البراكين: أنواعها ومكوناتها وتأثيرها في البيئة

البراكين: أنواعها ومكوناتها وتأثيرها في البيئة
(اخر تعديل 2023-11-06 05:00:31 )
بواسطة

البركان هو:

ثقب في القشرة الأرضية، تنبعث منه مواداً حارة منصهرة، تسمَّى "الماغما"، أو "المهل البركانية" مع الغازات الساخنة والأبخرة والغبار المرافقة لها والصادرة من عمق القشر الأرضية، وتنساب هذه المواد وتتراكم حسب نوعها لتشكِّل التضاريسية الأرضية (الجبال البركانية، التلال المخروطية، وغيرها).

البراكين هي:

انفجارات متتالية تعمل على دفع الحمم البركانية والغازات الحارة إلى الخارج؛ إذ تسير هذه الحمم لمسافات طويلة قبل تجمدها، محدثةً تدمير البنية التحتية في المناطق القريبة من البركان، إضافة إلى الوفيات بسبب الغازات السامَّة التي يطلقها البركان.

أولاً: التوزيع الجغرافي للبراكين في العالم

يوجد على سطح الأرض ما يقارب 600 بركاناً نشطاً، تتركَّز في مناطق الفوالق الطبيعية وبمحاذاة السلاسل الجبلية، وتقسم إلى نطاقين: نطاق رئيس يشمل: منطقة المحيط الهادي والبحر الأبيض المتوسط، ونطاق ثانوي: يشمل الجانب الشرقي من المحيط الأطلنطي:

1. نطاق حزام النار:

يحيط بمعظم سواحل المحيط الهادي؛ إذ تظهر براكين متنوعة في مرتفعات "الأنديز" في أمريكا الجنوبية، وأمريكا الوسطى، والمكسيك، ومرتفعات "الكاسكيد" في الولايات المتحدة الأمريكية، ومرتفعات "كولومبيا" و"قوس جزر ألوشيان"، وعلى طول السواحل الشرقية لقارة آسيا.

2. نطاق البحر المتوسط:

يمتدُّ خط البراكين هنا من فرنسا إلى إيطاليا، وبراكين توجد تحت بحر إيجه، ومن بعدها براكين منطقة القوقاز أرمينيا، وإيران، وجبال الهيمالايا، ومن ثمَّ تتصل ببراكين الموجود في دائرة محيط الهادي من خلال جزر اليابان، وجزر جاوة، كما تظهر البراكين في جزر الفلبين، وجزر نيوزيلندا.

3. الجانب الشرقي للمحيط الأطلنطي:

توجد في جزر الكناري، وجزر آيسلندا، وجزر الازور.

ويضاف إلى ذلك وجود براكين متناثرة في المحيط الهادي، مثل جزر الهاواي، وفي المحيط الهندي، مثل جزر تيمور، وسومطرة، وبالي.

ثانياً: البراكين الموجودة في العالم العربي

تنتشر البراكين في عدة دول في الوطن العربي، وتتركَّز بصورة أساسية في حوض البحر الأحمر، وتحتوي السعودية على 12 حقلاً من حقول الحمم البركانية، وتحوي المنطقة جنوب المدينة المنورة "رهط" على 700 فوهة بركان، كما يوجد 400 فوهة بركانية شمال المدينة، ويوجد في سوريا 6 براكين، وفي السودان 5، وفي ليبيا 2، وفي اليمن 10.

ثالثا: أنواع البراكين حسب نشاطها

1. "البراكين النشطة" (Active Volcanoes):

البراكين النشطة قليلة على سطح الأرض، ومن أمثلة هذا النوع بركان "سترومبولي" (Stromboli)، بالقرب من جزيرة صقلية، وبالتحديد في جزر ليباري؛ إذ تصاعد ألسنة اللهب والحمم المنصهرة كل دقيقتين.

2. "البراكين الهادئة" (Dormant Volcanoes):

هي البراكين التي تتميَّز بنشاط متوسط؛ إذ تثور خلال فترات متباعدة نسبياً؛ بمعنى نشاطها متقطع.

3. "البراكين الخامدة" (Extinct Volcanoes):

هي البراكين التي انتهى نشاطها البركاني منذ فترة طويلة من الزمن، ونُحِتَت فوهة البركان بواسطة عوامل التعرية.

رابعاً: أنواع البراكين من حيث الشكل

3. البراكين المركبة:

هي البراكين ذات الشكل التقليدي، وتتشكَّل نتيجة تراكم طبقات الحمم البركانية، ويصل ارتفاع قمم هذه البراكين إلى بضعة آلاف من الأمتار، وتتراوح شدة انحدار طبقات البراكين المركبة بين 30 و35 درجة.

2. البراكين الدرعية:

تُشكَّل البراكين الدرعية نتيجة خروج الحمم المنصهرة وتراكمها عند فوهة البركان، ومكان خروج الحمم من باطن الأرض، ويرجع السبب في تشكُّل هذه البراكين إلى أنَّ المواد المنصهرة الخارجة منها تمتاز بلزوجتها القليلة، وهذا ما يمنعها من الانحدار للأسفل، وهذا النوع من البراكين في الواقع هو الأكثر انتشاراً على سطح الأرض، كما أنَّها تمتاز بأنَّ ثورانها قليل الارتفاع، ومن أشهر البراكين من هذا النوع البراكين الموجودة في جزر الهاواي.

3. براكين كالديرا ريوليت:

تسمَّى بالبراكين العكسية؛ إذ إنَّها تثور بطريقة معاكسة لطريقة ثوران البراكين العادية، فهي تثور على الداخل، وهذا النوع من أخطر أنواع البراكين؛ إذ إنَّها تقذف الرماد إلى آلاف الكيلو مترات الموجودة حول البركان، وهذا النوع قليل الوجود، ولم يشهد العالم الحديث انفجار هكذا براكين، وآخر بركان انفجر بهذه الطريقة كان منذ عام 83 م، ومن أمثلته بركان "يلوستون" (Yellowstone).

4. الحقول البركانية:

تمتد هذه الحقول على مساحات واسعة؛ إذ تحوي على الآلاف من الفتحات والمنافذ البركانية، وعند ثوران إحدى هذه الفتحات تخرج منها الحمم البركانية التي تنتشر على مساحات كبيرة وبطريقة لا يمكن التنبؤ بها؛ إذ إنَّها لا تمشي ضمن مسار موجود سابقاً على سطح الأرض، ويوجد في العالم حقول بركانية عديدة، أهمها حقل "سان فرانسيسكو"، و"حقل سان مارتن توكستلا"، و"حقل ميتشواكان".

5. بركان بازلت الفيضان:

يحدث في أماكن مختلفة وبصورة متقطعة، ويغطي مساحات كبيرة، ويمثل هذا النوع أكبر خطر على البيئة، فهو واحد من مصادر تلوث المياه، كما تسبِّب تلوث الغلاف الجوي بسبب الغازات التي تطلقها، مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت بكميات ضخمة جداً.

6. بركان سلاسل ظهر المحيط:

تنشأ هذه السلاسل نتيجة لابتعاد الصفائح التي يتكوَّن منها قعر المحيط، فتتدفق الصهارة من قاع الأرض من أجل ملء الفراغ الحاصل نتيجة لتباعد الصفيحتين، كما يمكن أن تكون هذه المواد المنصهرة هي السبب في تباعد الصفائح من أجل أن تخرج، وتمثِّل الصخور البازلتية النسبة الكبيرة من المواد الموجودة في هذه الحمم، وينتج عنها التلال المحيطية، كما أنَّ الصخور البازلتية تشكِّل معظم قيعان المحيطات.

خامساً: مكونات البركان

1. الجبل المخروطي:

يتشكَّل من حطام صخري، يتألف من المواد التي يقذفها البركان من فوهته، وكانت في جزء منها أو كلها في حالة منصهرة.

2. فوهة البركان:

هي تجويف مستدير الشكل تقريباً، ويتراوح اتساعه بين بضعة الآلاف من الأمتار، وتخرج من هذه الفوهة المواد المنصهرة والغازات الحارة المختلفة، وتوجد إلى جانب الفوهة الرئيسة عدة فوهات ثانوية.

3. القصبة (عنق البركان):

هي قناة تمتد من قاع الفوهة في جوف الأرض حيث فرن الصهير، وتندفع من خلالها المواد البركانية، وبجانب القصبة الرئيسة توجد عدة قصبات تتصل بالفوهات الثانوية.

4. حجرة الصهارة:

خزان تحت أرضي توجد فيه المواد المنصهرة.

سادساً: المواد الناتجة عن ثوران البراكين

1. المواد الغازية:

تتشكَّل المواد الغازية الخارجة من البراكين من 70% بخار ماء، و15% ثاني أكسيد الكربون، و5% مركبات النتروجين، و5% مركبات الكبريت، كما تخرج مجموعة من الغازات الأخرى بنسب أقل، وأهمها: الكلور، والهيدروجين، والأرجون.

تصل درجة حرارة النواتج الغازية الجافة التي لا تحتوي على بخار الماء ما يقارب 500 درجة مئوية، في حين تبلغ درجة حرارة المواد الغازية الحامضية والتي تحتوي على بخار الماء كلور الهيدروجين 400 درجة مئوية، أمَّا النواتج الغازية القلوية تبلغ حرارتها نحو 180 درجة مئوية، كما توجد غازات تنفصل عندما تبلغ درجة حرارتها 100 درجة مئوية، مثل بخار الماء، وغازات تتحرر بدرجة حرارة أقل من 100 درجة مصل بخار الماء وثاني أكسيد الكربون.

2. المواد السائلة:

تبلغ حرارة هذه المواد بين 600 و1200 درجة مئوية، وتقسم حسب نسبة السيليس التي توجد فيها إلى:

لابا حامضية:

لونها فاتح، وتحتوي على مواد غازية محتبسة، ولزوجتها عالية جداً؛ لذلك حركتها بطيئة.

لابا بازلتية:

لونها قاتم، وتملك قدرة سيولية عالية، وتبرد ببطء وسرعتها عالية في الجريان قد تصل إلى 30 كم بالساعة.

3. المواد الصلبة:

هي مواد تصلَّبت قبل وصولها إلى السطح، وتسقط على أبعاد مختلفة تبعاً لقوة قذفها ومقدار كتلتها، وتتضمَّن (كتل بركانية هوائية ضخمة، وقنابل بركانية، وحصى بركانية، ورمال بركانية).

سابعاً: مخاطر البراكين

  • تمثِّل الحمم البركانية خطراً كبيراً على الممتلكات؛ إذ يمكن لهذه الحمم التهام أي شيء يقع في طريقها، لكن يمكن للإنسان الهرب منها؛ إذ إنَّها تسير بسرعات معتدلة.
  • تساقط الرماد البركاني؛ إذ يستطيع إلحاق الأذى في أماكن بعيدة عن موقع البركان، ومن الممكن لهذا الرماد أن يتسبَّب بعقم الأراضي الزراعية حيث يسقط، كما يمثِّل خطراً على كل من الحيوان والنبات.
  • تمثل الغازات السامَّة خطراً على الكائنات الحية جميعها بما فيها الإنسان؛ إذ يمكن لها أن تسبِّب الموت فور ابتلاعها مباشرة.
  • تلويث مصادر المياه بالرماد.
  • الانهيارات الأرضية.
  • ثامناً: فوائد البراكين

  • يصاحب البراكين تشكُّل معادن وخامات ذات جدوى اقتصادية، وتشكُّل للزراعة والصناعة، مثل البوتاسيوم والحديد.
  • تفيد مياه الينابيع الحارة المنبثقة عن جوانب البركان بالعلاج والاستشفاء لكثير من أنواع الأمراض، مثل التهاب المفاصل، والأمراض الجلدية.
  • تشكِّل فوهات البراكين بحيرات أو بحيرات كيمائية، كالأحماض، وتعدُّ ثروة طبيعية.
  • تشكيل أجزاء واسعة من الأرض، مثل هضبة نهر كولومبيا.
  • في الختام:

    يختلف توزع البراكين بين منطقة ومنطقة أخرى؛ إذ توجد في منطقة معيَّنة بصورة كثيفة، في حين تكون على شكل تل في منطقة أخرى، أو لا تتواجد أساساً، وتحاول الدراسات التي تُجرى عن البراكين التنبؤ بموعد حدوثها، وقد ساعد موضوع مراقبة النشاط البركاني على فهم آلية عمل البركان ونشاطه، وثمَّة مجموعة من المؤشرات التي يُعتمد عليها لمعرفة موعد ثوران بركان ما، منها: حدوث تشوهات في شكل سطح الأرض؛ مثل تغير ميل سطح البركان، وحدوث هزات أرضية في مناطق تواجد البراكين، وارتفاع حرارة التيارات المائية والهوائية في المنطقة التي يوجد فيها البركان، وحدوث تغيرات في حقول الجاذبية والمغناطيسية، وغيرها، ولا يمكن لأحد وقف النشاط البركاني أو مقاومته.