كما يتضح من الأشخاص الانطوائيين مثل: الممثل الكوميدي "جيري سينفيلد" (Jerry Seinfeld).

سواء كنت تفضل عالمك الخاص أم مخالطة الناس، فإنَّ خيارك هذا ثابت لا يتغير، لذا يمكنك إجبار نفسك على التصرف بطريقة لا تريحك، ولكنَّ الشخص الانطوائي لا يمكن أن يصبح اجتماعياً والعكس بالعكس، ومع ذلك، فإنَّ الانطوائية لها فوائد، على سبيل المثال، يشكِّل الانطوائيون تقريباً الغالبيةَ العظمى من المناصب الحكومية العليا في الجيش والمؤسسات، ولكن لن أناقش في هذا المقال ما إذا كان من الأفضل أن تكون انطوائياً أو اجتماعياً، فالحقيقة هي أنَّنا جميعاً يجب أن نتفاعل مع كلا النوعين كل يوم، وبصرف النظر عن نوع شخصيتك، فيمكنك تحسين علاقاتك بصورة كبيرة من خلال التعايش جيداً مع الأشخاص من النوع الآخر، وسنقدم لك فيما يأتي بعض النصائح للبدء.

4 نصائح للأشخاص الانطوائيين:

1. وضِّح للآخرين عندما تكون مشغولاً:

عندما يراك أحد الأشخاص الاجتماعيين تقرأ أو تكتب أو ربما تفكر، فقد يفترض أنَّ السبب الوحيد لفعل ذلك؛ هو عدم وجود من تتحدث معه، لذلك يعتقد أنَّه سيقدم لك معروفاً من خلال بدء محادثة معك، في حين أنَّه في الواقع يقاطعك.

لمنع حدوث هذا الأمر، تأكد من إعطاء إشارة إلى أنَّك تفعل أمراً ما ولا تبحث عن أي شخص لتتحدث معه في الوقت الحالي، ويمكن أن تكون هذه إشارة مرئية على سبيل المثال إغلاق الباب، أو لفظية على سبيل المثال: "أنا آسف، لكن لديَّ عمل يجب عليَّ إنجازه، يمكنني التحدث إليك لاحقاً".

أعرفُ شخصاً اعتاد أن يأتيه كثير من الزوار خلال وقت العمل، وبينما كان في الواقع شخصاً اجتماعياً، كانت الزيارات المتكررة تُبطِء عمله كثيراً؛ لذلك وضع لافتة على بابه تقول: "إذا لم أتواصل معك بصرياً أو أرد عليك، فأنا أعتذر منك، فأنا لا أحاول أن أكون وقحاً، ولكن لديَّ كثير من العمل لأنجزه، وشكراً لتفهمك"، وعلى الرغم من أنَّني لا أعتقد أنَّ كثيراً من الناس يحتاج إلى فعل ذلك، ولكن نجح الأمر معهم.

2. حاول أن تُعبِّر عن أفكارك أكثر:

يميل الانطوائيون إلى الاحتفاظ بأفكارهم ولا يتحدثون كثيراً حتى يتأكدوا ممَّا يريدون قوله، والمشكلة في ذلك هي أنَّ الأشخاص الآخرين لا يمكنهم رؤيتك تفكر، وإذا جاء إليك شخص ما ليأخذ رأيك في أمر ما ولم تجبه على الفور، سيعتقد أنَّك غير مهتم بما يقوله، ولإظهار أنَّك تفكر بالفعل فيما قاله، حاول مشاركة أفكارك بصوت عالٍ، ولا بأس في أن تقدم له أفكاراً أولية في البداية، أو أخبره بأنَّك في حاجة إلى وقت للتفكير في الأمر.

3. أدرك أنَّ الأشخاص الاجتماعيين يحبون النقاش:

نظراً لأنَّ الأشخاص الاجتماعيين أكثر تواصلاً مع العالم الخارجي، فإنَّ التحدث بالنسبة إليهم كالهواء الذي يتنفسونه، وقد يفكرون بصوت عالٍ من خلال التحدث عن أفكارهم للآخرين، وقد يحتاجون إلى الدردشة من أجل تعزيز طاقتهم، وبالنسبة إلى الانطوائي قد يكون هذا أصعب جزء في التعامل مع الشخص الاجتماعي.

إنَّ النقاش الذي يحفِّز وينشط الشخص الاجتماعي قد يزعج الشخص الانطوائي، ومع ذلك لا يقصد الشخص الاجتماعي إزعاج الشخص الانطوائي، فلدى الآخر على الأقل خياران للتعامل مع هذا الأمر بطريقة مهذبة، فإما أن يشارك في النقاش وبعد أن ينتهي النقاش يمكنه استعادة طاقته وحده، أو أن يقطع النقاش متذرعاً بالتزاماته الأخرى وأن يقول: "أودُّ المساعدة، لكنَّني لست الشخص المناسب للنقاش في هذا الموضوع"، وبالتأكيد في بعض الأحيان يمكن أن يكون النقاش ممتعاً للغاية بالنسبة إلى الأشخاص الانطوائيين، وفي هذه الحالة لا يمثل ذلك مشكلةً.

شاهد بالفديو: صفات الشخصية الانطوائية وكيفية التعامل معها

4. خالِط الناس ولو قليلاً:

مهما كان عالمك الداخلي رائعاً، ففي العالم الخارجي متعة أيضاً، لذا تأكد من تخصيص بعض الوقت لقضائه مع الآخرين واستفد من أي فرصة قد تحصل عليها منهم، وعندما تكون مع أشخاص آخرين، كن ودوداً حتى يستمتعوا برفقتك.

4 نصائح للأشخاص الاجتماعيين:

1. اسأل ما إذا كان شخص ما مشغولاً قبل قضاء الوقت معه:

إذا رأيت شخصاً وحيداً، فقد لا يكون كذلك، وحتى لو كان يجلس وحده ولا يبدو أنَّه يفعل أي شيء، فقد يكون منشغلاً في التفكير وفي وضع لا يسمح بمقاطعته، وإذا كنت بحاجة إلى شيء ما، فحاول طلبه صراحة، على سبيل المثال: "صديقي، هل لديك بضع دقائق للتحدث عن مشكلة أواجهها؟".

يمكنك ملاحظة عدم رغبته في التحدث، إذا امتنع عن التواصل بصرياً معك، وإذا بدا أنَّه غير مهتم، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي، فأنت لا تعرف مدى أهمية ما يفكر فيه.

2. اسأل الطرف الآخر ما الذي يفكر فيه إذا لم يجبك:

في بعض الأحيان عندما تتحدث إلى شخص ما قد يكون مشغولاً جداً في التفكير فيما قلته حتى إنَّه ينسى إخبارك بما يفكر فيه، وإذا كنت تنتظر تغذية راجعة من هذا الشخص ولم يمنحها لك، فاسأله عمَّا يفكر فيه.

3. أدرك التأثير السلبي الذي يمكن أن يحدثه النقاش في الشخص الانطوائي:

ضع في حسبانك أنَّ الأشخاص الانطوائيين يفضلون ببساطة عالمهم الداخلي على العالم الخارجي بصرف النظر عن مدى روعتك شخصياً، وقد يبدؤون في التحدث معك بنشاط وفاعلية، ولكن في أثناء مشاركتهم في المحادثة يبدأ نشاطهم في الانخفاض، لذا يعتمد حفاظهم على نشاطهم وحيويتهم على عوامل مختلفة، ولكن لاحظ متى يفقدون اهتمامهم، وادخل في الموضوع الذي تريد مناقشته مع الانطوائيين بسرعة ودون إضاعة الوقت، وأجرِ معظم محادثاتك مع الأشخاص الاجتماعيين الذين سيقدرونها أكثر.

4. تذكر بأنَّ الأشخاصَ الانطوائيين يحتاجون إلى قضاء وقتهم وحدهم:

لعل أكثر شيء يصعب على الاجتماعيين فهمه بشأن الانطوائيين هو أنَّهم يرغبون في أن يكونوا وحدهم، وليس لأنَّهم لا يحبون الإصغاء أو لأنَّهم يكرهون الناس، ولكن فقط لأنَّهم يفضلون عالمهم الداخلي ويحتاجون إلى العودة إليه لاستعادة نشاطهم، وإذا كان شخص ما لا يريد الخروج معك فلا تضغط عليه؛ لأنَّه يحتاج فقط إلى قضاء وقته وحده.

في الختام:

يوجد في العالم كثير من الأشخاص الانطوائيين وكثير من الأشخاص الاجتماعيين، وبدلاً من مناقشة أيَّهما أفضل أو السؤال عن طريقة تغيير الأشخاص دعنا نحاول أن نكون أكثر تقبُّلاً للآخرين، فمع القليل من الجهد يمكننا جميعاً التعايش مع بعضنا بصورة جيدة.